الاهرام 2007
أول ما يشغلني في مجتمعنا هو أن النظرة الي الشباب تأخذ دائما لونا قاتماوبها الكثير من المحازير والتخوف وهي ألوان يرسمها جيل أكبر لم يتعود علي الحركة السريعة وايقاعه أبطأ كثيرا من ايقاع العصر كله
هي ألوان يرسمها كذلك الاعلام عموما
والأقوال المتداولة بين أرواقه صنع القرار وكأننا أجيال سابقة قد قررنا بدون اتفاق تحديد حلم هذا الجيل من الشباب بل أحيانا محاولة رسمه بأقلامنا نحن وأفكارنا نحن بادعاءات الخبرة أو المعرفة أو انعدام الثقة في قدراتهم وفي أحسن الظروف التكلم بلسانهم حتي وان انعقدت المؤتمرات والحلقات فدائما هم في منطقة التلقي وليس المشاركة هم المستمعون ونحن المفكرون
اننا نؤمن أن دور الشباب يتركز في تنمية المجتمع المدني غير الحكومي كواحد من الحلقات الأساسية نحو بناء المجتمع الحر القوي
وأن قوة هذا المجتمع تستمد من قوي أفراده التي يمثل الشباب أغلبها دون تفرقة ان مقاومة التعصب بكافة أشكاله والارهاب والتعدي علي حقوق الاخريين لن يأتي بفرض العقوبات ولا بالجبر والقوة انما يأتي عندما يكون للمجتمع المدني وجود حقيقي ومؤثر
ولشباب المجتمع دور في التعامل مع المختلف عنه وأن يكون الحوار هو اللغة الاساسية ولعل في هذا المجال أوجز رؤية الحالمين في الكثير من المسائل التي تهم المجتمع كله داعيين الشباب بكافة طوائفه للمشاركة معنا والبحث عن مساحات الاتفاق بينه وبين الاخريين بدلا من البحث عن الاختلاف
اننا نؤمن بأن القيم الانسانية لليبرالية هي الحرية المسؤلية والتسامح في تقبل المختلف والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وتظل هذه القيم أساسا لبناء المجتمع المتفتح الا انها تحتاج لتوازن دقيق بين مؤسسات المجتمع المدني وحكومة ديمقراطية في اطار سوق حرة وتعاون دولي
اننا نؤمن بأن حرية الفرض تستلزم وجود وتحكم القانون في المعاملات وكذلك حق متساوي للأفراد في الحصول علي تعليم كامل متعدد وان هذه الحرية لا تكون حقيقية بدون حرية الكلمة وحرية التجمع وحرية الحصول علي المعلومات
ان حرية الفرد لا تكون حقيقية في المجتمع بدون أن يكون هناك ايمان بتكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة ووجود قدر من التسامح لاستيعاب الاختلاف والتعدد
ان المجتمع المدني يتكون من مواطن حر يعيش في اطار القانون وحقوق مضمونه للفرد فيه مع حدود لقوة الحكومة التي يجب أن تتعرض للمسائلة الديمقراطية
ان المجتمع المصري يستطيع أن يقوم بعملية تحول ديمقراطي جبار اذا تم التركيز علي مجموعات الشباب في المراحل السنية الصغيرة بالتدريب والتعليم الغير تقليدي ووضع البرامج التي تهدف الي ترسيخ المفهوم الديمقراطي كمنهج حياة حيث يمكن اثراء الحياة الانسانية بعدة ملايين من الشباب الديمقراطي في مدة وجيزة ان خلق مواطن ديمقراطي لا يأتي بدون عمل له وأن ذلك ممكن وبسيط اذا خلصت النية له وتوافرت البرامج الازمة لتحقيقه
ان موؤسسات المجتمع المدني وخصوصا الجمعيات الأهلية هي اطارات لنمو الحس الديمقراطي في التعامل ولكنها في حد ذاتها ليست مسسات سياسية
اننا نري أن جيل الشباب بانفتاحه علي العالم ومعرفته بالتجارب الديمقراطية العالمية يستطيع أن يقود الأمة المصرية الي مكانها الرائد كأمة ديمقراطية حقيقية
