تأييد وشكوك وقلق
بقلم حسام بدراوي
لا استطيع ان امنع نفسي من تأييد حماس في حربها المفاجئة مع اسرائيل ، فهو تأييد نابع من غصة في الحلق من الظلم الواقع علي الشعب الفلسطيني عبر التاريخ الحديث وضياع حقوقهم الذي بدوامه صنع انطباعاً لدي أجيال في الشرق والغرب بأن احتلال اسرائيل لأراضيهم ومهانة التعامل معهم أمر واقع يتحول الي حق
يتناقض مع الحقيقة لدرجة اعتبار انتفاضتهم ضد المحتل في عرف الغرب عمل ارهابي.
لكن في نفس الوقت أننا تعودنا ان الفلسطينيين والعرب يحاربون عدوهم لآخر جندي مصري وكأن مصر تحمل كل المسئولية والكل متفرج ، وهذه المعركة التي فاجئتني قد تكون الأولي بهذا الحجم التي يتحمل اعباءها ظاهرياً اصحابها .
السؤال هو : كيف نساند ونتكاتف معهم وهو أمر ليس يسيطاً ، أمر يحتاج الي بحث، فلا يكفي المشاعر والتعاطف فقط ولابد من حساب المخاطر والالتزامات الدولية.
السؤال التالي : هل فعلا لن تتحمل مصر اعباء هذه المعركة في النهاية. !!!!!
سؤال يحيرني ، وينتابني الشك في اهداف هجوم حماس الواسع وعدد القتلي الاسرائيليين بل والأسري منهم لأني لا أثق في قيادة حماس ولا في نياتهم ولا احتمالات اتفاقاتهم التحتية غير البريئة تجاه مصر.
أي عاقل فاهم يعلم أنه رغم تأييدنا للمقاومة الفلسطينية أن هناك من سيتحمل نتائج العمل الموسع الذي اعتبرته اسرائيل حالة حرب.
من المؤكد انه سيكون هناك رداً عسكرياً شديداً وعنيفاً من الآلة العسكرية الاسرائيلية المدججة بالسلاح ، وأن هناك تبريراً امام العالم الغربي المتحيز لذلك.
أين سيتوجه ذلك الرد ، بالعقل ، الي غزة وسكانها مما قد يخلق ضغطاً للهروب خارج الحدود ، الي مصر ونواجه موقفاً مرعباً بمليون أو أكثر من الفلسطينيين علي حدودنا ، لا نملك عدم استقبالهم ولا نملك أسلوب لمنعهم إلا بالقوة وهو ما سيضع مصر في موقف حرج و صعب جداً.
إمتلاء سيناء بمليون او اكثر من الهاربين من قصف اسرائيل لغزة قد يكون أحد الأهداف الرئيسية لهذه الحرب المفاجئة ، لوضع مصر في هذا الموقف ..
لقد كان ذلك احد اهداف اسرائيل والغرب منذ مدة ، أن تصبح شمال سيناء موطناً بديلا للفلسطينيين وتتابعت المحاولات ، وفي هذه المرة قد تفرضها الظروف القتالية التي تعطي اسرائيل حقاً مصنوعاً بضرب غزة وتهجير سكانها الي مكان آخر وكالعادة تتحمل مصر المسئولية.
عندي شكوك ولابد أن يكون لمصر استراتيچيه لمواجهة ذلك.
انا لا أثق في حماس وأعلم انتمائها الأيديولچي الي الاخوان ، وتجربتنا في ٢٥ يناير أنهم كانوا أحد أدوات إشعال الفوضي في مصر ، ولا يصح أن نقع في فخ تقسيم سيناء الذي كان وما زال هدفا حماسيا اسرائيليا مشتركاً ، ومعه خلق الفوضي في مصر.
ولا أستبعد أن تنهال عروض المساندة المالية من الدول العربية لاستيعاب المهجرين وخلق وضعاً جديدا قد يكون من الصعب التخلص منه.
قلقي له أسبابه، فدرس حرب النصر المصري في أكتوبر لم يكن عسكرياً فقط بل تفاوضياً و دبلوماسياً بعد خلق وضع جديد بعبور قواتنا واختراقها بارليف.
الحروب تخلق وضعاً يبدأ التفاوض بعده وشكي وقلقي أن تدفع مصر الثمن في النهاية.
كيف نساند المقاومة الفلسطينية ، لشعب مقهور ، لكن له قيادة لا تضمر لمصر سوي الأذي ونحمي سيناء في نفس الوقت؟
علينا أن نفكر ونستعد.