الخميس , 20 فبراير 2025
الرئيسية / Uncategorized / تقرير حقوق الإنسان

تقرير حقوق الإنسان

اقتراح غير مفهوم

وزارة العدل تقدمت باقتراح إلي مجلس النواب بإضافة مادتين إلي قانون المحكمة الدستورية العليا، وبموجب المادة الأولي في هذا التعديل يكون لرئيس الوزراء الحق في أن يطلب من المحكمة النظر في مدي التزام مصر بتنفيذ قرارات المنظمات الدولية والمحاكم وهيئات التحكيم الأجنبية المتعلقة بمصر وفقا للمصالح الوطنية وفي إطار الدستور والقانون. لم افهم مغزي هذا التعديل الذي يتعارض مع عدم إجازة الاحتجاج بالقانون الداخلي لوقف قرارات المنظمات وهيئات التحكيم الأجنبية لأن أي دولة لا تنضم لهذه المنظمات ولا تقبل هيئات التحكيم الأجنبية إلا بمحض إرادتها، ولذلك لايمكن لها بعد صدور قرار من إحداها أن ترفض تنفيذه بدعوي أنه لايتفق مع مصالحها أو دستورها، وإلا فإنه ما كان لها أن تنضم إليها اصلا، وأنه إذا كان هناك أسلوب للاحتجاج علي هذه القرارات فإن ذلك يكون أمام المنظمة نفسها أو أمام هيئة دولية أخري مختصة مثل طلب الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، وليس أمام محكمة وطنية.
لا يوجد تفسير لهذا الطلب الغريب الا ان هناك رغبة في التهرب من التزام دولي بعينه ، ولا أجد في هذا الوقت شيئا تحاول الدولة التهرب منه سوي التزاماتها تجاه حقوق الانسان وفرض حالة الطوارئ علي كل البلاد مرة بعد اخري.
هل هذا مقدمة لانسحاب مصر من اتفاقاتها الدولية مع منظمات نحن اعضاء بها بل مؤسسين لبعض منها.
يا سادة، الخروج من مأزق محدد لا يكون بهدم المعبد كله، بل في مواجهة صادقة واعتراف بالخطأ واصلاحه.
من تجربتي المباشرة واثناء محاضراتي لأفراد الاجهزة الامنية المختلفة في ٢٠٠٧ و٢٠٠٨ ممثلا للمجلس القومي لحقوق الانسان ، وجدت ان كثير من الانتهاكات لحقوق المواطنين في هذه الجهات لا يتم بأوامر عليا ولا توجيهات سياسية بل لقصور في اساليب الحصول علي المعلومات وعدم استخدام العلم والطب الشرعي بمساحات كافية لحصر الاتهامات او لقصور في وسائل التحقيق العلمية الجديدة. قد يكون الأمر قد اختلف الآن ولكن للأسف تحمل القيادة السياسية بكل اعباء انتهاكات حقوق الانسان والتي في رأيي يمكن تجنبها بنسبة ٩٠٪؜ .
لا يوجد سبب للاختفاء القصري ولا لتطويل فترات الاعتقال او استخدام قانون الطوارئ سوي القصور في توجيه اتهام حقيقي مبني علي حقائق وعلم. غير ذلك يكون خلل لا يسمح به الدستور ولا ترضي به قيادة البلاد وانا أعلم ذلك.
واعود بكم الي تقرير المجلس القومي لحقوق الانسان عام ٢٠٠٩ والذي كنت مسئولا عنه وارجو اعادة قرائته لنعرف اننا نقف في نفس المربع منذ زمن رغم تحركنا ايجابيا في ملفات اخري.

اضغظ هنا ليفتح التقرير تقرير حقوق الإنسان

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