الخميس , 20 فبراير 2025
الرئيسية / أخبار / 2023 / د. بدراوي يلقي محاضرة بعنوان “مصر المستقبل كما أراها” في محفل د. أحمد عكاشة

د. بدراوي يلقي محاضرة بعنوان “مصر المستقبل كما أراها” في محفل د. أحمد عكاشة

“مصر المستقبل كما أراها” عنوان المحاضرة التى ألقاها المفكر والسياسي الكبير أ.د/ حسام بدراوى اليوم الخميس الموافق 15 يونيو 2023 ضمن فاعليات المحاضرة (السنة السادسة والعشرون) وجائزة أ.د/ أحمد عكاشة والتى تنظمها مجلة الشرق الأوسط للطب النفسي المعاصر بدعوة من أ.د/ طارق عكاشة رئيس تحرير المجلة و أ.د/ أحمد عكاشة ، حيث رحب د. طارق عكاشة بالحضور ثم قام بعرض نبذة تاريخية عن نشاط المجلة وعن مسيرته فى المجلة وكيف تحول نشاطها من المجال المحلى إلى المجال الدولى، ثم قام د. أحمد عكاشة بتقديم دكتور حسام بدراوى حيث قام بعرض سريع لمسيرته الثقافية والأدبية والفنية والإجتماعية
بدأ الدكتور بدراوى محاضرته بطرح سؤال يشعل الفضول ويحرك الأذهان عن شكل الحياة فى المستقبل القريب وكيف نراها؟! .. وأجاب أن الكثيرين قد يستشرفون المستقبل بتشائم و البعض قد لا يبالى، ولكن مصر المستقبل هى جزء من مستقبل العالم ثم أشار د. بدراوى أن محاضرته تقوم على عدة ركائز:- مصر زمان والآن وبكرة – مستقبل مصر كجزء من مستقبل العلم والعالم -مصر المستقبل من وحي آماله وخياله – السبيل لتحقيق ذلك.
تسائل الدكتور بدراوى ضمن الركيزة الأولى عن مصر زمان وكيف نراها؟ حيث أكد أننا جميعا سوف نراها من زوايا مختلفة، فالبعض سيراها القوة الناعمة وقامات الفن والغناء الذين صدروا مصر كبوابة للفن والرقى، والبعض يراها من منظور الثقافة والقامات الأدبية الذين أثروا العالم بمؤلفاتهم، واخرون يرونها من منظور سياسي ويتذكرون زعماء مصر وقاداتها السياسين، والبعض يراها مصر التاريخ وملوكها العظماء على مر العصور، و البعض سيربط مصر برحلة العائلة المقدسة ، وموقف البلاد من المسيحية واختلافها العقائدي مع روما ونشأة الأرثوزكسية مقابل الكاثوليكية ، وسيذكرون أيضا أثر مصر علي الإسلام وتأثيرها في الإمبراطورية الإسلامية سياسيا ودينيا .. ولذلك فعندما نذكر مصر تجدنا دائمآ نراها “أم الدنيا”
ثم انتقل الدكتور بدراوى إلى مصر اليوم مشيراً إلى أن أغلبنا يراها سلبية تعود إلى الوراء، لن يأتيها إلا حكم دينى متشدد أو ديكتاتورى متسلط.
