هل تغيرت بمرور السنين؟!
“نعم تغيّرت ،
هذا ما أقوله في عيد ميلادي ، حينما أسأل نفسي : “ما الذي تغير فيك و لديك ؟” :
أدركت أنه رغم أنني أحمل أعباء الدنيا أحيانا على ظهري الا أن رفع عبء ذلك عن أسرتي الصغيرة والكبيرة وأحبائي أهم من السعي للحصول علي المكافأة لذلك ، ولا الحزن ان لم يُقَدّروا ما أفعله.
نعم، تغيّرت…
لقد توقفتُ منذ مدّة عن المساومة في الصغائر ، والتفاهات ،. فبالنهاية، لن تزيدني الصغائر قيمة في الحياة.
نعم، تغيّرت…
لقد تعلمتُ عدم انتقاد الآخرين عمًال علي بطًال
حتى عندما أدرك أنهم على خطأ،
فرغم اهتمامي بإصلاح المجتمع، وجعل الجميع أفضل، ودعوتهم ليروا الجمال فيما حولهم
الا أن السلام مع الكل قد يكون مناخاً افضل لكي يروا ذلك.
نعم، تغيرت
تعلمت بحكم سني وخبرتي وعملي بلا أجر أن أتواصل مع كبار و صغار الأطباء فور رؤيتي لخطأ في روشته أو توصية بعلاج غير مناسب بدون حرج ومناقشتهم ومراجعتهم فيما يكتبون
وكنت اتجنب ذلك من قبل
نعم تغيرت
صرتُ أمارس فن إظهار ما في الآخرين من حسنٍ بسخاء وحرية وبلا نفاق.
بل صرت أستمتع باظهار أفضل ما في الآخرين آملاً أن يرتفعوا لمستوي ظني بهم
نعم، تغيرت.
لقد صرت أقوي ،رغم المي أحياناً، عندما أواجه أحدهم يستفزني بعدوانية كي
يدخلني في جدل عقيم أو يتهمني بما لم أقوله أو أفعله.
على أي حال، في النهاية، لن يبقى شيء مما يقولون ،
فليقولوا ما يريدون ويتبقي الحق حقاً.
نعم، تغيّرت..
تعلمتُ أن أعيش كل يوم بايجابية وأطور في عملي وأفكاري
وأستمع أكثر مما أتكلم وقد كنت أتكلم أكثر مما أستمع .
نعم، تغيرتُ…
احببت دائما الحوار مع الأطفال والشباب وتعليمهم
وصرت أتعلم منهم أكثر مما أعلمهم
نعم تغيرت
إنني أعمل كل ما يجعلني أَشعر بالسعادة
ويُشعر من حولي بالبهجة
وأستمتع بحياتي بالشكل الذي أريده
نعم تغيرت
أصبحت أستمتع بعلاقتي الخاصة مع الله
بدون خوف من الافصاح عن ذلك
أو الاضطرار للسير في شكليات القطيع حولي،
ولا أهاب الإرهاب الفكري والنفسي الذي يمثله أحياناً سلوك القطيع.
لقد أصبحت أكثر وضوحاً في التعبير عن ذاتي.
نعم تغيًرت…
لقد كنت دائما قادرا علي نسيان الأذية ، وعدم كره من آذاني،
ولكني الآن أصبحت قادراً أيضا علي المسامحة والغفران..
نعم تغيًرت….
في سن الثانية والسبعين..
ما زلت أحلم وما زلت أريد تحقيق نجاحات ،
وما زال عندي أمل في لانسانية ولها ،
وصرت أكثر قدرة علي توثيق أحلامي وآمالي في مقالات وكتب
في سني هذا ..أنا هو أنا ،
وفلسفتي تشًبع بها وجداني
وأصبحت أرددها بلا تردد، وأوثقها،
لعل فيها خبرة يستفيد منها الآخرين.
نعم تغيرت
وأريد أن أتغير
وأتحاور
وأكتب
ولكن ما تغير أيضا هو أنني إزددت قدرة علي الاستغناء،
فأصبحت أقوي
وأنا في السبعينات …
أنظر حولي وأشكر الله نعمته علي بالرضي والقناعة
واستمرار شغفي
بالعلم والمعرفة .