ان العمل الأهلي الغير حكومي التطوعي يمثل حجرا أساسيا في قوة المجتمع المدني ويجب تشجيعه ودعمه بكل الوسائل ان هذا القطاع يعتبر مشاركا ايجابيا في التنمية بجانب القطاع الأول وهو الحكومة والقطاع العام والقطاع الثاني وهو القطاع الخاص حيث ننظر الي القطاع الثالث الان نظرة مختلفة ويجب ادارته والاستفادة به بمنطق علمي بأسس تراعي فيها جودة الأداء بضمان نجاحه بشكل مؤسسي
وليس فرديا
لذلك فأن مشروع قانون الجمعيات الأهلية الجديد يجب أن يشجع أفراد المجتمع علي الانضمام الي أو تأسيسجمعيات جديدة لخدمة المجتمع وأن فلسفته الرئيسية يجب أن تدور حول عدم تحكم الدولة فيها ان الوعي بالعمل العام وارتباط الفرد بمجتمعه الصغير والكبير ليس فضيا يأتي من أي شئ
ولكنه نتاج لبرامج تدريب وتعليم للأطفال والشباب في المدرسة والجامعة ويجب تدعيم فكرة ارتباط طلبة المدراس بخدمة مجتمعهم وارتباط ذلك بحوافز جذابة community services
والأساس في تنمية مشاركة الشباب في الحياة السياسية يعتمد علي توافر قدر من الثقافة السياسية والتدريب علي ممارسة الديمقراطية في مختلف شوؤن الحياة (الأسرة- الجامعة – المدرسة – الجمعيات الأهلية ) ان هذا الأساس يجب أن يعتمد علي أسلوب علمي مخطط له للتعامل مع الشباب وأن هذه البرامج يجب أن تكون أساسية في التعليم التقليدي ان التعليم الغير تقليدي والنشاط الطلابي في المدرسة والجامعة وكذلك نشاط الشباب في الأندية الرياضية يجب أن يخضع لأعادة ترتيب ودراسة لتنمية خلق مواطن ديموقراطي يستطيع ممارسة حقوقه السياسية
انه علي الأحزاب السياسية اعادة النظر في الواقع الحقيقي لوجودا في الشارع المصري ومحاولة ايجاد صيغة مختلفة لدعم الديمقراطية بين أعضائها وعلي الجانب الأخر يجب أن يتيح الحزب الحاكم الفرصة أما الأحزاب الأخري في ممارسة العمل السياسي في اطار من الشرعية الدستورية
اننا نري أن النقابات المهنيةوالاتحادات والجمعيات الأهلية تمثل فئات معية من الشعب ولها أهداف محددة خاصة بهم وأن دورها الحقيقي في تفعيل مشاركة الشباب في الحياة السياسية هو ممارسة الديمقراطية داخل شعبها بما يسمح باعداد المواطن الديمقراطي
لكنها في حد ذاتها ليست ولا يجب أن يكون مؤسسات سياسية اننا نحلم بأن يجب مراعاة الدقة في اختبار المسؤلين عن الشباب في الدولة ووضع معايير عن اختيارهم ومساءلتهم واعلان هذه المعاير والعمل بها
ان حركة الحياة تستلزم التغيير وأن الأفرد مهما كانت قيمتهم فلابد أن تشملهم حركة التغيير الا أن كان وجودهم مرتبطا بانتخابهم المباشر من الشعب وفي اطار من الشرعية الدستورية
ونؤمن بأن اكتشاف الفرد لذاته وتنمية مهاراته للتواصل مع الأخريين وتنمية ذكاؤه العقلي والعاطفي هو بداية الطريق الحقيقة لتنشية مواطن ايجابي مدرك لواجبات وحقوق مواطنته مؤهل للمشاركة في تنمية مجتمعه قادر علي تحقيق أقصي فاعلية في علاقاته مع الأخريين ان تنمية الفرد لذاته جزء هام من تحقيق التوازن بينه كفرد وبين مجتمعه (الأسرة – الجامعة – المدرسة- العمل – المجتمع العام-وأن قدرته علي التكيف والتعامل مع المختلف معه يجب أن تبدأ بمعرفة ذاته أننا نري أنه يجب أن تشمل برامج البرامج التقليدية في المدارس والجامعات الكثير من العلوم الانسانية بغض النظر عن التخصص حتي يمكن الفرد التعرف علي جوهره وزيادة فاعليته في التفاعل مع الانسان الأخر
