الأربعاء , 13 نوفمبر 2024
Home / د. حسام بدراوي في عام 2024 / الميمات .. بقلم ايمان رسلان

الميمات .. بقلم ايمان رسلان

السيرة الذاتية للد حسام بدراوي ماهى الميمات ؟هى علم جديد يعنى الافكار وهى تشبه الجينات هكذا عرفت ولاول مرة معنى الكلمة. من احدث كتب د حسام بدراوي الميمات وهو فى كثيرا منه يمثل جزءا من السيرة الذاتية له التى اتمنى ان يستكملها المدهش للغاية اننى تقابلت معه مصادفة امس مع موعد صدور المقال
انها الاقدار ؟!
مقالى بالمصور
المقال
الميمات .
ايمان رسلان.
الميمات ربما هى اسماء لشخصيات او اماكن إكيد هكذا جاءت التخمينات فى ذهنى من العنوان ، ولكنها تظل عنوانا غامضا ولافتا للنظر وربما مربك حتى لاستنتاج مغزى الميمات ؟فاتصلت به فأرسل لى كتابه (أنا والميمات )لكى اعرف ،وعرفت لأول مرة ان الميمات هى مصطلح يطلق على الأفكار التى هى مثل الجينات والأخيرة فى علم الوراثة ، ويقابلها فى الفكر مصطلح الميمات فهو كما اكتشفته مصطلح حكيم وبليغ للغاية بجانب انه حديث إيضا فعمره سنوات فقط .
فما هى ميمات د . حسام بدراوي فى كتابه الجديد ، وبعنوان جانبى من التكوين إلى الحلم فالكتاب يحمل جزءا من السيرة الذاتية له وجزءا آخر يمثل افكارا تدوالها مع الشباب او الحالمون بالغد افكارا بين العلم والدين والفلسفة اى هى الميمات ايضا.
انتهت المقدمة
تعرفت على اسم د حسام بدراوي لاول مرة فى منتصف التسعينات فى انتخابات الاهلى والأكثر حينما ترشح لمجلس الشعب فى الدائرة التى انتمى لها وهى دائرة قصر النيل بالقاهرة ،وكالعادة دائما اذهب للتصويت ولا أقاطع انتخابات إى مدمنة انتخابات بالضرورة ،ولكن ايضا كعادة متلازمة مع الانتخابات لايفوز من ارشحه؟! وكنت أصوت وقتها للكاتبة فتحية العسال ، او قائمة اليسار ،المهم رسب الجميع سواء مستقل او حزبى وعجبى !
. …
بعدها كرر د حسام عام ٢٠٠٠ الترشح مرة اخرى ،وفاز هذه المرة واصبح رئيسا للجنة التعليم بمجلس الشعب وبحكم التخصص تابعت أداءه ومايطرحه من افكار وبرامج وكان وقتها قد انتمى للحزب الوطنى ،وطلبت موعدا لاجراء حديث وتم بالفعل فى المستشفى التى كانت تمتلكه الاسرة على نيل المعادى ،والمستشفى كان اقتراح والده المهندس لذريته من الاطباء بنين وبنات ،ومن وقتها ونحن اصدقاء ونتحاور دائما حتى وان اختلفت الروئء ،فالدكتور حسام ينتمى وبنظرة ثاقبة ومتفائلة إلى مدرسة الكليات او النظرة الكلية العامة وانا انتمى إلى مدرسة التفاصيل الصغيرة جدا والمرهقة كثيرا ،ربما إلى حد الشكوى والتشاؤم كما قال لى .
تلك مقدمة اخرى لتقاطع العوالم المشتركة من الانتخابات إلى التعليم ، حتى ندخل إلى كتابه. (أنا والميمات )الصادر عن دار المحروسة .
الميمات قد تفهمها خطأ لاول وهلة لانى لم اسمع بها على كثرة القراءات ؟!ولكن للدهشة وجدت أن لفظ ومصطلح الميمات هو اصطلاح ابتكره العالم البريطانى (كلينتون ديكينز )استاذ وعلم سلوك الحيوان بجامعة اكسفورد ، وانه وجد ان عمل الآفكار تشبه عمل الجينات ،فالجينات تحمل المعلومات الوراثية بداخلها وتتناقل وتتكاثر ،وهكذا مثلها تحمل الأفكار معلومات ومعرفة تتناقل وتتكاثر ولكن بوسائل مختلفة ، والحقيقة وهذا صحيح بالفعل ،بل وربطا نموذجيا من العالم البريطانى وتشبيه صحيح ايضا ، ربما لو كنت فى لجان الجوائز العالمية لكنت اعطيته جائزة على ابتكار المصطلح وأثمن للغاية نقل المصطلح إلى العربية والوسط الفكرى ،او كما يقول د حسام فى مقدمته ان الجينات لاتموت وكذلك الفكرة تستمر فى الحياة ولاتنتهي صلاحيتها ،رغم موت قائلها او مكتشفها ولكنها تظل حية .
ومن هذه الفكرة والمتلازمة جاء التشبيه بين العلم البيولوجي وبين العلوم الإنسانية بالأفكار او الميمات التى يمكن أن تتسع للنغمات والموسيقى والموضة وغيرهم .
نسج د حسام بدراوي ميماته الخاصة بصور من رسوماته الشخصية فهو فنان تشكيلى ايضا وذلك فى مفتتح كل فصل عبر الكتاب الذى اراه يجمع بين السيرة الذاتية أى بين المواقف والحكايات ،وبين الاشخاص الذين تأثر بهم ، وهم فى اغلبهم مفكرين رجال ؟!لذلك جاء الفصل قبل الاول وبعد مقدمات متعددة للكتاب من ثلاث شخصيات فكرية بارزة هم د احمد عكاشة ،د مصطفى الفقى ،د مراد وهبه على الترتيب كما جاء بالكتاب .
ليحمل الفصل قبل الاول صراحة بوح وسرد فى السيرة الذاتية وهو الفصل الأكبر بالكتاب والذى اعجبنى كثيرا لما به من معلومات و دلالة على عصور جمع عصر وشخصيات وسياسات لان الانسان هو ابن هذه التفاعلات من الميمات اى الافكار .
د حسام المولود عام ١٩٥١ لاب يعمل مهندسا بارعا لذلك عاشت الاسرة مع مولد د حسام فى المنصورة قبل ان تنتقل إلى الزمالك بالقاهرة وهو فى الشهادة الابتدائية ثم المرحلة الإعدادية ويستعرض بهذه المرحلة القراءات فى تلك الفترة من كتاب حياتى لغاندي حتى برتراند رسل ونيتشه فى الفلسفة مرورا بطه حسين وكان لاحسان عبد القدوس والعقاد وهم ابرز الشخصيات التى تأثر بهم، وخصص لهما مع غيرهم فصل كامل وتأثره بعبد القدوس واضح فى عنوان مقالاته وكتابه على مقهى الحالمين بالغد وكان عبد القدوس قد كتب على مقهى السياسة ، من القراءة لحب بل وعشق كرة القدم وممارستها اولا بالمدرسة ،حيث شاهده محمود الجوهرى بدورى المدارس وبذل الجوهرى جهودا لاقناع والده للعب بأشبال الاهلى وهو ما حدث ويذكر انه كان كثيرا ما ينادى على والده ويسأله دخلنا تل ابيب ام لسه لذلك كانت لهزيمة ٦٧ شعور بالمهانة بعد حشد بالنصر طويل ،ويستعين بأبيات وقصيدة نزار قبانى القوية بعد الهزيمة وينعى نزار ساخرا بها احوال العرب وهى القصيدة التى انتشرت بقوة بين الاجيال الجديدة وشباب الجامعات .اختار ابيه له ولاخوته التوجيه بدخول كلية الطب تحديدا لانها من المهن القليلة التى تسمح بالقطاع الخاص وليس ترسا فى الة ملكية الدولة ،وكما يقول ان تركيبته الوجدانية ساعدت ايضا فى تعلقه بمهنة الطب ثم يقفز إلى سنوات الحراك الطلابى بجامعة القاهرة ولكنه لا يتحدث بتفاصيل كثيرة عن هذا الحراك رغم أهميته ،ويتحدث بحب واحترام عن دور د .