بدعوي من الدكتور منير حنا والمركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة بالتعاون مع مركز جسور الثقافي، ألقي الدكتور حسام بدراوي اليوم الجمعة الموافق 13 ديسمبر 2024 بمقر كاتدرائية جميع القديسين بالزمالك محاضرة شيقة تحت عنوان “مصر التي في خاطري” ، حضرها مجموعة من الشباب المثقف والقامات البارزة في المجتمع حيث بدأ الدكتور بدراوي محاضرته بعرض شيق لدورات التطور منذ نشأة الكون والوقت التي كانت تستغرقه ومنها إلي التطور الحضاري منذ أن أصبح الإنسان يملك القدرة علي الخيال، هذا الخيال الذي أعتبره الدكتور بدراوي بداية التطور البشري وكيف كانت دورة الحضارة التي كانت تستغرق ألاف السنين أصبحت اليوم تستغرق أقل من ثلاثة أعوام، مؤكدا علي ضرورة ادراك السرعة المذهلة التي تنطلق بنا نحو المستقبل، ثم وجه الدكتور بدراوي سؤال للحضور عن كيفية رؤيتهم لمصر واستمع لإجاباتهم بإنصات، ثم أفاد الدكتور بدراوي أن مصر زمان كانت في نظر البعض تمثل القوة الناعمة من فنانين وأدباء ومثقفين والبعض يراها من منظور العظمة من ملوك الفراعنة في مختلف العصور والأهرامات والتاريخ والبعض سوف يقول دون تفكير أم الدنيا لأنها منارة العلم التي أضاءت العالم بأسره، فالجميع يراها من مختلف الزوايا صورة تدعو للتفاخر بأننا ننتمي لهذ البلد، أما اليوم فمصر في الأذهان سلبية، ضعيفة، قليلة الحيلة، بلا أمل والجميع يريد تغييرها لتكون في المكانة التي تستحقها، ثم من مصر زمان والحاضر أنتقل الدكتور بدراوي لمصر المستقبل مؤكدا علي أن مستقبل مصر بأيدينا ومصر يمكنها أن تكون دولة عظمي عن استحقاق، فمستقبل مصر سوف يتأثر بمستقبل العالم فهل سيكون اختيارنا هو المشاركة في صناعة هذا المستقبل أم سنكون مجرد مشاهدين، ثم أجاب الدكتور بدراوي أن من لا يملك الحلم والخيال لن يتمكن من صناعة المستقبل موضحاً أن الحلم بلا سقف ويختلف عن دراسة الجدوى فلا ينبغي الإنصات لمن يقول أحلم في حدود ما يمكن تحقيقه بل أحلم كما تشاء بدون قيود فالحلم هو الخطوة الأولي للتغيير، ثم أعرب الدكتور بدراوي أن مصر تملك العديد من الثروات التي تحتاج فقط للكفاءة في الإدارة وأهم هذه الثروات هم شباب مصر، فمصر تملك 60 % شباب وهذه هي ثروة مصر الكبرى فهؤلاء الشباب إذا ما تم إعدادهم جيدا فسوف يمكنهم النهوض بمصر وصناعة مستقبل جديد يليق بها، فما نحتاج إليه اليوم هو كفاءة أكبر في إدارة الدولة، كفاءة لا يجب التنازل عنها ، و اختيار للأفضل ، وتجديد للدماء دورياً ، واحترام العلم والعلماء، ورفع سقف الأحلام، نحتاج جرأة في التفكير واستدامة في التطبيق وتحديد الأولويات وإعلانها ومحاسبية علي الإنفاق فمصر دولة عظمي وتستحق.
أنهي الدكتور بدراوي محاضرته التي كانت أكثر من رائعة بتصفيق واستحسان من جميع الحضور الذين أقبلوا عليه لأخذ التوقيعات على كتابه مصر التي في خاطري وتبادل اللقطات التذكارية معه بعد انتهاء الجلسة النقاشية التي تترقوا فيه لكافة جوانب الوضع الحالي في مصر والتي أستمع إليها الدكتور بدراوي وأجاب على جميعها.
حضر على المنصة مع الدكتور بدراوي كل من الدكتور منير حنا والذي قدم الدكتور بدراوي تقديما شيقاً ومميزاً، والمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية الأسبق والذي أمتعنا بمداخلاته وسرده للمواقف التي تعرض لها أثناء عمله كمحافظ.