أحبك يا ربى..
بقلم وريشة
حسام بدراوي
منشور في جريدة الأزهر ٢٠٢٤/٢/١٤
دعاء
وأنا بين الجبال والسماء صافية وموسيقي الصمت تملأ وجداني، والهواء النقي يتسرب الي رئتي، وعيناي مغمضتان وجدتني أقول هذا الدعاء :
“أدعوك يا إلهي
يارب الأكوان اللامتناهية
والعوالم المتوازية،
ياصانع القوانين الكونية والتركيبة البيولوجية،
يارب السعادة والبهجة
لمن يريدهما،
أن تزيد من أفق معرفتي
وتوسع مداركي
وتعمق إيماني المبني عليهما.
لقد رآك البشر عبر التاريخ
علي قدر اتساع مداركهم
رأوك في النجوم
ثم مثلوك في التماثيل
وعلي قدر معرفتهم آمنوا بك في شكل الإنسان الكامل،
ولكني أراك في كل شئ
داخلي وخارجي وحولي،
واسترجع ما قاله عبقري
في زمن لم تكن فيه معارف اليوم عندما سألوه في وصفك
فقال: لا أستطيع وصفه
لأني لو وصفته فقد حددته،
وإذا حددته فقد عددته
وهو واحد.
إنني يارب السماحة والمحبة،
يارب الجمال والكمال،
أحسك في كل ذرة أكسجين تملأ رئتاي
وتندمج في دمائي
لتطلق طاقة في كل خلية من تريليونات الخلايا في جسديً، إنني أحسك
في كل وحدة طاقة تشكل نفسي والعالم حولي،
في كل كوارك يشدو بموسيقى خلقي
وكل مادة حولي.
ياربي يا خالق إدراكي و وعيي
، يا خالق النور
والخير والجمال
أحبك لأني منك
ولأني أعي أن وجودي
جزء من هذا الكون النسبي
الذي خلقته لسبب،
وأن حياتي في وعاء هذا الجسد هو رحلة داخل إطار أكبر
وإن حياتي
روحا وطاقة ترتبط بك،
ولسبب قد لا أعلمه ولكنه موجود.
الله خالق النعمة ،
والخير والنور ،
وأعلم أن ما نراه حولنا من شرور وظلام ما هو سوي
نقاط في صورة أكبر
ترسم في النهاية خيراً لخلق الله.
أحبك يارب في كل وقت ،
وعندما أغمض عيناي
وأتواصل معك
مركزاً في أنعامك
علي وعلي أسرتي
وأصدقائي و أحبتي ،
أشكرك علي ما وهبتني
من سعة أفق
لأدركك
ليس بما يمليه علي الآخرين
بل بعقلي وقلبي وعلمي ومعرفتي.
الله ،
جمال وكمال،
وحب وسكينة ،
و إطمئنان.