حسن حمدى رائد اسرة د.على ابراهيم وكيف كان علاقته بالطلاب وبه تحديدا ،حتى انه وعده لو اشترك فى فريق الكلية فانه سيوفر له تذكره قطار حتى يحضر مباريات الكلية ويعود لتدريبات الأهلى وقد اقترب من البطولة وقتها. ووعده انه واذا فاز بالنهائي على طب الأزهر فسيكون له ١٠ درجات اضافية فى اختبار الشفوى ويقول انه لم يحتاجها لانه بالفعل حصل على الدرجة النهائية فى الامتحان وانها كانت للتحفيز ويتحدث عن رحلات الفريق ثم يتحدث عن تخصصه فى امراض النساء والولادة وكانت ليست رغبته الاولى وقتها ثم سفره إلى الولايات المتحدة للحصول على شهادة الدكتوراه بعد ان كان قد تزوج من منيرة ابنة وزير الداخلية الأسبق حسن ابو باشا وهو سيكون له الاب الثانى وليس مجرد (حماه) ورزق بابن وابنة ,وكيف لعب حماه دور فى تحذيره من خطر الاسلام السياسى والاخوان المسلمين على عمل السياسين حيث بدأت ميول وخطوات د حسام السياسية تاخذ طريقها للتنفيذ ،ويذكر هنا واقعة رفضه لطلب د محمد مرسى زعيم كتلة الاخوان بالبرلمان وقتها (رئيس الجمهورية بعد ذلك )وطلب الاخوان منه وكان عددهم ١٧ عضوا بلجنة التعليم بمجلس النواب والتى ترأسها د حسام فطلبوا إعداد مقابلة لهم مع جمال مبارك لتأييده بأن يصبح رئيسا للجمهورية وترك الشارع لهم مقابل ترك السلطة لجمال مبارك ؟! ولكنه يرفض ذلك رفضا مطلقا ،ولكن قبل أن يتولى د حسام لجنة التعليم بعد أن نجح فى الانتخابات للمرة الاولى بعد هزيمته فى انتخابات الاعادة عام ١٩٩٥ وهو يتحدث بالتفصيل عن هذه الانتخابات ورفضه المطلق المسعى لعدم دخوله عام ١٩٩٥ لان كان هناك اتفافا حكوميا مسبقا لانجاح مرشح المعارضه ،ولكنه اصر على الدخول وحقق المفاجاة باصوله لاعادة امام الوفد ويمثله ياسين سراج الدين ورفض فى الاعادة الانسحاب، وكانت النتيجة لصالح مرشح الوفد وهو هنا يلمح بوضوح لما حدث ضده حتى لأصوات التى حصل عليها ؟!ثم يمر سريعا على تجربة عضويته بالمجلس القومى للانسان وعلى العشر سنوات من العمل الحزبى كمصلح من داخل الحزب الوطنى حتى استقال منه قبيل تنحى الرئيس مبارك بعد الثورة العظيمة فى ٢٥ يناير .
جاء الفصل الثانى عن الميمات. ثم الشخصيات او العظماء الذين صنعوا الوجدان ،والفصل الثالث والرابع عن ميمات الإنسانية والسعادة وكان الفصل الأخير عن تطور الإنسان ،وكيف أن الجينات هى التى تحملها وتنقلها المرأة فقط فهى اصل الحياة كما أثبتها العلم .
يظل الفصل قبل الاول من اهم وامتع فصول الكتاب وكان يمكن أن يمتد ليصبح الكتاب بأكمله ليصبح ميمات الحياة وسيرة ذاتية شاملة لحياة عريضة بين الطب والرياضة والسياسة وما بهم من اسرار وحكايات خاصة انه كان فى المطبخ لكل منهم سواء كاستاذ جامعة او كلاعب بالاهلى وعضو مجلس ادارة به وباتحاد الكرة ايضا او كسياسى اقترب ولم يحترق من مراكز صنع القرار والرئاسة فى مصر واتوقع ان يستكمل د حسام سيرته الساخنة والصادقة ،لما يتصف به د حسام بدراوي بالدأب وتقبل الاخر ،وبصدق فى السرد الوقائع والاحداث ، فليس هناك مستقبل بدون ماضى للحالمون بالغد او المتفائلون بالغد فأجمل الايام هى التى لم نعشها بعد كما قال الشاعر الكبير ناظم حكمت .ال

التعليقات

التعليقات