الخميس , 21 نوفمبر 2024
Home / بقلم د حسام بدراوي / علي مقهي “الحالمون بالغد”‏ -‏ الطبقة المتوسطة والحراك السياسي

علي مقهي “الحالمون بالغد”‏ -‏ الطبقة المتوسطة والحراك السياسي

مقالة د حسام بدراوي كما جاءت في نسخة النشر الورقي في جريدة المصري اليوم بعنوان:
“الطبقة المتوسطة والحراك السياسي”
بقلم
حسام بدراوي
يستسهل المجتمع المصري أحيانا تكرار جملة ” لم يعد لدينا طبقة متوسطة” إشارة الي إزدياد معدلات الفقر المالي بدون تعريف لهوية هذه الطبقة ولا أهميتها..
يمكن أن يختلف تعريف الطبقة الوسطى استنادًا إلى عوامل إقتصادية وإجتماعية وثقافية متعددة ولكن لا يجب أن يعتمد هذا التقسيم علي الملاءة المالية فقط. لقد شاهدنا في مصر طبقات فقيرة وسقطت عليها الثروة بل والجاه أحيانا بشكل شرعي أو غير شرعي ولم تتغير عاداتها ولا ثقافتها ،فهل انتقلوا من الطبقة الفقيرة الي العليا فعلا !؟ أم هو انتقال شكلي . الحقيقة أن الأجيال التالية لهؤلاء قد يُكونون طبقة جديدة بحكم تعليمهم الأفضل الذي يصبح متاحاً بحكم الثروة ولكن قد يفتقر ذلك إلي تغير في القيم والأخلاق التي تميز الطبقة المتوسطة.
الطبقة الوسطي في خاطر المجتمع المصري تاريخياً كان يميزهم قدر من القيم و مستوى معين من الدخل يوفر لهم الاستقرار المالي، ويسمح بمعيشة مريحة وقدرة علي تعليم جيد ورعاية صحية وبعض القدرة علي الإنفاق .
هذه الطبقة لديها القدرة على تحمل الاحتياجات الأساسية، والادخار للمستقبل، ومواجهة التحديات الاقتصادية دون الوقوع في براثن الفقر.
هذه الطبقة تمثل أيضاً مجموعة البشر القادرين علي التوظيف والانخراط في المهن أو الوظائف المعتادة و الماهرة التي توفر استقرار الحياة وفرص للتقدم
هذه الطبقة كانت تشمل المدرسين والموظفين وأساتذة الجامعة وضباط الشرطة والجيش والقضاة والمحامين والتجار بل والفلاحين الذين يتملكون الأراضي وغيرهم ممن يعتمد عليهم المجتمع في الحركة والنمو.
قد يحدد الطبقة المتوسطة في بعض التعريفات قدرتها علي تملك مكان السكن أو الوصول إلى استقرار سكني ، مما يسهم في أمانهم الاجتماعي و المالي طويل الأمد.
و قد يحدد الاستهلاك وأسلوب الحياة ووجود الإمكانيات لتحمل تكاليف السلع والخدمات التقديرية، مثل الأنشطة الترفيهية والسفر أحياناً والسعي الثقافي، حدود هذه الطبقة أيضا.
من المهم ملاحظة أن تعريف الطبقة الوسطى يمكن أن يختلف من دولة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى، مع مراعاة الاختلافات في تكلفة المعيشة وإمكانية توفير حقوق المواطنين من من التعليم والرعاية الصحية بغض النظر إلي إمكاناتهم المالية والاقتصادية. أي أن اتساع هذه الطبقة قد يتأتي من قدرة الحكومات علي توفير هذه الحقوق.
في أحيان أخري قد يستخدم علماء الاجتماع والاقتصاديين وواضعي السياسات معايير مختلفة لتعريف الطبقة الوسطى حيث تلعب هذه الطبقة دورًا هامًا في الخيارات السياسية بسبب حجمها وتأثيرها الاقتصادي واستقرارها الاجتماعي . الطبقة المتوسطة تترواح من ٥٠٪؜ ال ٧٠٪؜ من السكان ويمكن تقسيمها إلي شرائح حسب قدراتها وتعريفاتها . وفي إطار نظام حكم عادل فإن هذه المجموعة السكانية رئيسية وحيوية، و غالبًا ما تحدد نتائج الانتخابات وأولويات السياسات حيث تمثل مخاوفهم حول الضرائب والرعاية الصحية والتعليم وأمن الوظيفة وارتفاع الأسعار تياراً يغير التوجهات السياسية ونتائج والإنتخابات العامة أو الإحتجاجات.
هذه الطبقة قادرة علي إتخاذ قرارات لحياتها ، “وقد يكون ذلك أحد تعريفات وجودها “، فالطبقة الفقيرة يمكن شراء قرارتها بالمال وبتوفير الطعام في أوقات الإنتخابات ، ويمكن
تهديدها في نفس الوقت.
لكن الطبقة المتوسطة هي التي عندها مساحة حرية الإختيار ، لذلك
يمكن لناخبي الطبقة الوسطى أن يحسموا الانتخابات ويشكلوا السياسات العامة، مما يجعلهم محور اهتمام حملات الدعاية السياسية وخوف النظم الحاكمة منهم عند الأزمات. .
علاوة على ذلك، تدعم الطبقة المتوسطة النمو الاقتصادي العام ويمكن أن تؤثر على الحركات الاجتماعية، مما يسهم في استقرار المجتمع، وتحفيز تطلعاتهم للتحرك الاجتماعي نحو الأعلى وتوفير الأمان المالي وحماية أسرهم.
بشكل عام، تعتبر الطبقة المتوسطة ركيزة أساسية للمجتمعات الديمقراطية، فهي تستطيع تشكيل القرارات السياسية وأجندات الحكومات.
في العديد من البلدان النامية، تواجه هذه الطبقة تحديات فريدة قد تحد من تأثيرها على الخيارات أهمها الضعف الاقتصادي وفرص العمل المحدودة وعدم المساواة في الدخل. ونتيجة لذلك، ينصب تركيزهم في المقام الأول على البقاء المالي والتحرك الاجتماعي نحو الأعلى، بدلاً من النشاط السياسي.
كذلك قد يعاني العديد من أفراد الطبقة المتوسطة في البلدان النامية من إمكانية الوصول المحدودة إلى المعلومات غير المتحيزة والتعليم المدني، يمكن أن يعيق قدرتهم على الاشتراك بفعالية في التنمية.
و قد تواجه هذه الطبقة تحديات سياسية من حكومات البلدان النامية، فقد تقمع هذه الحكومات الاختلاف السياسي وتحد من قدرة الطبقة المتوسطة على التعبير عن آرائهم والتأثير على القرارات الحيوية، مما يؤدي إلى نشر ثقافة الخوف واللامبالاة . قد تشعر الطبقة المتوسطة في البلدان النامية بأنها غير ممثلة في النظام السياسي، مما يؤدي إلى الإحباط والانفصال عن العملية السياسية.
احد أهم التحديات أمام الطبقة المتوسطة هي العوائق الهيكلية في المجتمع مثل إنتشار الفساد ونقص الشفافية وعدم المساواة في الوصول إلى الموارد، مما يؤثر علي قدرة هذه الطبقة على التأثير في الاختيارات الاجتماعية و السياسية.
و قد تسقط الطبقة المتوسطة في فخ الجهل الديني الذي يملأ الفراغ الإجتماعي و السياسي من خلال استدامة الإضرار بالحقوق الإنسانية والظلم .
الطبقة العليا في المجتمعات كما قال ابن رشد وضعها مختلف ، فهي دائما علي علاقة وثيقة بنظم الحكم، تدعمها لحماية نفسها واستدامة نمو ثروتها، وفي الأغلب تؤمٍن نفسها خارج البلاد خشية إنقلاب السلطة عليها، ولكن تظل هذه التكاملية موجودة بدرجات مختلفة مع نظم الحكم، مما يسمح ببقاء السلطة بل وحقنها بالأموال مقابل إزدياد الثروة بنمو الفساد والإتاوات والإتاحات غير العادلة لفرص الإستثمار.
كل ذلك يحكمه توازن دقيق بين المستفيدين ويتيح بقاء النظام الحاكم وبقاء استفادة شريحة عليا من الطبقة العليا لأطول مدة ممكنه، والذي إن إختل تسقط الدولة ويبدأ نظام جديد في الأغلب يؤدي الي نفس الوضع بلاعبين جدد.
لو نظرنا نظرة شاملة ، لوجدنا أن نظم الحكم ضيقة الأفق ستسعي حتي بدون تخطيط مسبق لزيادة مساحة الفقر وتقليص مساحة الطبقة الوسطي ، فهذا أضمن للبقاء. الغباء هنا أن ذلك يقلص فرصة النمو والتنمية الذي يعتمد علي نمو وتنمية الطبقة المتوسطه التي هي أساس الإقتصاد الصغير وقطاع الأعمال المتوسط ، والذي يُفرخ أجيال من المتعلمين القادرين علي الإبتكار والإبداع ، الذين ، بتوفير شبكة الأمان الإقتصادي والسكني والرعاية والتعليم، يستطيعون الإرتفاع بمستوي الطبقة المتوسطه الثقافي والعلمي والإجتماعي، ولكنهم أيضا يصبحون قادرين علي الإختيارات ويصعب التحكم فيهم.
إن هذا هو مفهوم وفلسفة الليبرالية الإجتماعية كنظام وسياسة حكم ،والذي لا يمكن استدامته سوي بتداول السلطة كل عدد محدد من السنوات حتي لا يستطيع أي نظام حكم ان يبني بقاؤه علي زيادة الفقر وتقليص الطبقة المتوسطة وخلق طبقة مستفيدة من بقاء الأمر علي ما هو علي.
الحجم الحرج الفعال للمتعلمين والمثقفين وأصحاب الفكر هو القادر علي أخذ البلاد الي مساحة أخري من الأمل . علي العموم مصر نسيج له كينونة خاصة بكل طبقاته يستوعب التعدد الداخلي بين صعيد ودلتا وبحري وقبلي وسواحلي وقبائل متعددة، بل تستوعب من يأتيها من العالم الخارجي والعربي ويعيش فيها ويذوب قي نسيجها.
May be an image of ‎1 person and ‎text that says '‎مصر تسيج كينوتة خاصة طبقاته يستوعب التعدد الداخلى بين صعيد ودلنا وبحرى وقبلی وسوا وقبائل متعددة بل تستوعد من يأتيها من العالم الخارجى والعربى. حالمو بالغد مبدراوی د.حسامبدراوی يكتب: على مقهر اختل الدولة الأغلب يودی جديد ممسقی صيدا الوضب الطبحة تحديات سپاسية وقنمية اتحاذ قرارات لحياتها الطبقة المتوسطة والحراك بضاعلية قادرة العليقة والإبداء الحركة الانتخابات. جملة ازدیاد مكان السکن أمانهم الاجتماعي يستسهل ممكن العامة السیاسيه واخالس ویسکن وتقليص الشعال للمتعلمين خاصة تملمة التكاملية وسوا الخارجی واهربی الإناجحات ويدوب قية توازن دقيق أفرار استضادة الوقوع لاشتراك قدرتهم استقرار لأنشخابات هرة للتقدم أوالوظائة التوجهات وأساتذة‎'‎‎

التعليقات

التعليقات