الجمعة , 21 فبراير 2025
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / المعرفة والحرية

المعرفة والحرية

المعرفة والحرية
بقلم د حسام بدراوي
23/8/2005
المعرفة هي عماد التنمية وهي بوابة العبور إلي مستويات التقدم التي ننشدها جميعاَ، فالمعرفة تنعكس علي تطور الاقتصاد والسياسة والمجتمع بأسره وعلي كافة جوانب النشاط الإنساني ولقد لعبت المعرفة علي مر العصور دوراَ حاسماَ في صعود الأمم وهبوطها وصياغة توجهات الحاضر والمستقبل، وتستند الحضارة إلي المعرفة وتطبيقاتها في مناحي الحياة المختلفة.
ويبرز الدور الهام للمعرفة علي نحو أكثر وضوحاَ وأعظم تأثيراَ الآن عن ذي قبل ، حيث تسارعت المعارف في الآونة الأخيرة بمعدل يفوق نظيره خلال قرون متتالية ، وانعكس ذلك علي أداء الدول التي استطاعت أن تلاحق هذا التطور المعرفي المتعاقب ، وأوجد ذلك فجوة معرفية وتكنولوجية ورقمية بين الدول التي استوعبت المعرفة واستخدمتها وأنتجتها ، والدول التي لم تستطع مواكبة هذا التطور السريع ، أو واكبته بشكل محدود ، ويزيد من خطورة هذا الموقف الاتجاه العالمي نحو الإنفتاح بين المجتمعات المختلفة ، والتكتلات الاقتصادية الجديدة ودخول العالم في اتفاقيات ثنائية ومشتركة مما يشكل مجالاَ للمنافسة علي المستوي العالمي في القطاعات المختلفة ، ولابد للدول التي أخذت من المعرفة بقدر محدود أن تسعي لتحقيق تقدم في التوجه نحو مجتمع المعرفة وأن تعبر “الفجوة الرقمية ” وأن تنمي مراكزها التكنولوجية حتي تستطيع تحقيق المنافسة المتوازنة والمتكافئة بينها وبين الدول المتحكمة في المعرفة.
إننا ندرك أن مصر تواجه فجوة نسبية في المعرفة ، وأن التحدي الرئيسي للمجتمع المصري هو تخطي هذه الفجوة ، كما ندرك ايضاَ أن المعرفة بمفهومها الواسع هي هدف متحرك وأن حدودها في توسع مستمر ، ولابد من القيام بعمل مترابط ومتكامل في مجالات أربعة متفق عليها عالمياَ هي : الحصول علي المعرفة ونشرها وتطبيقها وإنتاجها ، ومن المسلم به أن المحتوي المعرفي يتقادم بعد فترة زمنية ولابد من تجديده ، ولا يتأتي ذلك إلا في إطار مجتمعي متكامل قوامه الإيمان الحقيقي بأهمية المعرفة ، وتكون عناصرة خطة قومية فعالة ومشاركة مجتمعية شاملة لضمان تحقيق وإستدامة مجتمع المعرفة.
إننا نؤمن أن المعرفة بوصفها ميزة إنسانية ، وطريق لتوسع خيارات المواطنين متصلة بالنمو والعدالة الإجتماعية اتصالاَ وثيقاَ ، بل أن القصور في معارف وقدرات الأفراد يعطل التنمية الانسانية بمعناها الأوسع في مصر ، فالمعرفة تمكن الإنسان وتؤهله للتفكير والتحليل والفهم والربط بين المعطيات المختلفة، وتؤهله لتكوين رأيه المتفرد والتعامل مع المتغيرات ،والإرتقاء إلي حال أفضل .
إن حق الفرد المشروع في الوصول إلي المعرفة ، والحصول علي الفرصة أهم من حصوله علي الدعم أو الهبات لتخطي فجوة الفقر والإحتياج.
أن العلاقة بين المعرفة والتنمية الأنسانية وحقوق المواطن متشابكة وبالغة الأهمية ، فهم جميعاَ يعززون بعضهم البعض حيث أن قاسمهم المشترك هوالحرية، أن المعرفة والتنمية الانسانية تخلقان الإمكانية لممارسة الحرية من خلال بناء قدرات المواطنين، وتتضمن حقوق المواطن في ممارسة حريته المدعمة بالمعرفة.
376613_240968669359437_1431190301_n

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *