تعليق من د. حسام بدراوي علي بعض بنود بيان الدول العربية والاسلامية المجتمعة في الرياض بشأن احداث فلسطين :
لاحظت أن البيان يذكر في قراره رقم 24 التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ودعوة الفصائل والقوى الفلسطينية للتوحد تحت مظلتها، وأن يتحمل الجميع مسؤولياته في ظل شراكة وطنية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
وتعليقي يشمل اولاً: ان كل البيان لم يذكر حماس ولا جناحها العسكري.
ثانيا : أن هناك محاولة اعادة الحياة الي منظمة التحرير لتكون هي المفاوض علي طاولة المفاوضات التي لابد وستلي انتهاء هذه المجزرة والعدوان.
ثالثاً: أنه لم و لا توجد محاسبية لا لمنظمة التحرير ولا لحماس ولا لفصائل المقاومة علي فساد ظاهر وباطن وثراء فوق الخيال لأفراد من قياداتها وكأن هذا أمراً مقبولاً.
أما من الناحية السياسية فاسرائيل و العالم لم يستمع ولم يتفاعل مع المفاوضين الفلسطينيين الذين أخذوا منهجاً سلمياً وحضارياً سابقاً ، والحقيقة أن إسرائيل أعطت شرعية لكل من يمثل العنف والتطرف وهنا ظهرت حماس لانها علي الأقل قامت بفعل شئ ، قد نختلف وقد لا نتفق حول من يمولهم ومن يساعدهم ويساندهم منذ بداية تكوينهم وعلي حقيقة اهدافهم ولكن حماس واسرائيل يتكلمون لغة واحده ويفهمون بعضهما جيداً. لغة التطرف والعنف ووجودهما يمثل واقع لا إنساني يعاني منه من لا حول لهم ولا قوة .
ويتبقي حقيقة مؤكده هي حقوق شعب أُغتيل وانتُهكت حقوقة ودُمرت أُسره والعالم الغربي يتفرج عليه بازدواج للمعايير واختلال للمثُل والمبادئ التي ينادي بها ،ولكي يُقنع أجياله الجديدة يكذب ويقلب الحقائق فيصبح الجاني مجنياً عليه والمُنتهكة حقوقه إرهابياً.
وأعود وأكرر قول بن جوريون واحد من أهم مؤسسي المشروع الإجرامي لإسرائيل من النيل الي الفرات عندما أكد أنهم سيحققون حلمهم ليس بتفوقهم ولكن لغباء الدول العربية وفشلهم ..
والعالم الغربي سواء في الشرق الأوسط أو افريقيا يستخدم حكوماتنا ويفرقنا ويسود ويستغل ثرواتنا عبر ثلاثة قرون من الزمن ونحن لم نفيق بعد.
انه التعليم والمعرفة والعدالة والحكم الرشيد لنغير ما بأنفسنا لنستطيع تغيير حياتنا.
التحدي عندنا ، في داخل بلادنا ، وليس في قضية فلسطين فقط.
الوطن العربي والاسلامي مريض مزمن بالجهل والتبذير والتفاهة والانشقاق ، نملك الثروة ولا نستغلها ويصير الحكام جيلا بعد جيل بيادق في يد أصحاب السلاح والمؤسسات المالية وأجهزة المخابرات التي تجعل من القادة عملاء.
و الكيان الاسرائيلي مريض نفسي بالتعصب وانعدام الانسانية ويعاني من عقدة القهر تاريخياً ولا يمانع من سحق المختلف عنه بمذابح وقتل عرقي ، انه كيان شرير عبر التاريخ.
و لكن السؤال هو أياً منهما عنده مقومات الشفاء و البقاء…. ؟
أعتقد عندنا فرصة افضل للشفاء لو اخترنا الاكفأ لقيادة بلادنا. وحولنا الجهل الي المعرفة.
فرصة شفاءهم شبه معدومة ، الحل عندنا وليس عندهم
الحل في مصر وعند مصر لو صلحت أمورها وفي جيل جديد في السعودية اذا لم يسقطها الغرب في استكمال مشروعه للتحكم في الثروات . .