الجمعة , 21 فبراير 2025
الرئيسية / صحافة / حسام بدراوي.. بقلم سعد هجرس.. صحيفة الجمهورية

حسام بدراوي.. بقلم سعد هجرس.. صحيفة الجمهورية

قبل  أن يجرى نقل استاذى محمد عودة من مستشفى النيل بدراوى الى مستشفى القصر العينى الفرنساوى صباح الاربعاء الماضى طلب منى ( عودة ) أن اشكر الدكتور حسام بدرواى ، نيابة عنه ، للرعاية الفائقة التى شمله بها أثناء اقامته بمستشفاه .

لكن ربما كانت هذه المرة الاولى فى عمر صداقتى الطويلة لاستاذى محمد عودة التى لا اطيع له فيها امرا ولا البى له طلبا .

فقد رايت ان الواجب يقتضى الا يكون هذا الشكر داخل غرفة مغلقة بينى وبين الدكتور الدكتور حسام  ، بل يجب ان يكون على الملا وعلى صفحات الجرائد .

فموقف الدكتور بدراوى اكبر من رعايته ( الشخصية ) لشيخ الصحفين المصريين وأحد عمدائهم ، فهو موقف( سياسى) و (حضارى ) ايضا .

فمن المعروف للقاصى والدانى ان حسام بدراوى أحد اقطاب الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم واحد ابرز القيادات الاصلاحية به .

وقد عودنا هذا الحزب ان يتقوقع قادته على انفسهم وان يقصروا خدمتهم على أتباعهم وزعانفهم فقط ، وان ينظروا الى من هم خارج هذه الدائرة الضيقة ، وبذات من ينتمون الى مدرس فكرية وسياسية اخرى ، على انهم ( اعداء ) وليس مجرد (خصوم ) وخلافا لهذه النظرة الضيقة الافق … تأتى سلوكيات الدكتور حسام بدراوى لترسى دعائم موقف متحضر ، يحترم الاختلاف ، ويمد الجسور مع الاخر ، ويحرص على ايجاد مساحة للحوار .

وأظن ان موقفة الشخصى ازاء الكاتب الكبير محمد عودة ، جبرتى مصر المعاصرة وضميرها الحى ، وجزء من هذا الموقف الثقافى والسياسى الاعم و الاشمل .

وأظن ايضا ان وجود امثال الدكتور بدراوى، حتى لو كانوا استثناءات ، فى مثل هذا الجو المشحون بالاحتقان والتوتر العصبى والخطاب الهابط ، الذى يستبدل لغة العقل بالتلويح الفج والبربرى بالحذاء ، يبقى بقية من أمل – حتى لو كان محدودا للغاية – فى أمكانية بث دماء جديدة فى شرايين الاصلاح المتصلبة والمتكلسة .

وأذا اتمنى لاستاذنا محمد عودة الشفاء العاجل والعودة الى قرائه وتلامذاته واحبائه …. اشكر الدكتور (حسام ) بدراوى على رعايته له …بكل ما تمثله هذه الرعاية من معان نبيلة تتجاوز الابعاد الشخصية .

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *