رسالة من الدكتور حسام بدراوى تتضمن نقلة حضارية فى التفكير فى من يخلف الدكتور إسماعيل سراج الدين فى قيادة مكتبة الإسكندرية. فكرة جديرة بالتوقف والتبين، وتفصل فى الأمر بين متنافسين، لا ينقصنا الأسماء ولا القامات، غنية مصر بكفاءاتها، ونملك من القامات الفكرية ما تخطى المحلية بتألق لافت عالميا، وكل منهم يليق بهذا المنصب الفكرى الكبير.
أعرف المترشحين جميعا، قامات معتبرة، مصرياً وعربياً وعالمياً، ومعلوم التركيز على القامة والقيمة الفكرية، لا يحجب الحاجة إلى عقل إدارى واع ومستنير، فبعد أن حجزت المكتبة مكانها اللائق بين كبرى المكتبات العالمية، تستأهل إدارة واعية لتعظيم الدور الحضارى، انطلاقا من قاعدة تنويرية، المكتبة تحمل اسم الإسكندرية كمكان، واسم مصر كدولة لها نصيبها فى الحضارة الإنسانية.
الخلاصة أن قيادة مكتبة الإسكندرية ليست مكافأة أو هبة أو وظيفة أو ترضية أو مقعدا خاويا، ولكنها مكانة مصرية ودولية، وفى هذا فليتنافس المتنافسون بمشروعات تطويرية ومستقبلية تحلق بالمكتبة عاليا.. وإلى ما تفضل به الدكتور بدراوى من أرضية موقعه فى المكتبة، على كثب منها.
يقول دكتور بدراوى:
الفكرة أنا عضو فى المجلس الاستشارى لمكتبه الإسكندرية، وكنت عضوا فى مجلس أمنائها لدورتين متتاليتين، وهى الجهة المنوط بها اختيار مدير المكتبة، خلفا للدكتور إسماعيل سراج الدين الذى قام بعمل جبار فى جعل هذا الصرح ملتقى ثقافات العالم، وأقنع العديد من رؤساء الجمهوريات ورؤساء الوزارات وحاملى جوائز نوبل من كل مكان فى العالم ليكونوا أعضاء فى مجلس أمنائها ومستشارين له.
من خبرتى السياسية، فإن الذى سيختار مدير المكتبة فعليا سيكون الرئيس بناء على عرض الأجهزة والوزراء فى الدولة على سيادته (الرئيس هو أيضا رئيس مجلس أمناء المكتبة)، وحيث إنه قد تمت مناقشتى من قبل الكثير من المثقفين والعديد من كبار مسؤولى المكتبة ومن أفراد وأجهزة مختلفة حول ذلك الاسم أو هذا الترشيح ظنا، بالخطأ، أن لى دورا فى الاختيار مما أثار لدى سؤالا حول أسلوب اختيار مدير المكتبة.
ونصيحتى الخالصة أن يعلن مجلس الأمناء عن هذا المنصب عالميا ومحليا، وأن تتكون من الدولة ومجلس الأمناء لجنة لا تزيد على خمسة إلى سبعة أفراد، تتلقى طلبات القيام بهذه الوظيفة المهمة والابتعاد عن الاختيار «شبه السرى»، الذى ينتهى كما هو معتاد إلى اختيارات قد لا تكون الأفضل إلا عن طريق الصدفة!.
إننا لا نملك رفاهية انهيار المكتبة أو حتى تدنى كفاءة أدائها، فليتقدم من يرى فى نفسه الأهلية للقيام بهذه المهمة، وليعرض تصوراته فى إطار معايير الوظيفة المعلنة، ولنختَر الأفضل للمكتبة ولمصر.
المكتبة مؤسسة ثقافية تعليمية مصرية عظيمة وعملاقة، تستحق الأفضل والأكثر كفاءة، مع اعتبار علاقاته الدولية، وقدراته الإدارية، وإمكاناته اللغوية، وعمقه الثقافى، بغض النظر عن جنسيته، مع تفضيل المصرى، ولكنى بالرغم من ذلك أذكركم أن محافظ البنك المركزى البريطانى- مع قدر بريطانيا وتاريخها- «مارك كارنى» كندى الجنسية، ويبلغ من العمر 49 عاما، فلا يوجد عيب من اختيار الأفضل بغض النظر عن الجنسية، ومازلت أفضل المصرى الموازى فى الكفاءة، ومصر لا تنقصها الكفاءات المعتبرة.