الخميس , 20 فبراير 2025
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / بعد 25 يناير / د بدراوي يكنب في المصري اليوم: فى عيد المرأة المصرية

د بدراوي يكنب في المصري اليوم: فى عيد المرأة المصرية

فى عيد المرأة المصرية
حسام بدراوي

قال لى الشاب المتفتح للحياة: جمعنا لك بعض أقوالك عن المرأة، والتى رأينا أنها تعبر عن رؤيتك كما فهمناها.

قلت بسعادة: قل وذكِّرنى.

قال: هذا بعض ما جمعناه ووثّقناه.

– إن مصدر الطاقة فى كل خلية من الستة تريليون خلية فى كل جسم إنسانى هو جهاز نانوى، اسمه الميتوكوندريا، وهو الـorganelle الوحيد فى الخلق، الذى يورث من الأم فقط وليس من الأم والأب. لأن الأم هى الأصل، والأم هى مصدر الطاقة وحدها للإنسان ذكرًا كان أو أنثى.

– لماذا أحب المرأة صديقة ورفيقة أكثر من الرجل؟.. لأن الصداقة كلها محبة وسكينة نفس.. الجميل فى الصداقة مع المرأة أنها لا لوم فيها ولا احتياج لتبرير فعل أو غياب.. الصداقة مع المرأة تتخلص من ضغوط ارتباط الزواج، ويمكن الشراكة فيها، ولا تستوجب إرضاء الصديق، بل أن تكون كما أنت.. فى الصداقة الزمن نسبى، فقد تمر سنون وتقابل صديقًا فكأنه الأمس.. فى الصداقة بهجة بدون تكلفة، وسند بدون ثمن، وحضن وصدر حنون لحظة الاحتياج.. أصل الصداقة صدق فى الإحساس والتعبير، فلا احتياج لسواه.. فى الصداقة ثقة لا تُختبر فى كل لقطة، وحب لا يدخل امتحانًا لأنه لا يحتاج شهادة لإثباته.

– أمى هى النسمة الرقيقة فى حياتى، صوت الموسيقى فى وجدانى وكل فرد فى الأسرة، والتى نحسها بلا تدخل، ونذهب إليها بلا دعوة، ولا ضغط، ونرى حبها مُثْبِتًا لعلاقاتنا ببعض، ورابطًا لمشاعر أربعة أجيال متتالية فى أحضانها.

أمى هى شخصية متفردة فى الرقة، والحنان، والبساطة.. لا يختلف اثنان فى الأسرة على أنها الأحلى والأجمل بين كل بنات وسيدات الأسرة..

أكثر من تسعين عامًا ومازالت تعطينا نفس الإحساس، بالسلام والسكينة. لم نعرف معها توترًا، ولا غضبًا، لم نرَ تدخلًا فى خصوصية ولا تفضيلًا. تعطى الجميع محبتها وكأنها زهرة فى بستان كله من صنعها هى، فيعم علينا كلنا ريحانه وجمالها ومحبتها ومودتنا. أشكر الله على نعمته علينا بأمى، فالأم والمرأة هى أصل الحياة.

– أوافق على ما سماه العالم «التمييز الإيجابى»، ولدورة واحدة أو اثنتين حتى تأخذ المرأة مكانها الطبيعى بعد قرون من التمييز السلبى ضدها. لا نستطيع فى سباق عادل أن تبدأ المرأة من نقطة متأخرة عن الرجل بفعل ثقافة امتدت عبر أجيال، ونتصور أنها ستنافس بعدالة.. التمييز الإيجابى واجب، ولكن لفترة محددة من الزمان.

– فى كل حدث تاريخى كانت للمرأة المصرية مكانة، ولكن لا تُقاس الأمور على حساب اللحظة أو الاستثناءات التى أظهرت معدن المرأة المصرية. مثلًا شيئان يعلقان فى ذهنى من تاريخ ثورة 19 فى مصر كطفل، يمكن من تاريخ تدريس الثورة ويمكن الأفلام السينمائية، ولكن الصورة هى تزاوج الهلال والصليب واشتراك المرأة المصرية بالصوت والصورة والتأثير. وصورتان تعلقان فى ذهنى فى 30- 6، ثورة مصر الحديثة، هما اشتراك المرأة المصرية، وأن صوتها يعلو على صوت الرجال.

– قال حافظ إبراهيم:

والمال إن لم تَدَّخِرْه مُحصَنًا بالعلم كان نهاية الإملاق

والعلم إن لم تكتنفْه شمائل تُعليه كان مطِيَّة الإخفاق

لا تَحْسبَنَّ العلم ينفع وحده ما لم يُتوَّج ربه بخَلاق

مَن لى بتربية النساء فإنها فى الشرق عِلّة ذلك الإخفاق

الأم مدرسة إذا أعدَدتَّها أعدَدتَّ شعبًا طيب الأعراق

الأم روض إن تعهده الحيا بالرى أورق أيَّما إيراق

الأم أستاذ الأساتذة الألى شغلت مآثرهم مدى الآفاق

– المرأة المصرية عظيمة وغير عادية كفلاحة وعاملة، ولما أُتيح لها التعليم تفوقت وأجادت، وعندما ترأست البلاد فى تاريخنا الفرعونى ألهمت وقادت. وعندما تزوجت من الأنبياء كإبراهيم ومحمد أنجبت جد العرب إسماعيل، وعندما قررت وصانت، حمَت موسى من القتل، وما كان لليهود تواجد لولا امرأة فرعون التى احتضنت وربّت. المرأة المصرية چينات حضارة وقدرات لابد من تحريرها من قيود متخلفة فرضت عليها الانزواء وراء الرجل..

– قالت شابة: إننا نرث نصف الرجل، أليس هذا تمييزًا سلبيًا ضدنا؟

قلت: ترث المرأة نصف الرجل، فتستطيع أن تدَّخره كله لنفسها ولا تنفق منه شيئًا، ويظل الرجل مسؤولًا عن الإنفاق كله، وإلا فلا قوامة له، أى أن حقوق الرجل تجاه أهل بيته وأسرته مرهونة بالإنفاق، تدور معه وجودًا وعدمًا، فالرجال قوَّامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم، والتفضيل كما أفهمه هو العلم والمعرفة.

– قال شاب آخر: إذًا، هى مزاحمة بين النساء والرجال فيما هو مُتاح من أرزاق.

قلت: بل هو تكامل بين البشر لخلق أرزاق جديدة، وقوة للمجتمع ليستخدم طاقاته كاملة وليس نصفها فقط.

قالت شابة: لكن ما الذى يحمى المرأة فى هذا الزمن من الطغيان الذكورى؟

قلت: العلم العلم العلم، والمعرفة. على كل أسرة أن تسلح بناتها بالعلم والمعرفة، فلا سبيل لحماية الحقوق إلا بذلك.

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