الخميس , 20 فبراير 2025

ماهو الضمير ؟

سألتني حفيدتي اليوم سؤال يستحق النقاش؛ ماهو الضمير ؟
ويعني إيه واحد عنده ضمير؟!
أنا أجبت عليها مباشرة قائلا:
إنه إحساس بتقييم الإنسان لنفسه بنفسه حسب مجموعة من القيم الأخلاقية التي ترسبت في وجدانه عبر التجربة والحياة عما هو صح وما هو خطأ وهو في هذه الحالة نسبي لكل واحد من البشر، والضمير يقوم بمعاتبة الشخص لنفسه إذا تبين هذا الخطأ نتيجة تقييمه لنفسه أو أحيانا نتيجه تقييم الآخرين له اذا كان بالغ الحساسية لتقييم الآخرين له بغض النظر عن قيمه الشخصية.
والضمير قد يبالغ في القسوة علي النفس احيانا بالمبالغة في تقدير الأخطاء.
لكن في الحقيقة لا أعتقد أني يسرت الأمور عليها

وبيني وبين نفسي قلت جائز أن جوهر فلسفة الأديان تاريخيا كانت بهدف خلق ضمير جمعي للصواب والخطأ المطلق حسب معايير إلهية حتي لا يكون نسبيا من شخص إلى آخر. يعني بناء قاعدة أخلاقية للمجتمعات. لكن احنا حولنا الدين إلى تقديس وسائله وليس قلبه
وسمعت حكيم يقول : الضمير هو ذلك الجزء من الذهن، المسؤول عن المسار الأخلاقي للإنسان، إنه الذي ينقل إلينا التعليمات والتحذيرات لنقـــوّم ونتحكَّم في نوعية الأفكار التي نفكِّر بها، والتصرفات التي نتصرفها، بحيث يجعلنا نتألم ونشعر بالذنب عندما نقوم بأمور لا تنسجم ومبادئنا الأخلاقية. الضمير يحثنا على تفضيل الصواب والصلاح والخير، على الخطأ والطلاح والشر. الضمير يوجِّهنا عبر إعطاء حُكْمه، في ما قد فكَّرنا به، وتصرَّفنا بموجبه، وفيما ننوي أنْ نفكر به، ونتصرف بموجبه.
قال المفكر الفرنسي، فيكتور هوجو، “الضمير هو صوت الله في الانسان”
.ويقول أيضا في كتابه العبقري البؤساء
-«الضمير هو حلبة تتبارى فيها الشهوات والتجارب وكهف الأفكار التي تثير فينا كوامن الخجل أو القبح»
ويقول الفيلسوف اليوناني “سقراط: “كما أنَّ القانون يمنع الإنسان من التعديات، هكذا فإنَّ الضمير يمنع الإنسان من القيام بأعمال الشر”.

اللوحة بريشة د بدراوى

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