الجمعة , 21 فبراير 2025
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / تأييد وشكوك وقلق – بقلم د. حسام بدراوي

تأييد وشكوك وقلق – بقلم د. حسام بدراوي

تأييد وشكوك وقلق
بقلم حسام بدراوي
لا استطيع ان امنع نفسي من تأييد حماس في حربها المفاجئة مع اسرائيل ، فهو تأييد نابع من غصة في الحلق ‏من الظلم الواقع علي الشعب‎ ‎الفلسطيني عبر التاريخ الحديث وضياع حقوقهم الذي بدوامه صنع انطباعاً لدي ‏أجيال في الشرق والغرب بأن احتلال اسرائيل لأراضيهم ومهانة التعامل معهم أمر واقع يتحول الي حق ‏
يتناقض مع الحقيقة لدرجة اعتبار انتفاضتهم ضد المحتل‎ ‎في عرف الغرب عمل ارهابي. ‏
لكن في نفس الوقت أننا تعودنا ان الفلسطينيين والعرب يحاربون عدوهم لآخر جندي مصري وكأن مصر تحمل ‏كل المسئولية والكل متفرج ، وهذه المعركة التي فاجئتني قد تكون الأولي‎ ‎بهذا الحجم التي يتحمل اعباءها ‏ظاهرياً اصحابها . ‏
السؤال هو : كيف نساند ونتكاتف معهم وهو أمر ليس يسيطاً ، أمر يحتاج الي بحث، فلا يكفي المشاعر ‏والتعاطف فقط ولابد من حساب المخاطر والالتزامات الدولية. ‏
السؤال التالي : هل فعلا لن تتحمل مصر اعباء هذه المعركة في النهاية‎. !!!!!‎
سؤال يحيرني ، وينتابني الشك في اهداف هجوم حماس الواسع وعدد القتلي الاسرائيليين بل والأسري منهم ‏لأني لا أثق في قيادة حماس ولا في نياتهم ولا احتمالات اتفاقاتهم التحتية غير البريئة تجاه مصر. ‏
أي عاقل فاهم يعلم أنه رغم تأييدنا للمقاومة الفلسطينية أن هناك من سيتحمل نتائج العمل الموسع الذي اعتبرته ‏اسرائيل حالة حرب. ‏
من المؤكد انه سيكون هناك رداً عسكرياً شديداً وعنيفاً من الآلة العسكرية الاسرائيلية المدججة بالسلاح ، وأن ‏هناك تبريراً امام العالم الغربي المتحيز لذلك. ‏
أين سيتوجه ذلك الرد ، بالعقل ، الي غزة وسكانها مما قد يخلق ضغطاً للهروب خارج الحدود ، الي مصر‎ ‎ونواجه موقفاً مرعباً بمليون أو أكثر من الفلسطينيين علي حدودنا ، لا نملك عدم استقبالهم ولا نملك أسلوب ‏لمنعهم إلا بالقوة وهو ما سيضع مصر في موقف حرج و صعب جداً. ‏
إمتلاء سيناء بمليون او اكثر من الهاربين من قصف اسرائيل لغزة قد يكون أحد الأهداف الرئيسية لهذه الحرب ‏المفاجئة ، لوضع مصر في هذا الموقف ..‏
لقد كان ذلك احد اهداف اسرائيل والغرب منذ مدة ، أن تصبح شمال سيناء موطناً بديلا للفلسطينيين وتتابعت ‏المحاولات ، وفي هذه المرة قد تفرضها الظروف القتالية التي تعطي اسرائيل حقاً مصنوعاً بضرب غزة وتهجير ‏سكانها الي مكان آخر وكالعادة تتحمل مصر المسئولية‎. ‎
عندي شكوك ولابد أن يكون لمصر استراتيچيه لمواجهة ذلك. ‏
انا لا أثق في حماس وأعلم انتمائها الأيديولچي الي الاخوان ، وتجربتنا في ٢٥ يناير أنهم كانوا أحد أدوات ‏إشعال الفوضي في مصر ، ولا يصح أن نقع في فخ تقسيم سيناء الذي كان وما زال هدفا حماسيا اسرائيليا مشتركاً ‏، ومعه خلق الفوضي في مصر. ‏
ولا أستبعد أن تنهال عروض المساندة المالية من الدول العربية لاستيعاب المهجرين وخلق وضعاً جديدا قد يكون ‏من الصعب التخلص منه‎. ‎
قلقي له أسبابه، فدرس حرب النصر المصري في أكتوبر لم يكن عسكرياً فقط بل تفاوضياً‎ ‎و دبلوماسياً بعد خلق ‏وضع جديد بعبور قواتنا واختراقها بارليف. ‏
الحروب تخلق وضعاً يبدأ التفاوض بعده وشكي وقلقي أن تدفع مصر الثمن في النهاية. ‏
كيف نساند المقاومة الفلسطينية ، لشعب مقهور ، لكن له قيادة لا تضمر لمصر سوي الأذي ونحمي سيناء في ‏نفس الوقت؟
علينا أن نفكر ونستعد. ‏

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