نحلم بأن يكون التعليم الغير تقليدي هو الأساس في بناء شخصية الشباب في المدرسة والجامعة وأن النظرة اليه يجب أن تتغير حسب هذه القيمة ان التعليم الغير تقليدي ليس نشاطا عشوائيا أو هو مساحة متروكة للشباب للقيام بأي نشاط يرونه بل هو مسألة علمية لها جوانب ادارية وأهداف محددة ولا يجب أن تأخذها المؤسسات التعليمية لتدعيم الصالات بين الأساتذة والطلاب وتدريب رجال تعليم من خلال دورات منظمة لتطبيق نظم التعليم غير التقليدي علي تلاميذهم
ان مؤسسات التعليم المختلفة عليها أن تغيير من مفهوم برامج تعليمها التقليدية لتؤام أسواق العمل في مصر والعالم لأن خرج الجامعة يجب أن يكون مؤهلا للسوق العالمية ان ذلك المفهوم يحتاج تجربة مختلفة عن تلك المتاحة لمتذي القرار في الجامعات الأن ويحتاج لمرحلة سنية تعايش الواقع المختلف جدا في الحياة العملية عما كان عليه منذ سنوات قليلة
وندعو لأن يكون واضعوا البرامج التعليمية وتوجيه الدراسة من هذه المراحل السنية ومن داخل اطار هذه التجارب المختلفة ان الجامعات يجب عليها مشاركة قطاعات الأعمال الخاصة بالمجتمع لمعرفة احتياجتهم ودعواتهم للأشتراك في مجالس أمناء لها حتي يتم ايجاد ترابط حقيقي مع سوق العمل وعليها اقامة ملتقيات توظيف أثناء الدراسة وايجاد قواعد معلومات عن المتاح من الوظائف واحتياجتها ليكون للشباب فرصة للتأهيل أنفسهم للمستقبل ولهذا نقترح استحداث وظيفة المخطط للحياة العملية في المدرسة الوالجامعة التي تساعد الطالب بشكل شخصي في اختباراته وتكون لديه معلومات التي تساعده علي ذلك وهو مدخل لمعرفة نشاط الطالب العلمي والغير تقليدي في مجال الدراسة ويجب تغيير نظام الاختبار الحالي لدخول الجامعات وتعميقه واستخدام طرق جديدة تعتمد علي معايير أكثر من مجرد مجموع الدراجات الا اننا ندعو كذلك الشباب الي التدريب علي مهارات التفاوض والتدريب المستمر أثناء العمل وندعوهم للتدريب أثناء الدراسة بالعمل في فترات الصيف خارج وداخل مصر للحصول علي تجارب تفيدهم في المستقبل
أن القطاع الخاص يجب أن يساعد في دعم المجتمع المدني من خلال مسسات القطاع الثالثوعليه أن يمول اجزاء من مشاريعها
كذكلك فانه يجب تشبيك الجمعيات الأهليه في مصر بدوائر اتصالات تدعم المشاريع المشتركة وتزيد من فعالية العمل العام
ان ممارسة الديمقراطيبة داخل هذه الجمعيات اللمدنية لها أهمية في خلق المواطن الديمقراطي عموما وزيادة مشاركته في الحياة السياسية فيما بعد وفي النهاية فاننا نري أن المجتمع المدني القوي يتكون من مواطن حر في اطار من القانون وأن القيم الأساسية الليبرالية تستلزم توازنا دقيق بين مؤسسات المجتمع المدني في وجود حكومة ديمقراطية وتعاون دولي أي أن المجتمع المدني القوي هو أساس المجتمع الديمقراطي
اننا نري أن هناك أهمية كبيرة في زيادة جرعة الثقافة في وسائل الاعلام وندعو القائمين عليها
لاستحداث الوسائل المختلفة (غير التقليدية) لبثها الي المجتمع والابتعاد عن السطحية ووضع معايير اختيار المسؤليين عن هذه البرامج ومراقبة أثرها علي المجتمع ان المجتمع يعاني من قصور ثقافي
