الخميس , 20 فبراير 2025
الرئيسية / صحافة / التعليم ياريس – الاخبار

التعليم ياريس – الاخبار

من أين نبدأ؟ ربما كان هو السؤال الأكثر إلحاحا علي أذهان المصريين المحبين لوطنهم، المتمسكين بشعاع الأمل من أجل الخروج من عنق الزجاجة، والانطلاق إلي آفاق التنمية والتطور.
فاعليات وجلسات ومناقشات المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي عقد نهاية أكتوبر الماضي كانت نقطة البداية لحوار وطني جاد.
كان من المهم أن تكون جلسة تطوير التعليم هي الجلسة الأولي في المؤتمر، وهذا ما يعكس درجة الأهمية التي يجب أن تحظي بها هذه القضية وسط عشرات القضايا المهمة علي أجندة الوطن. تعددت الرؤي، لكنها أجمعت علي ضرورة التركيز علي التعليم، كركيزة مهمة لا غني عنها إذا أردنا البناء الحقيقي لمستقبل هذا الوطن، البشر قبل الحجر، الفكرة قبل التمويل المطلوب لتنفيذ الفكرة، الإنسان قبل المرافق والطرق.
استضافتني الإعلامية عزة مصطفي يوم انعقاد المؤتمر في برنامجها »صالة التحرير»‬ لتناقش أهم المحاور والقضايا التي أخذت مساحة واهتماما من الحضور في المؤتمر، ومن هذا المنبر الإعلامي دعوت الرئيس السيسي إلي تبني التعليم كمشروع قومي لمصر علي مدي الخمس سنوات القادمة.
وأسبابي لتلك الدعوة هي أن دولا كثيرة سبقتنا مثل ماليزيا وفنلندا فعلوا ذلك، أعطوا الأولوية الأولي للتعليم ولو علي حساب متطلبات أخري يحتاجها المواطن مثل الخدمات الصحية ورصف الطرق وتطوير المرافق الحيوية.
حدثت الطفرة الاقتصادية في تلك البلاد عندما تحسنت نوعية التعليم والتدريب الذي يتلقاه المواطن هناك، وتحققت الأحلام في ماليزيا بعد عشر سنوات من التركيز في تطوير التعليم كهدف ومشروع قومي للبلاد، فالفكر لابد أن يسبق المال، بل إن تجارب العديد من الدول التي كانت تعاني ظروفا اقتصادية أصعب كثيرا من ظروفنا الآن تؤكد أن الفكر هو الذي يجلب المال وليس العكس.
من هنا كانت دعوتي للرئيس باطلاق فكرة »‬تطوير التعليم» وجعلها »‬مشروعنا القومي» الذي نضحي بأشياء كثيرة من أجل أن يتحقق ويؤتي ثماره، وقتها سوف تحل كل المشاكل تلقائيا، لأن البدايات الصحيحة هي التي تؤدي إلي النهايات الصحيحة التي نحلم بها ونتمناها.
أسعدني أن الرئيس أمر بتشكيل مجموعة عمل من خبراء تطوير التعليم ليدرسوا كيف يمكننا البدء في هذا المشروع الضخم الذي يستحق أن نعطيه الأولوية القصوي. وأتمني أن تنتهي تلك المجموعة إلي قرارات تنفيذية، فالدراسات موجودة وحبيسة الأدراج منذ سنوات، والدكتور حسام بدراوي أحد العقول المخضرمة في هذا الموضوع، أمضي عشرات السنين يدرس تجارب الدول الناجحة ويقدم خلاصة فكره فلماذا لا نستعين بهذه العقلية الفريدة في وضع استراتيجية كاملة تساهم في تنفيذها الحكومة ومنظمات المجتمع المدني التي تعمل في التعليم، ويمكننا أن نحصل علي منح دولية من منظمات عالمية تدعم الدول التي تؤمن بالتعليم كضرورة أولي.
سيادة الرئيس.. أدعوك مجددا بالنيابة عن نفسي وبالأصالة عن كل المخلصين لهذا الوطن، إعلن »‬تطوير التعليم» مشروعا قوميا لمصر، ونعدك بالوقوف جميعا خلفك مهما كلفنا ذلك من تضحيات.

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *