الأحد , 22 ديسمبر 2024
الرئيسية / صحافة / التعليم ياريس – الاخبار

التعليم ياريس – الاخبار

من أين نبدأ؟ ربما كان هو السؤال الأكثر إلحاحا علي أذهان المصريين المحبين لوطنهم، المتمسكين بشعاع الأمل من أجل الخروج من عنق الزجاجة، والانطلاق إلي آفاق التنمية والتطور.
فاعليات وجلسات ومناقشات المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي عقد نهاية أكتوبر الماضي كانت نقطة البداية لحوار وطني جاد.
كان من المهم أن تكون جلسة تطوير التعليم هي الجلسة الأولي في المؤتمر، وهذا ما يعكس درجة الأهمية التي يجب أن تحظي بها هذه القضية وسط عشرات القضايا المهمة علي أجندة الوطن. تعددت الرؤي، لكنها أجمعت علي ضرورة التركيز علي التعليم، كركيزة مهمة لا غني عنها إذا أردنا البناء الحقيقي لمستقبل هذا الوطن، البشر قبل الحجر، الفكرة قبل التمويل المطلوب لتنفيذ الفكرة، الإنسان قبل المرافق والطرق.
استضافتني الإعلامية عزة مصطفي يوم انعقاد المؤتمر في برنامجها »صالة التحرير»‬ لتناقش أهم المحاور والقضايا التي أخذت مساحة واهتماما من الحضور في المؤتمر، ومن هذا المنبر الإعلامي دعوت الرئيس السيسي إلي تبني التعليم كمشروع قومي لمصر علي مدي الخمس سنوات القادمة.
وأسبابي لتلك الدعوة هي أن دولا كثيرة سبقتنا مثل ماليزيا وفنلندا فعلوا ذلك، أعطوا الأولوية الأولي للتعليم ولو علي حساب متطلبات أخري يحتاجها المواطن مثل الخدمات الصحية ورصف الطرق وتطوير المرافق الحيوية.
حدثت الطفرة الاقتصادية في تلك البلاد عندما تحسنت نوعية التعليم والتدريب الذي يتلقاه المواطن هناك، وتحققت الأحلام في ماليزيا بعد عشر سنوات من التركيز في تطوير التعليم كهدف ومشروع قومي للبلاد، فالفكر لابد أن يسبق المال، بل إن تجارب العديد من الدول التي كانت تعاني ظروفا اقتصادية أصعب كثيرا من ظروفنا الآن تؤكد أن الفكر هو الذي يجلب المال وليس العكس.
من هنا كانت دعوتي للرئيس باطلاق فكرة »‬تطوير التعليم» وجعلها »‬مشروعنا القومي» الذي نضحي بأشياء كثيرة من أجل أن يتحقق ويؤتي ثماره، وقتها سوف تحل كل المشاكل تلقائيا، لأن البدايات الصحيحة هي التي تؤدي إلي النهايات الصحيحة التي نحلم بها ونتمناها.
أسعدني أن الرئيس أمر بتشكيل مجموعة عمل من خبراء تطوير التعليم ليدرسوا كيف يمكننا البدء في هذا المشروع الضخم الذي يستحق أن نعطيه الأولوية القصوي. وأتمني أن تنتهي تلك المجموعة إلي قرارات تنفيذية، فالدراسات موجودة وحبيسة الأدراج منذ سنوات، والدكتور حسام بدراوي أحد العقول المخضرمة في هذا الموضوع، أمضي عشرات السنين يدرس تجارب الدول الناجحة ويقدم خلاصة فكره فلماذا لا نستعين بهذه العقلية الفريدة في وضع استراتيجية كاملة تساهم في تنفيذها الحكومة ومنظمات المجتمع المدني التي تعمل في التعليم، ويمكننا أن نحصل علي منح دولية من منظمات عالمية تدعم الدول التي تؤمن بالتعليم كضرورة أولي.
سيادة الرئيس.. أدعوك مجددا بالنيابة عن نفسي وبالأصالة عن كل المخلصين لهذا الوطن، إعلن »‬تطوير التعليم» مشروعا قوميا لمصر، ونعدك بالوقوف جميعا خلفك مهما كلفنا ذلك من تضحيات.

التعليقات

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *