السبت , 21 ديسمبر 2024
الرئيسية / صحافة / حوارات صحفية / حوار خاص مع التحرير: بدراوي:يجب الاستماع للمعارضة.. ولن أترشح للبرلمان

حوار خاص مع التحرير: بدراوي:يجب الاستماع للمعارضة.. ولن أترشح للبرلمان

بدراوي:يجب الاستماع للمعارضة.. ولن أترشح للبرلمان

د بدراوى : المواطن سيشعر بثمار التنمية وعائد الإصلاح الإقتصادي خلال الفترة القادمة.. وتطوير منظومة التعليم في مصر يتطلب 5 ركائز ومحددات رئيسية
تحرير:أحمد سعيد حسانين٢٩ يناير ٢٠١٩ – ٠٥:١٠ م
يعد الدكتور حسام بدراوي المفكر السياسي والأمين العام السابق للحزب الوطني السابق ورئيس حزب الإتحاد، أحد القلائل الذين نجوا من عاصفة ثورة 25 يناير وما تبعها من تداعيات وأحداث، بسبب مواقفه المناهضة لأفكار مبارك ونظامه، ومطالبته بإعلان قرارات إصلاحية قبيل إندلاع الثورة، وهو ما اعتبره البعض أشبه بصوتا يغرد خارج السرب، للحد الذي أطلق عليه البعض بـ”رجل العاصفة”، وأصدروا كتابا يحمل عنه يحمل هذا الإسم. “التحرير”أجرت حوارا مع “رجل العاصفة”، للتعرف عن قرب على كواليس ثورة يناير، بإعتباره شاهدا عما حدث، بالإضافة إلى رؤيته لمنظومة التعليم الجديدة

– بداية.. نريد أن نتعرف على رؤيتك للمشهد السياسي الحالي؟

دعنا نتفق أن مصر تقف حاليا على مسرح جديد، فهي تبني بنية أساسية لما هو قادم، وما حدث خلال الـ4سنوات الماضية من توسعه وتعميق للبنية التحتية لكي تتحمل أكبر قدر من النمو الإقتصادي المرتقب، وللأسف بعض الناس لاتعي أهمية تلك المرحلة، ففي حقيقة الآمر لكي يكون هناك استثمارات تخلق فرص عمل وحركة واسعة في التجارة والصناعة، وجذب أكبر نسبة من السياح الوافدين ينبغي أن يكون هناك بنية تحتية، فمصر تملك كافة المقومات التي تؤهلها للنمو الإقتصادي، واستشهد هنا بمثال: “أتذكر حينما سألت يوسف بطرس غالي حينما كان وزير للمالية وكانت نسبة النمو الإقتصادي وقتها تبلغ 7.4%، لماذا لاتصبح نسبة النمو في مصر10% مثل الصين؟، فقال لي: لأن البنية التحتية في مصر لاتتحمل أكثر من ذلك”.

– بمناسبة الحديث عن الجانب الإقتصادي.. متى يحصد المواطن عائد وثمار خطط الإصلاح التي انتهجتها الدولة؟

من وجهة نظري،أن المواطن بلاشك سيشعر بثمار خطط الإصلاح الإقتصادي، فالمواطن يعاني حاليا بسبب الغلاء،وهو أمر لايمكن أن يختلف عليه أحد، ولكن مردود ما سيحدث من مشروعات واصلاحات إقتصادية من المؤكد أنه سينعكس على المواطن في الفترة المقبلة، فمصر كادت تنجرف إلى الهاوية لولا القرارات الإقتصادية التي اتخذتها الدولة واصلاح الأوضاع، وأرى أن ما يحدث من اصلاحات لدعم الإقتصاد،وأؤكد أن هناك 4 ركائز رئيسية إذا ما حدثت في السنوات الـ4 القادمة سيكون للدولة شأن كبير، وتشمل تعليم ورعاية صحية على جودة عالية،ونقل عام محترم، ومعونات إقتصادية للشباب للبدء في المشروعات، وأريد هنا أن أؤكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي فعل ما هو واجب عليه، فقد حلف اليمين بأن يحمي الشعب والدستور، ولم يكن هدفه حماية شعبيته، فهو يسعى طوال الوقت للإرتقاء بالدولة لصالح الشعب وليس لصالح نفسه.

– قلت في تصريحات سابقة لك “السياسي الذي لايملك خيال ليس سياسي ناجح”، ما دلالة تلك التصريحات؟

بالطبع، ينبغي على السياسي أن يملك خيال، لأنه سيرى مالايراه الآخرين أمامهم، ففي 30 يونيه انتفض الشعب ضد الإخوان ونادى القوات المسلحة وجاء الرئيس السيسي وانتخب لحماية الشعب، وكان لدى الرئيس السيسي نفس الأفكار التي تماثل رغبة الشعب في ذلك الوقت، فكان يملك الشجاعة وحصل على التأييد مرتين، واتخذ إجراءات وقرارات في غاية الجرأة والشجاعة

– ما تقييمك لمنظومة التعليم الجديدة التي أعلنتها الدولة؟

للإجابة على هذا السؤال، ينبغي أن أؤكد على أن إصلاح منظومة التعليم في مصر، يتطلب 5 ركائز أساسية ، أولها توفير عناصر الإتاحه والجودة والعدالة، والركيزة الثانية تتمثل في حوكمة الإدارة وهي تعني اللامركزية، بما يعني أن كل مسئول في منطقته هو وزير له صلاحيات كبيرة، والركيزة الثالثة تتمثل في العنصر الرقمي بما يعني أن كل أطراف المنظومة رقميين، ووجدان العاملين بها رقمي والإسلوب والطريقة برمتها رقمية، وليس الأمر يقتصر فقط على تابلت أو كمبيوتر يتم توزيعه على الطلاب، إنما تكون العملية برمتها رقمية، والركيزة الرابعة تكمن في بناء الشخصية، لأن الهدف ليس إخراج مهندس أو طبيب ماهر ولكنه داعشي في النهاية، ولكنه يحتاج إلى الفن والموسيقى، والركيزة الخامسة هي التنافسية، بمعنى أن يخرج خريج الجامعة ليكون صانع للوظيفة

وشخصيا، سعيد بعنصر التحول الرقمي الذي تنتهجه الدولة، ولكن ركائز الحوكمة واللامركزية والمعايشة داخل المدرسة مازلنا نفتقدها،لذلك أطالب بضرورة ضم وزارة الثقافة والإعلام مع التربية والتعليم والتعليم العالي.

-هناك تحديات تواجه الدولة داخليا في عده مجالات، كيف تنظر إليها؟ وما الحلول لتخطي تلك العقبات؟

هناك العديد من الأمور والمحددات الرئيسية التي ينبغي التأكيد عليها،أبرزها أنه لايوجد حرية مطلقة، فكل حرية لها سقف محدد، والإعلام على سبيل المثال قبل 30 يونيه كان يرفع له القبعة، وكان له دور مؤثر،فعلينا أن نستمع إلى المعارضين، وأيضا القوى الناعمة في مصر هي أساس التنوير وإختلاف مصر عن باقي الدول العربية، ولكن مخرجات مصر الثقافية حاليا هي إنعكاس لحال المجتمع

وعلى مستوى الرعاية الصحية، فوزارة الصحة مسئولة بشكل رئيسي عن مقاومة المرض وعلاج الأوبئة والتخلص من الأمراض المتوطنة، ولايجب أن تكون الدولة مقدم خدمة الرعاية الصحية ولكنها منظم وراعي لها، ونظام التأمين الصحي قد يكون مدخلنا إلى ذلك.

وعلى المستوى الشخصي، سعيد للغاية بالأفكار الإبداعية في مجال النقل العام، وأعتقد أن الدولة بحاجة ماسة وملحة للخروج خارج قوقعة الماضي، وأؤكد أن أغلب الأفكار الإبداعية من الشباب، لذلك فهم بحاجة إلى دعم اقتصادي

– كنت شاهدا عن قرب عن كواليس ثورة 25 يناير بحكم كونك كنت أمينا سابقا للحزب الوطني المنحل، فما الذي تختزنه ذاكرتك عن تلك الفترة؟

كنت أرى أن هناك فرصة حقيقية في تلك الفترة بالإنتقال الدستوري في إطار ديمقراطي لإعطاء المواطنين حقوقهم، لأن تلك الفترة لم تكن اقتصادية ولكن كانت ثورة تتحدث عن العدالة والحقوق والكرامة وهي حقوق شبابنا يتكلمون عنها طوال الوقت، والرئيس الأسبق مبارك كان أمامه 8 أشهر فقط للإنتقال الدستوري بما يجعل مصر تنتقل من مرحلة لأخرى، بحيث تستفيد من إيجابيات عصر وتتجنب سلبياته، وأؤكد أنني لم أندم على اختياري لأنه كان مبني على معطيات الوقت الذي أخذت فيه قراري، فكنت أرى أن الأيام الثلاثة الأولى في الثورة كانت تمثل رغبة المجتمع في التغيير، وعلم السياسة يقول أنه لايجب الاحتفاظ بأكبر عدد من الجمهور في مكان واحد لمدة 12يوما متواصلا، إلا اذا كان هناك تنظيم وتمويل،ورغم أنه كانت هناك انفعالات انسانية للشباب، إلا أن الفصيل الأكثر تنظيما استطاع أن يأخذ القضية لصالحه، ولكن الشعب نجح أن يصحح أخطائه بعد ذلك، وأقولها صراحة مصر هي الدولة الوحيدة التي نجحت في التخلص من الحكم الديني في سنة

وأريد أن أتساؤل هنا: ماذا لو كان الرئيس مبارك تنحى مبكرا عن الحكم وقرر إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد الاستفتاء على الدستور، وانتقلت مصر انتقالا دستوريا حضاريا بلا فوضى؟، وماذا لو خاض رجال الحزب الوطني الإنتخابات أمام الإخوان؟، وماذا لو لم يسلم الرئيس السلطة إلى المجلس العسكري واقترح الانتخابات بعد 60يوما من الدستور؟، وماذا لو كانت أجريت الإنتخابات الرئاسية قبل البرلمانية؟، لذلك مازلت أرى أن التاريخ تصنعه لحظات فارقة وقرارات حاسمة في أوقات دقيقة، وأعتقد من وجهة نظري أن مصر لم تكن تتلون باللون الديني اذا لم يحدث ذلك، ولم تكن تترك الساحة فارغة أمامهم، والزمن أثبت لي أن شكل الأحزاب يتغير، فما حدث في فرنسا في الشارع تم بدون أحزاب، لذلك علينا ألا نتمسك بالأشكال التقليدية وأن نذهب إلى المستقبل، وشخصيا كنت أتمنى ألا تظل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على نفس الموقف المساند للإسلام السياسي.

– البعض يرى أن لديك طموح سياسي في المرحلة المقبلة، ما تعقيبك على هذا الآمر؟

هذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلا، ليس لدي أي طموح أو مطمع سياسي، والسياسي لايجب أن يبحث عن نفسه ولكن عن آثره مع الآخرين.

–  أخيرا.. هل ستترشح للإنتخابات البرلمانية المقبلة؟

لا، على الإطلاق، ليس لدي نية للترشح في الإنتخابات البرلمانية.

التعليقات

التعليقات