الجمعة , 20 ديسمبر 2024
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / الموسيقي والجمال والخلق – بقلم د. حسام بدراوي

الموسيقي والجمال والخلق – بقلم د. حسام بدراوي

الموسيقي والجمال والخلق
Music, Beauty & Creation
بقلم حسام بدراوي
في شغفي بالعلم والجمال والسعادة كتبت في مقالات متعددة عن الموسيقي . قلت وانا اتكلم عن الجمال:
جمال الموسيقى كجمال الوجود يكمن في النسب والعلاقات الرياضية، كما يكمن جمال الكون في الانسجام الدقيق بين حركة الكواكب والنجوم.
الموسيقى هي أكبر الفنون تجرداً عن الأهداف العملية، لأن وسيلتها في التأثير على النفس الإنسانية لا تخدم أغراضاً خارجة عن نطاق الفن، فليس شأنها مثلاً شأن العمارة التي تُستخدم في البناء، وتفيد في تحقيق أغراض أخرى غير مجرد إحداث البهجة الجمالية، إلا أنها في دراستها البسيطة تبنى الإحساس والمعرفة بالتناسق والتناغم، وتصل إلى علم الرياضيات من مدخل الجمال والمتعة، وتكّون مهارات ممارستها الدقة والإجادة والمثابرة والالتزام،
فأنا لا أنظر هنا للموسيقى بشكل مجرد، بل كأساس من أسس التعليم. كذلك الحال بالنسبة للكلمة، والتصوير ،وانواع الفن الاخري ، فلكل مدخل فائده عامه واخري خاصه بنوعه.
إن النفس البشرية الذواقة للجمال، هي النفس القادرة على الإبداع والابتكار ورؤية ما هو جميل والبناء عليه..
من ناحية علمية أخري فإن القراءة في ميكانيكا الكم قد اوضحت لي منظور فلسفي موسيقي في الخلق.
نعلم الآن أن الجسيمات الأولية التي تتشكل منها المادة، هي ما يسمي كواركات (التي تضم البروتونات والنيترونات) وليبتونات (تضم الالكترونات).
وتلك هي وحدة بناء المادة ، أي مادة في الكون كله ومكونة من أوتار خيطية: (String Theory).
ميكانيكا الكم أوضحت دمج الخاصية الجسيمية والخاصية الموجية ليظهر مصطلح ازدواجية الموجة -الجسيم ، فقد يظهر الجسيم كمادة أحيانا وكموجة أحيانا أخري.
وحقيقة أن كل جسيم داخل الذرة هو جسيم وموجة في نفس الوقت (ازدواج الوجود) تجعلنا نتفكر في طبيعة وجودنا.
والمذهل في إزدواج الوجود هو أن الطاقة تتواجد كمادة حسب شكل ذبذبات (الأوتار) المكونة للكواركات. .
ولكي أُقرب فهمي غير المحترف للقارئ ، فتخيل أن حروف اللغة ٢٨ حرف ولكن يمكن ان ينتج منها كل هذا المكتوب من الشعر والأدب عبر التاريخ …..وكل الموسيقي بكل اشكالها ونغماتهما تنتج من سلم موسيقي بسيط، وكل مادة الكون تنتج من ذبذبات الأوتار داخل الكواركات وكأن الخالق يعزف سيمفونية بتحريكه هذه الذبذبات كيفما أراد.
ولكي أُقرب فهمي غير المحترف للقارئ ، فتخيل أن حروف اللغة ٢٨ حرف ولكن يمكن ان ينتج منها كل هذا المكتوب من الشعر والأدب عبر التاريخ …..وكل الموسيقي بكل اشكالها ونغماتهما تنتج من سلم موسيقي بسيط.
استنادًا إلى نظرية الأوتار الفائقة فإن الكون ليس وحيدًا، وإنما هنالك أكوان عديدة متصلة ببعضها البعض، ويرى العلماء أن هذه الأكوان متداخلة ولكل كون قوانينه الخاصة به، بمعنى أن الحيز الواحد في العالم قد يكون مشغولاً بأكثر من جسم ولكن من عوالم مختلفة، وبحسب هذه النظرية فإن الكون ما هو إلا سيمفونية أوتار فائقة الصغر قرب العدم متذبذبة، فالكون عزف موسيقي، ومن الممكن معرفة الكون ومما يتكوّن من خلال معرفة الأوتار ونغماتها، فالكون ، يكون ، بناءً على نمط العزف على هذه الأوتار .
من يملك القدرة علي تغيير النغمة هو خالقها ،يغير المادة حسب إرادته أو قد يُنشئ خلق جديد ، قد يكون ذلك اقرب الي فهم امكانية المقوله الالهية ” كن فيكون “
والله أعلم.

التعليقات

التعليقات