بين الشباب وندعو كل المجتمع المدني للتحرك نحو بناء نخبة مثقفة تستطيع قيادة هذه الجيل في المستقبل ولتكوين هذه النخبة يجب توفير أليات التنوير ( الكتاب والمكتبة والرامج المرئية والسمعية وفتح أفاق جديدة للمعرفة والتعامل مع ميراثنا الثقافي بعيدا عن الرفض أو الانحياز وتسخير الموارد المالية والبشرية للحركة الابداعية بين الشباب وفتح أسواق لترويج ابداعاتهم كما ندعو لظهور مسسات خاصة تتبني المبدعيين وتمول نمو خبراتهم وتدريبهم وربط القول بالفعل والفطرية بالتطبيق لتضييق الفجوة بين الحلم فقط والحلم الممكن تحقيقه وأن نعمل علي رفع حالة المثقفين من الشباب وتحفيزهم في المدرسة والجامعة واظهار أهمية دورهم الاجتماعي في ادارة عملية التغيير في المجتمع ولا شك في أن للمدرسة
والجامعة ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة دورا حيويا من خلال التعليم غير التقليدي في خلق مجتمع أكثر ثقافة مما يدي الي خلق ضمير علمي له ويهيئه للتعامل مع الأخر المختلف وتقبل دوره في صناعة مستقبل البشرية كلها وليس المجتمع المحيط به فقط ونري أن مجتمع الشباب به فقط ونري أم مجتمع الشباب فرصة سانحة خصوصا في فترات الصيف لبدء برامج تثقيفية بأشكال غير تقليدية لهم
ان قصور العلاقات مع الأخر المختلف في الدين يحرمنا كثيرا من نواتج التفاعل الايجابي معه ويحرم المجتمع من الاستفادة القصوي من موارده البشرية المتاحة وتخطي الحواجز النفسية بيننا وبين المختلفيين معنا لذلك نري أن يتم توفير المعلومات بشكل علمي للنشئ عن الأخر المختلف وتحفيز مشاركة الأفراد وتحفيز مشاركة الأفراد مسلمسسن ومسيحيين لخدمة مجتمعاتهم في اطار مدني يجمعهم معا وتهيئة المناخ المناسب للمشاركة ودفع الشباب مسلما ومسيحيا من جيلنا هذا الي اختبار العلاقة مع المختلف في الدين بشكل مباشر وباختبار التركة التي ورثناها عن الأجيال السابقة في هذا الشأن والدعوة لاعادة اختبار الموروث السلبي في العلاقات بين المسلميين والأقباط بشكل جديد ( تجنب القوالب التقليدية في معالجة مفهوم العلاقة بين المسلم والمسيحي )
ان المجتمع العلمي هو المجتمع الذي ينظر أغلب أفراده للأمور نظرة تعتمد علي العقل والبرهان المقنع بالتجربة وبالدليل وهي طريقة يمكن أن تتوافر لدي شخص لم يكتسب تدريبا خاصا في أي فرع بعينه من فروع العلم كما يمن ان يفتقر اليها أشخاص توافر لهم من المعارف العلمية الكثير ان حياة المجتمعات الحديثة أصبحت منظمة تنظيما علميا منضبطا ودقيقا في سياسيتها وحربها وسلمها وجدها ولهوا ولم يعد
في وسع مجتمع لديه أدني قدر من الطموح أن يسير في أموره بالطريقة العفوية والعشوائية التي كانت سائدة في عصور ما قبل العلم
ان هناك علاقة وثيقة بين المجتمع العلمي والحد الأدني من الثقافة لأن الثقافة هي جزء لا يتجزأ من شخصية الانسان الكامل الذي هو النواة القادرة علي تكوين هذا الضمير العلمي الذي يبدأ بالفرد ويبنتهي بتكوين حالة عامة للمجتمع
ان للمجتمع العلمي دورا فعال في صنع المستقبل لأن الضمير العلمي الذي ننشده يشيع مناخا متوازنا متوائما مع المتطلبات الاساسية التي يحتاجها اي مجتمع لتحقيق مستقبل أفضل لترسيخ الأأعمدة الاساسية لبناء متطلبات الحياة المختلفة والوصول الي حالة الاستقرار والتظور الشامل للمجتمع