هل التاريخ دليل تلفون ام دليل مستقبل، مقاله ناقشني فيها شباب جمعيه الحالمين بالغد.
قال الشاب المثقف : من أين يأتي توثيق الحدث الذي يكتبه التاريخ .
قلت : احيانا نفس الحدث يحكيه من عايشوه من جوانب مختلفه وقد يختلفون اختلافا بينا في روايته.
قال إعطنا أمثله .
قلت : تاريخ أحمد عرابي، حقيقه ، لا نعرفه .. هل هو بطل أم فلاح قاد الجيش الي هزيمه أمام الإنجليز !
ثوره ١٩ وزعمائها ، ابطال أم أشرار ولماذا بعد ثوره ٥٢ تغير التاريخ، وإنقلب من كانوا أبطالا الي أشرار .
الملك فاروق ، وطني أم خائن ، وهلي يلقي عليه كل اللوم مع أنه كان غير متوافق مع قوه الإحتلال
موقف الشاذلي في حرب اكتوبر مثلا و القصه تروي بطريقتين متضادتين..
والذي يروي اما هدفه ان ينقص دور السادات او دور الشاذلي. لابد ان هناك حقيقه موثقه عن الخلاف.
مقتل السادات مثلا آخر كيف يحكيه التاريخ، لقد حسبت عدد الثواني من ساعه نزول القاتل من السياره الي ان وصل الي السادات هل من الممكن ان لا يكون هناك رد فعل من الحراسه نهائيا في كل هذه المده وهل كان هناك مؤامره اكبر.
اعلم من التفاصيل المثير الذي لم يذكره التاريخ المكتوب فقد كان حماي حسن ابو باشا مجنبا في الداخليه وقتها من الوزير المسئول ولكنه بعد ان جاء وزيرا الداخليه علم وعرف الكثير الذي لم يوثقه التاريخ.
.
من المسئول عن هزيمه ٦٧ ، التي هي أصل كل ما يعاني منه الشرق الأوسط الي هذه اللحظه ، هل هو عبد الناصر الذي أعلن مسئوليته بنفسه ام المشير عامرالذي قيل انه انتحر.
الم يكن الاثنان شيئا واحدا!.
اعترف القائد بمسئوليته بنفسه وقررنا نحن إعفاءه من المسئوليه.
أليس ذلك نظاما انتهي بمأساه نعاني منها الي الآن.
ولا ينقص ذلك من افعال اخري قبلها قد نراها عظيمه لهذا النظام حسب معايير وقتها.
التاريخ يكتب اليوم وكأن هذا النظام لم يلقي مصر في غياهب مأساه نعاني من آثارها الي هذه اللحظه.
أين الحقيقه الموثقة في احداث كثيره مرت علينا؟
كيف سيحكي التاريخ انتهاء حكم مبارك. ! ما علاقه ٢٥ يناير و٣٠ يونيو ببعض وهما احداث اطرافها مختلفه وأعداءها مختلفه ونتائجها مختلفه. لماذا يضعهما الدستور الذي يعتبر الوثيقه الأهم وكأنهما حدث متصل.
في ٣٠ يونيو كان هناك استدعاء من الشعب للجيش للتخلص من الاخوان بوضوح.
وفي الأولي كان هناك ركوب للإخوان علي حركه الشعب.
هل سيذكر التاريخ حقيقه ان ٣٠ يونيو كانت ثوره علي ٢٥ يناير ام هما شئ واحد.
لقد نشرت الحكومه الأمريكيه أخيرا ، حسب القانون ، نصوص خطابات بين الملوك العرب ورؤساء أمريكا قببل حرب ٦٧ ، يقشعر لها البدن فيمن كنا نظنهم أبطالا.
لقد بدأت اصدق مما يروي عن يناير التي عايشتها من الداخل ان كل احداث التاريخ ملعوب فيها بنكهه من يكتبها ولونها.
التاريخ للأسف يكتبه فقط المنتصرين ، فلو وصفت الغابه بعيون الأسد ستجدها مختلفه عن نفس الغابه بعيون الغزال، او الطير او باقي الحيوانات ، الآكل منها والمأكول.
هل نكتب التاريخ لنتعلم ولا نكرر الأخطاء، ام لخلق وعي تراكمي للإنسان ليرتقي بنفسه في المستقبل.
التاريخ يعيد نفسه في أحيان كثيره وكأننا لا نتعلم ، ومن يكتبون التاريخ للارتقاء بالحياه، والنفس البشرية قليلين جدا.
ولكن يبقي في التاريخ ما يجب أن يروي، من خلال جمال مصر وطبيعتها . من خلال آثار مصر وعظمتها. من خلال توثيق ما لا يراه أهل مصر بعيون التقدير والفخر..
إن المجله العلميه، المعرفيه ، الوثائقيه المحترمه ، Egyptian Geographic تحكي الحاضر والتاريخ موثقا بالصور في أجمل صوره.. تتيح المعارف لمن يريد أن يبحث ويزور ويستمتع، ويشرفني دعوتهم لي للكتابه في هذا العمل العظيم
د. حسام بدراوي
“لا توجد حقيقه مطلقه حتي لنفس الحدث طالما يكتب عنه اكثر من واحد إلا الطبيعه فالراوي لها هو التاريخ نفسه'”.