الجمعة , 21 فبراير 2025
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / بعد 25 يناير / د بدراوي يكتب: من يكتب التاريخ

د بدراوي يكتب: من يكتب التاريخ

 

هل التاريخ دليل تلفون ام دليل مستقبل، مقاله ناقشني فيها شباب جمعيه الحالمين بالغد.
قال الشاب المثقف : من أين يأتي توثيق الحدث الذي يكتبه التاريخ .
قلت : احيانا نفس الحدث يحكيه من عايشوه من جوانب مختلفه وقد يختلفون اختلافا بينا في روايته.
قال إعطنا أمثله .
قلت : تاريخ أحمد عرابي، حقيقه ، لا نعرفه .. هل هو بطل أم فلاح قاد الجيش الي هزيمه أمام الإنجليز !
ثوره ١٩ وزعمائها ، ابطال أم أشرار ولماذا بعد ثوره ٥٢ تغير التاريخ، وإنقلب من كانوا أبطالا الي أشرار .
الملك فاروق ، وطني أم خائن ، وهلي يلقي عليه كل اللوم مع أنه كان غير متوافق مع قوه الإحتلال
موقف الشاذلي في حرب اكتوبر مثلا و القصه تروي بطريقتين متضادتين..
والذي يروي اما هدفه ان ينقص دور السادات او دور الشاذلي. لابد ان هناك حقيقه موثقه عن الخلاف.
مقتل السادات مثلا آخر كيف يحكيه التاريخ، لقد حسبت عدد الثواني من ساعه نزول القاتل من السياره الي ان وصل الي السادات هل من الممكن ان لا يكون هناك رد فعل من الحراسه نهائيا في كل هذه المده وهل كان هناك مؤامره اكبر.
اعلم من التفاصيل المثير الذي لم يذكره التاريخ المكتوب فقد كان حماي حسن ابو باشا مجنبا في الداخليه وقتها من الوزير المسئول ولكنه بعد ان جاء وزيرا الداخليه علم وعرف الكثير الذي لم يوثقه التاريخ.
.

من المسئول عن هزيمه ٦٧ ، التي هي أصل كل ما يعاني منه الشرق الأوسط الي هذه اللحظه ، هل هو عبد الناصر الذي أعلن مسئوليته بنفسه ام المشير عامرالذي قيل انه انتحر.
الم يكن الاثنان شيئا واحدا!.
اعترف القائد بمسئوليته بنفسه وقررنا نحن إعفاءه من المسئوليه.
أليس ذلك نظاما انتهي بمأساه نعاني منها الي الآن.
ولا ينقص ذلك من افعال اخري قبلها قد نراها عظيمه لهذا النظام حسب معايير وقتها.
التاريخ يكتب اليوم وكأن هذا النظام لم يلقي مصر في غياهب مأساه نعاني من آثارها الي هذه اللحظه.
أين الحقيقه الموثقة في احداث كثيره مرت علينا؟
كيف سيحكي التاريخ انتهاء حكم مبارك. ! ما علاقه ٢٥ يناير و٣٠ يونيو ببعض وهما احداث اطرافها مختلفه وأعداءها مختلفه ونتائجها مختلفه. لماذا يضعهما الدستور الذي يعتبر الوثيقه الأهم وكأنهما حدث متصل.
في ٣٠ يونيو كان هناك استدعاء من الشعب للجيش للتخلص من الاخوان بوضوح.
وفي الأولي كان هناك ركوب للإخوان علي حركه الشعب.
هل سيذكر التاريخ حقيقه ان ٣٠ يونيو كانت ثوره علي ٢٥ يناير ام هما شئ واحد.
لقد نشرت الحكومه الأمريكيه أخيرا ، حسب القانون ، نصوص خطابات بين الملوك العرب ورؤساء أمريكا قببل حرب ٦٧ ، يقشعر لها البدن فيمن كنا نظنهم أبطالا.
لقد بدأت اصدق مما يروي عن يناير التي عايشتها من الداخل ان كل احداث التاريخ ملعوب فيها بنكهه من يكتبها ولونها.
التاريخ للأسف يكتبه فقط المنتصرين ، فلو وصفت الغابه بعيون الأسد ستجدها مختلفه عن نفس الغابه بعيون الغزال، او الطير او باقي الحيوانات ، الآكل منها والمأكول.
هل نكتب التاريخ لنتعلم ولا نكرر الأخطاء، ام لخلق وعي تراكمي للإنسان ليرتقي بنفسه في المستقبل.
التاريخ يعيد نفسه في أحيان كثيره وكأننا لا نتعلم ، ومن يكتبون التاريخ للارتقاء بالحياه، والنفس البشرية قليلين جدا.

ولكن يبقي في التاريخ ما يجب أن يروي، من خلال جمال مصر وطبيعتها . من خلال آثار مصر وعظمتها. من خلال توثيق ما لا يراه أهل مصر بعيون التقدير والفخر..
إن المجله العلميه، المعرفيه ، الوثائقيه المحترمه ، Egyptian Geographic تحكي الحاضر والتاريخ موثقا بالصور في أجمل صوره.. تتيح المعارف لمن يريد أن يبحث ويزور ويستمتع، ويشرفني دعوتهم لي للكتابه في هذا العمل العظيم

د. حسام بدراوي
“لا توجد حقيقه مطلقه حتي لنفس الحدث طالما يكتب عنه اكثر من واحد إلا الطبيعه فالراوي لها هو التاريخ نفسه'”.

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