الأحد , 22 ديسمبر 2024
الرئيسية / صحافة / حسام بدراوي.. بقلم سعد هجرس.. صحيفة الجمهورية

حسام بدراوي.. بقلم سعد هجرس.. صحيفة الجمهورية

قبل  أن يجرى نقل استاذى محمد عودة من مستشفى النيل بدراوى الى مستشفى القصر العينى الفرنساوى صباح الاربعاء الماضى طلب منى ( عودة ) أن اشكر الدكتور حسام بدرواى ، نيابة عنه ، للرعاية الفائقة التى شمله بها أثناء اقامته بمستشفاه .

لكن ربما كانت هذه المرة الاولى فى عمر صداقتى الطويلة لاستاذى محمد عودة التى لا اطيع له فيها امرا ولا البى له طلبا .

فقد رايت ان الواجب يقتضى الا يكون هذا الشكر داخل غرفة مغلقة بينى وبين الدكتور الدكتور حسام  ، بل يجب ان يكون على الملا وعلى صفحات الجرائد .

فموقف الدكتور بدراوى اكبر من رعايته ( الشخصية ) لشيخ الصحفين المصريين وأحد عمدائهم ، فهو موقف( سياسى) و (حضارى ) ايضا .

فمن المعروف للقاصى والدانى ان حسام بدراوى أحد اقطاب الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم واحد ابرز القيادات الاصلاحية به .

وقد عودنا هذا الحزب ان يتقوقع قادته على انفسهم وان يقصروا خدمتهم على أتباعهم وزعانفهم فقط ، وان ينظروا الى من هم خارج هذه الدائرة الضيقة ، وبذات من ينتمون الى مدرس فكرية وسياسية اخرى ، على انهم ( اعداء ) وليس مجرد (خصوم ) وخلافا لهذه النظرة الضيقة الافق … تأتى سلوكيات الدكتور حسام بدراوى لترسى دعائم موقف متحضر ، يحترم الاختلاف ، ويمد الجسور مع الاخر ، ويحرص على ايجاد مساحة للحوار .

وأظن ان موقفة الشخصى ازاء الكاتب الكبير محمد عودة ، جبرتى مصر المعاصرة وضميرها الحى ، وجزء من هذا الموقف الثقافى والسياسى الاعم و الاشمل .

وأظن ايضا ان وجود امثال الدكتور بدراوى، حتى لو كانوا استثناءات ، فى مثل هذا الجو المشحون بالاحتقان والتوتر العصبى والخطاب الهابط ، الذى يستبدل لغة العقل بالتلويح الفج والبربرى بالحذاء ، يبقى بقية من أمل – حتى لو كان محدودا للغاية – فى أمكانية بث دماء جديدة فى شرايين الاصلاح المتصلبة والمتكلسة .

وأذا اتمنى لاستاذنا محمد عودة الشفاء العاجل والعودة الى قرائه وتلامذاته واحبائه …. اشكر الدكتور (حسام ) بدراوى على رعايته له …بكل ما تمثله هذه الرعاية من معان نبيلة تتجاوز الابعاد الشخصية .

التعليقات

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *