”أين العروسة؟!!!, اين الحصان؟!!!”
قرأت للدكتور أسامة النحاس بوست بعنوان أين عروسة المولد واين الفارس والحصان يقول فيها:
”منذ عقد تقريبا أصدر وزير صحة مصري قراراً بمنع تصنيع حلوى مولد النبي بدعوى أنها تُلون بالوان مضره صحياً. واختفت العروسة واختفى الحصان ، واختفت السيرة الهلالية واختفت رموز من التراث الشعبى ، كانت تشكل بعض وجدان الهوية المصرية ، وتربط النشأ من الأجيال الجديدة بتاريخ وتراث الوطن.، واختفت حرفة وفن نحت و صناعة القوالب الخشبية لصب السكر وتشكيله لصناعة العروسة والحصان وتزينهم .،
الألوان لم تكن السبب فهناك ألوان صحية وألوان عضوية من النباتات ولكنها كانت الحجة ، ولا أعتقد أن وزير الصحة كان يجهل ذلك ، وبسرعة تم استبدالها بالعروسة الصينية ، واختفى الفارس بسيفه و جواده . ، كما تختفى المقابر التراثية بما تحمله من حرف تراثية ورموز لقامات الهوية المصرية فى كل المجالات.
وكل سنة وأنتم متفرجين.
فكتبت معلقاً :
كان من الممكن ان يكون عنوان ما كتبه د. اسامة ”الإصلاح في مقابل التدمير” بمنظور أعم، أخذا بما كان في أمر عروسة المولد والحصان.
فقد كان من الممكن ان نرفع الضرر الناتج من الألوان والصبغات المضرة التي كانت تستخدم بجهل من الصانعين وكذلك السكر ونوعيته ، ونحمي التراث في نفس الوقت وبابداع أيضاً.
ولكن هذا نفسه الذي يحدث بهدم مقابر أثرية لوضع عواميد طرق وكباري ممكن ايحاد حلول بديلة لها ، وهو نفسه ما حدث في المنتزه والمعمورة وشواطئ اسكندرية التي تحمل عبق تاريخ المدينة. وكله اختفي بل وتدمر ، أحيانا بحجة التطوير، وهو نفسة ما أراه من تماثيل قبيحة من صنع من ليس له خيال في ميادين مدن مصر التي تملك من الفن والتاريخ والفنانين من يستطيعوا ملء كل مياديننا جمالاً…
لا يمكن أن يكون ما يحدث في بلادنا صدفة ، لأنه بتكراره في مجالات مختلفة خرج عن تعريف الصدفة الذي هو .. “حدث نادر” ، فالصدفة Coincidence هي ”التوافق المفاجئ بين مجموعة من الأحداث، والذي يُدرَك على أنه ذا معنى، مع عدم وجود علاقة سببية ظاهرية”، ،
ولكن أعتقد هنا انه توجد علاقة سببية، تنفي ان هذا يحدث صدفة و هي هدم التراث المصري تدريجيا.
وكما يقول فرويد: اللاوعي محرك رئيسي للإنسان ،وأن الأشياء لا تحدث مُصادفةً.
اكتشف فرويد أن ما مِن شيء يُسمى حادثة أو صدفة ، واكتشف كيف أن المشاعر والأفكار والدوافع والأمنيات والأحداث ، التي قد تبدو عشوائية ، تحمل معانٍ خفية.
وكما تقول التجربة والخبرة ، فلا يوجد في السياسة بالذات صدف.
فالتراث جزء هام من واقع الشعوب لأهميته في بناء الشخصية الوطنية بجانب دوره الإجتماعي والإقتصادي والثقافي والسياسي والروحي۔ فالموقف الحالي للتعامل مع التراث ليس إلا إنعكاس لواقع الفكر الحالي الذي يعكس حالة الإنقسام المجتمعي بين التاريخ والحداثة بين مؤيد ومعارض۔
ذكري مولد النبي ، والتفكير في جمال شخصيته وسماحته رغم دعاوى الحدة والتطرف والعنف بإسم الاسلام ، والاحتفال والبهجة بمحمد انساناً ورسولاً رغم ارادة جماعة «أعداء الحياة»؛ الذين يخاصمون الجمال، والغبطة والسرور ، والحفاظ علي تراث الشعب في كيفية اظهار بهجته ، جعلتني اجمع هذا المقال وأشارككم سعادتي ، والالهام والسكينة التي تغمرني عندما أفكر في حبيبي” محمد” عليه السلام.