أعتقد أنه ليس هناك ما يصنع طاقة جمعية إيجابية فى مصر مثل الرياضة والفوز. ومثلما تخلق البطولة الحلم والأمل فإن الإحباط له أثر جمعى نفسى أيضاً على وجدان الأمة.
انتهت فورة الحماس والانفعال لفريقنا فى كأس العالم، وحان وقت التحليل العقلانى.
الرياضة التنافسية تحتاج بناء له قواعد، وقاعدة التنافس يجب أن تكون متسعة فى المدارس والجامعات، التى تضم ملايين الشباب فى المرحلة العمرية المناسبة لصناعة البطل أو الفريق البطل، ونحن لا نملك هذه القاعدة أساساً لغياب الرياضة تقريباً بشكل مطلق فى المدارس والجامعات. هل تحقيق بناء القاعدة مستحيل؟ أؤكد لكم بوجود آلاف مراكز الشباب حول المدارس أنه ممكن، ويحتاج إرادة سياسية وإدارة لمفهوم بناء الشخصية فى التعليم.
الأمر الثانى هو أهمية تواجد المسابقات على المستوى الأعلى واستمرارها، والتى تعتمد على النظام المستدام واحترام القانون ووجود الجمهور، وهى كلها أمور كما تعلمون بعيدة عن واقعنا، فالمسابقات بلا جمهور، والتمويل بلا قواعد، والمباريات رهن مزاج السياسة والظروف، واحترام استدامة المسابقات ليس أولوية. هل تحقيق ذلك صعب؟ أؤكد لكم أنه ممكن عندما لا نهرب من المسؤولية، ولا ننهج منهج المنع بدلاً من إدارة إقامة المسابقات.
أخيراً، فإن إدارة الرياضة مثل أى صناعة تحتاج المحترفين، وأنا أهيب بكم النظر لآلاف مراكز الشباب، وأكبر نوادى مصر واتحادات الألعاب وكيفية إدارتها، وإلى الإعلام الرياضى المقروء والمرئى ونوعيته، لنعلم أن أركان النجاح تحتاج بناءً جديداً.
كنا فى حالة انفعالات لحظية، أثنى عليها من حبنا للوطن، ولكنها لا تبنى رياضة ولا تؤدى لبطولة إلا بالصدفة غير المستدامة، وهو نفس الأمر فى الاقتصاد والسياسة وفى إدارة الكثير من أمور البلاد للأسف.
المقدمات فى الأغلب تؤدى للنتائج إلا فيما ندر، وعلينا أن نبنى ولا نهدم.