أفكاري السعيدة في عيد ميلادها
فكرت لماذا أنا متفائل رغم الغيوم حولنا
ولماذا أنا ،حقيقة، انسان سعيد.
قررت اليوم أن أختار من أسباب تفاؤلي
واحداً أتكلم عنه وأشكر الله عليه.
إبنتي داليا
الجميل في داليا أنها سبب لبهجتنا بدون مجهود
أنها هي بطبيعتها بهجة يومي
عندما أصحو من النوم وأسمع صوتها في الغرفة المجاورة
تتكلم بشغف عن بناتها
ملك وهبة وساره
وتحكي عن حسن أخوها
وصور كِيان إبنه
وعن عمر زوجها
وعن صديقاتها اللاتي كانوا معها الأمس…
..مجرد سماع صوتها بالنسبة لي كالموسيقى الشجية
أجد نفسي مبتسماً
أظل راقداً دقائق مستمتعاً بوجودهاً قبل أن اصحو وأخرج إليها
لأحتضن رأسها
وأملس علي وجهها
وإذا كانت واقفة احتضنها
فينفجر هرمون الاوكسيتوسين من مخي واشعر بالسعادة والبهجة.
والدي الله يرحمه كان يقول لنا
أن الجغرافيا تصنع التاريخ
ولا شك أن وجود داليا وأسرتها الجميلة بجوارنا جغرافياً
قد جعل من حكمة والدي واقعاً نعيشه.
لابد ان أعطي لزوجتي الكريديت
في أنها جعلت من حسن وأسرته وهو يعيش في لندن
وجوداً يومياً في حياتنا
وكانه جغرافيا .
لقد تغلبت علي الجغرافيا
بتواصلها اليومي
مستخدمة أدوات التواصل كلها
مدت خيوط نسيج الاسرة لتتلاحم وتجعلنا نعيش يومه ساعة بساعة و دمجته في حياتنا يومياً
وهو أمر جد صعب
ويحتاج مايسترو عنده إصرار تواجدنا في حياة بعض إيجاباً ، نضحك سوياً ونبتهج
نتبادل المعرفة
والمحبة
أعود الي داليا أفكاري السعيدة وأتذكر حكمة جبران خليل جبران والتي تقول عن العطاء وكأنه يتكلم عن داليا :
” لا قيمة لما تعطيه ما لم يكن جزءاً من ذاتك
وهنالك الذين يعطون ولا يعرفون معنى للألم في عطائهم ،
ولا يتطلّبون فرحاً ،
ولا يرغبون في إذاعة فضائلهم .
هؤلاء يعطون مما عندهم كما يعطي الريحان عبيره العطر في ذلك الوادي .
بمثل أيدي هؤلاء يتكلم الله
، ومن خلال عيونهم يبتسم على الأرض”
أما هي لبناتها
، فكأنها قاعدة الأساس
، وعمود الارتكاز
، وخليط من المحبة والمشاركة
والاصرار ان تأخذ كل واحدة
فرصتها لتنمو ملكاتها وقدراتها بدون ضغط بل بتحفيز وتمكين.
يا لها من أم وابنة واخت وزوجة وصديقة ،
لا أري لها مثيل في نقاءها وسويتها
وجمال نفسها
والبهجة التي تنشرها حولها.
في عيد ميلادك يا داليا
اقول لكي اني كوالد راضي عنك
بل فخور بك
وكل عام يمر أري الحكمة تنضم الي صفاتك
وأري رسوخ مبادئك
وجمال شمائلك
وأشكر الله
أن حباني نعمة وجودك
كل سنة وانتي طيبة
والدك