الأحد , 22 ديسمبر 2024
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / المعرفة والحرية

المعرفة والحرية

المعرفة والحرية
بقلم د حسام بدراوي
23/8/2005
المعرفة هي عماد التنمية وهي بوابة العبور إلي مستويات التقدم التي ننشدها جميعاَ، فالمعرفة تنعكس علي تطور الاقتصاد والسياسة والمجتمع بأسره وعلي كافة جوانب النشاط الإنساني ولقد لعبت المعرفة علي مر العصور دوراَ حاسماَ في صعود الأمم وهبوطها وصياغة توجهات الحاضر والمستقبل، وتستند الحضارة إلي المعرفة وتطبيقاتها في مناحي الحياة المختلفة.
ويبرز الدور الهام للمعرفة علي نحو أكثر وضوحاَ وأعظم تأثيراَ الآن عن ذي قبل ، حيث تسارعت المعارف في الآونة الأخيرة بمعدل يفوق نظيره خلال قرون متتالية ، وانعكس ذلك علي أداء الدول التي استطاعت أن تلاحق هذا التطور المعرفي المتعاقب ، وأوجد ذلك فجوة معرفية وتكنولوجية ورقمية بين الدول التي استوعبت المعرفة واستخدمتها وأنتجتها ، والدول التي لم تستطع مواكبة هذا التطور السريع ، أو واكبته بشكل محدود ، ويزيد من خطورة هذا الموقف الاتجاه العالمي نحو الإنفتاح بين المجتمعات المختلفة ، والتكتلات الاقتصادية الجديدة ودخول العالم في اتفاقيات ثنائية ومشتركة مما يشكل مجالاَ للمنافسة علي المستوي العالمي في القطاعات المختلفة ، ولابد للدول التي أخذت من المعرفة بقدر محدود أن تسعي لتحقيق تقدم في التوجه نحو مجتمع المعرفة وأن تعبر “الفجوة الرقمية ” وأن تنمي مراكزها التكنولوجية حتي تستطيع تحقيق المنافسة المتوازنة والمتكافئة بينها وبين الدول المتحكمة في المعرفة.
إننا ندرك أن مصر تواجه فجوة نسبية في المعرفة ، وأن التحدي الرئيسي للمجتمع المصري هو تخطي هذه الفجوة ، كما ندرك ايضاَ أن المعرفة بمفهومها الواسع هي هدف متحرك وأن حدودها في توسع مستمر ، ولابد من القيام بعمل مترابط ومتكامل في مجالات أربعة متفق عليها عالمياَ هي : الحصول علي المعرفة ونشرها وتطبيقها وإنتاجها ، ومن المسلم به أن المحتوي المعرفي يتقادم بعد فترة زمنية ولابد من تجديده ، ولا يتأتي ذلك إلا في إطار مجتمعي متكامل قوامه الإيمان الحقيقي بأهمية المعرفة ، وتكون عناصرة خطة قومية فعالة ومشاركة مجتمعية شاملة لضمان تحقيق وإستدامة مجتمع المعرفة.
إننا نؤمن أن المعرفة بوصفها ميزة إنسانية ، وطريق لتوسع خيارات المواطنين متصلة بالنمو والعدالة الإجتماعية اتصالاَ وثيقاَ ، بل أن القصور في معارف وقدرات الأفراد يعطل التنمية الانسانية بمعناها الأوسع في مصر ، فالمعرفة تمكن الإنسان وتؤهله للتفكير والتحليل والفهم والربط بين المعطيات المختلفة، وتؤهله لتكوين رأيه المتفرد والتعامل مع المتغيرات ،والإرتقاء إلي حال أفضل .
إن حق الفرد المشروع في الوصول إلي المعرفة ، والحصول علي الفرصة أهم من حصوله علي الدعم أو الهبات لتخطي فجوة الفقر والإحتياج.
أن العلاقة بين المعرفة والتنمية الأنسانية وحقوق المواطن متشابكة وبالغة الأهمية ، فهم جميعاَ يعززون بعضهم البعض حيث أن قاسمهم المشترك هوالحرية، أن المعرفة والتنمية الانسانية تخلقان الإمكانية لممارسة الحرية من خلال بناء قدرات المواطنين، وتتضمن حقوق المواطن في ممارسة حريته المدعمة بالمعرفة.
376613_240968669359437_1431190301_n

التعليقات

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *