قبل أن يجرى نقل استاذى محمد عودة من مستشفى النيل بدراوى الى مستشفى القصر العينى الفرنساوى صباح الاربعاء الماضى طلب منى ( عودة ) أن اشكر الدكتور حسام بدرواى ، نيابة عنه ، للرعاية الفائقة التى شمله بها أثناء اقامته بمستشفاه .
لكن ربما كانت هذه المرة الاولى فى عمر صداقتى الطويلة لاستاذى محمد عودة التى لا اطيع له فيها امرا ولا البى له طلبا .
فقد رايت ان الواجب يقتضى الا يكون هذا الشكر داخل غرفة مغلقة بينى وبين الدكتور الدكتور حسام ، بل يجب ان يكون على الملا وعلى صفحات الجرائد .
فموقف الدكتور بدراوى اكبر من رعايته ( الشخصية ) لشيخ الصحفين المصريين وأحد عمدائهم ، فهو موقف( سياسى) و (حضارى ) ايضا .
فمن المعروف للقاصى والدانى ان حسام بدراوى أحد اقطاب الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم واحد ابرز القيادات الاصلاحية به .
وقد عودنا هذا الحزب ان يتقوقع قادته على انفسهم وان يقصروا خدمتهم على أتباعهم وزعانفهم فقط ، وان ينظروا الى من هم خارج هذه الدائرة الضيقة ، وبذات من ينتمون الى مدرس فكرية وسياسية اخرى ، على انهم ( اعداء ) وليس مجرد (خصوم ) وخلافا لهذه النظرة الضيقة الافق … تأتى سلوكيات الدكتور حسام بدراوى لترسى دعائم موقف متحضر ، يحترم الاختلاف ، ويمد الجسور مع الاخر ، ويحرص على ايجاد مساحة للحوار .
وأظن ان موقفة الشخصى ازاء الكاتب الكبير محمد عودة ، جبرتى مصر المعاصرة وضميرها الحى ، وجزء من هذا الموقف الثقافى والسياسى الاعم و الاشمل .
وأظن ايضا ان وجود امثال الدكتور بدراوى، حتى لو كانوا استثناءات ، فى مثل هذا الجو المشحون بالاحتقان والتوتر العصبى والخطاب الهابط ، الذى يستبدل لغة العقل بالتلويح الفج والبربرى بالحذاء ، يبقى بقية من أمل – حتى لو كان محدودا للغاية – فى أمكانية بث دماء جديدة فى شرايين الاصلاح المتصلبة والمتكلسة .
وأذا اتمنى لاستاذنا محمد عودة الشفاء العاجل والعودة الى قرائه وتلامذاته واحبائه …. اشكر الدكتور (حسام ) بدراوى على رعايته له …بكل ما تمثله هذه الرعاية من معان نبيلة تتجاوز الابعاد الشخصية .