الجمعة , 21 فبراير 2025
الرئيسية / صحافة / ألف حسام بدراوى!

ألف حسام بدراوى!

تمنيت لو أنى استطعت تلبية دعوة الدكتور حسام بدراوى إلى حضور افتتاح مدرسة الكمال الابتدائية فى الجمالية، بعد تطويرها على يديه بتكلفة 3 ملايين جنيه خلال ثمانية أشهر.

المدرسة تضم 800 تلميذ، وهى سادس مدرسة تقوم جمعية «تكاتف»، التى يرأسها الدكتور حسام، بمد يد التطوير إليها، على مدى ثلاث سنوات.. فقد سبقتها أربع مدارس فى الدرب الأحمر، ثم مدرسة عبدالعزيز جاويش، التى دمرها الإخوان خلال اعتصام رابعة!

أما تمويل الجمعية فيأتى من تبرعات رجال أعمال، يمارسون دورهم فى مجتمعهم دون ضجيج، ودون صخب، ودون كاميرات، ولا أضواء، ويؤمنون، مع رئيس الجمعية، بحقيقة ساطعة، هى أن أى مستقبل حقيقى، ومختلف لنا لابد أن يمر من بوابة واحدة، بل وحيدة، اسمها التعليم المميز.

وربما يكون الفارق الأساسى بين الدكتور بدراوى وكثيرين غيره فى بلدنا يشاركونه الهم نفسه، أنه يؤمن بتلك الحقيقة الساطعة، ثم لا يتوقف عند حد الإيمان بها.. فجميعنا تقريباً نعتنق الإيمان ذاته.. ولكنه يترجم إيمانه إلى «فعل» وإلى عمل، وإلى شىء حى فوق الأرض على طريقة مجدى يعقوب فى أسوان، لا طريقة أحمد زويل فى القاهرة.. وليست المدارس الست إلا دليلاً قوياً على صدق إيمانه فى هذا الاتجاه، ثم على زيف إيمان آخرين كثيرين حولنا، يصدعون رؤوسنا بالكلام عن التعليم، وعن هم التعليم، وعن مأساة التعليم، ثم.. لا شىء!

تصورت لو أن فى مصر ألف رجل من عينة حسام بدراوى، ثم ضربت وجمعت وطرحت، وتبين لى، بالورقة والقلم، أن وجود ألف رجل مثله عندنا معناه أن نعيد إحياء ستة آلاف مدرسة فى ثلاث سنوات.. وبحسبة أخرى، فإن هذا معناه سوف يكون إتاحة تعليم مختلف لخمسة ملايين طفل تقريباً.. فالرقم هو حصيلة ضرب ستة آلاف مدرسة فى 800 طفل، هم إجمالى عدد الأطفال فى مدرسة الكمال!

وحين أقول إتاحة تعليم مختلف، فإننى أعنيها، لأن «تكاتف» وهى تعمل لا تتعامل مع الحجر وفقط فى المدارس، وإنما تقدم البشر فيها على الحجر، أو تعمل عليهما فى خطين متوازيين لا يتخلف أحدهما عن الآخر.

فكل مدرسة من المدارس الست، قد خضع مدرسوها لدورات تدريبية من النوع الحقيقى، الذى يؤهل المدرس لتخريج طفل يعرف معنى المدرسة، ومعنى أن يتردد عليها، وضرورة أن يعود منها وقد اختلف عقله عما كان عليه، قبل أن يذهب إليها.

وإذا كنا قد قلنا، مراراً، ونقولها، وسوف لا نمل من القول، إن التعليم عبارة عن مدرسة، ومدرس، ثم منهج يدرسه الطالب، فجمعية الدكتور بدراوى تعمل بدأب على الأول والثانى من هذه العناصر الثلاثة، ليكونا على أفضل ما يكون، وليبقى المنهج بعد ذلك شأنا مجرداً للدولة، ومسؤولية كاملة ملقاة على كتفيها، وأتمنى أن يكون مسؤولونا فى البلد منتبهين إلى خطورة المنهج، على نحو ما يجب أن يكون الانتباه، وأن يكون ذلك هماً للدكتور محمود أبوالنصر، وزير التربية والتعليم، فى يقظته، وفى منامه!

بقى أن أقول إنه فى الوقت الذى انتهى فيه الدكتور حسام من المدارس الست، ويستعد للانتهاء من السابعة فى السيدة زينب، والثامنة فى السويس، فإن هناك، فى المقابل، آخرين يهدمون من خلال مدرسة بشتيل الإعدادية بنات فى الجيزة، التى يرغم مديرها طالباتها على ارتداء الحجاب، ويخير كل طالبة بين الحجاب الإجبارى أو البحث عن مدرسة أخرى!!

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *