حول الحقيقة
بقلم حسام بدراوي
دخلت مره في تجربة مثيرة حيث التقيت مع ٥ أشخاص لم اعرفهم من قبل ولم يسمح لنا بأن نتعرف علي بعض من قبل.
التجربة هي دخولنا في مكان مظلم تماما ( اي تختفي حاسة النظر) نلتقي ونتعرف ونحن لم تري بعض ونسير من غرفة الي غرفة في المكان وكل غرفة بها محتويات مختلفة نتحسسها وتلامس أيدينا وتتداخل الأصوات في وجداننا ونصبح معارف في اطار جديد وتنتهي النصف ساعة في مكان نطلب فيه المشروبات ونتحدث وتنتهي الرحلة بإعادة حاسة النظر ونري بعض ونتفاجأ وغصب عن كل واحد يجد صورة الآخر بشكل مختلف.
فهل الحقيقة مرتبطة بحواسنا المخلوقة فينا مما يعني أنه حتي الكون كله مرتبط بحواسنا وفي غيابها لا يكون الكون كما هو لا شكلا ولا موضوعاً ما هي الحقيقة؟؟
الحقيقة،
كما تبدو، ليست مجرد فكرة ثابتة أو متغيرة بالكامل، بل مزيج معقد بين المطلق والنسبي. ربما الحقيقة المطلقة موجودة، لكن وعينا بها نسبي دائمًا، وهذا هو التحدي الفلسفي والوجودي للإنسان.
ما يبدو كحقيقة مطلقة في لحظة تاريخية معينة يمكن أن يتحول إلى مجرد نموذج تقريبي عند ظهور نظريات جديدة. الجاذبية التي كانت تعتبر “حقيقة مطلقة” في زمن نيوتن، ثم تغيرت مع أينشتاين، تواجه الآن تحديات جديدة في إطار ميكانيكا الكم، مما يثبت أن الحقيقة الفيزيائية نسبية، وليست مطلقة، لكنها تقترب من المطلق مع تقدم المعرفة العلمية