وعن مصر الغد توجه د. بدراوى للحاضرين بسؤال “هل مصر قادرة على أن تشارك فى صناعة مستقبل العالم؟! وأردف قائلاً إن استمرار وتيرة التقدم والإبتكار بسرعات تتزايد يوماً بعد يوم قد يؤدى بنا إلى مستقبل لا يمكن تصوره، كالقضاء على الشيخوخة، وتحكم الآلات فى وتيرة الحياة، واختفاء وظائف وظهور أخرى، وتغيرات جوهرية فى نمط التطور البيولوجى للإنسان …إلخ، ثم أكد د. بدراوى أن علينا جميعاً أن نقرر “أين ستكون مصر من هذا وهل سنكون مشاركين أم مشاهدين؟”
وعن الحلم توجه الدكتور بدراوى بتساؤلات
-هل لكل مواطن حلم وهل يستطع التعبير عنه؟ ،
-هل لدينا حلم جمعي لمصر المستقبل؟
-وهل لدي أمتنا حلم يصاغ في وجدان أطفالنا الآن؟؟…
ثم أوضح دكتور بدراوى أن الحلم يختلف عن دراسة الجدوى فالحلم ليس له سقف يحكمه ولا يخضع لقانون الحسابات فقد يفاجئنا الحلم بنتائج تفوق الإحصاءات
ثم اصطحبنا الدكتور بدراوى فى نزهة تاريخة عن تطور الحياة وكيف كان الخيال سبب لظهور الإنسان العاقل الذى طور شكل الحياة، وكيف كانت دورة الحضارة تأخذ مئات السنين وكيف أصبحت لا تستغرق أكثر من بضعة أعوام فى وقتنا الحالى، ثم صرح الدكتور بدراوى أننا نملك ثروة بشرية تعلوا فى قيمتها كل الثروات إذا أُحسنا إعدادها ومُهد الطريق أمامها .. وهذا ما نملكه الآن، ولكنه أيضا صرح بأن الثروة البشرية يمكن أن تتحول لنقمة إذا ما أهملت دون تنمية مستدامة وتركت للعشوائية تقودها.
ثم أنتقل بدراوى إلى ثروات مصر من مخزون تاريخى وحضارى وموقعها الفريد وثرواتها الطبيعية وقوتها الناعمة وشبابها وشيوخها وفرص مصر الذهبية فى استغلال تلك الثروات، والتى بدون خطة معلنة واستدامة فى التطبيق لن تتحقق، مع العلم أن الإبداع والابتكار لا يحدث إلا في إطار من الحرية ويتوه في خضم الفوضي و يزول بالقمع ولإرهاب الفكري و الخوف
ثم أشار د. بدراوى إلى إن أساس كل ذلك هو نظام الحكم السياسي.. فالسياسة هي مدخل تحقيق سعادة الشعوب وتأجيج كامل إمكاناتها وزيادة قوة الوطن..وأضاف إن القدرة على الاختيار هى موضوع الساعة وأن وظيفة الكبار هى إنارة الطريق أمام شبابنا، وأعرب عن خوفه وقلقه أن نفقد أهم كنوزنا ( أطفالنا وشبابنا) سواء بتطرف الفكر أو رجعية السلوك أو غياب القيم باستمرار الكبت السياسي و الإجتماعي، والتدني غير المقبول في مستوي التعليم ، مهما كانت إنجازاتنا المادية و مهما كان تطور العالم حولنا.
ثم أنهى الدكتور بدراوى قائلاً:-
” إنني أري شعب مصر المستقبل ، سعيداً ودوداً …أري أطفالنا وشبابنا مبتكرين مبدعين بحرية. أري ناس مصر تعيش ممتدة في جغرافيتها ، معمرة لصحاريها ، محافظة علي تراثها..
أري انتهاء الفقر ، في الثروة وفي الفكر، وإعادة إزدهار الفن . أري الموسيقي في الشوارع النظيفة ، والسياحة مزدهرة ، وأري مصر متكاملة مع أفريقيا والعالم…
أري شباب مصر مالكاً للأمل ، متطلعاً للسعادة ، مستخدماً لتقنيات العصر و متلحفاً بقيم الحرية والصدق والأمانة والنزاهة والدقة والكفاءة ، والسماحة، والمواطنة ، متمسكاً بالحق والجمال والإحترام للآخر المختلف
هل حلمي ممكن التحقيق!!!
قد أبدو للبعض ساذجاً أو ساعياً للمدينة الفاضلة لقولي ذلك ، ولكني رجل چيناتي متفائلة ، وأري في الناس أفضل ما فيهم وأري الجمال حولي فعلا ليس عن قصور في رؤية القبح والشر ، ولكن هذه هي إرادتي الحرة… وأعلم أن الناس يرتفعون لمستوي ظن الآخرين بهم.
ماذا نحتاج….؟؟؟؟؟
نحتاج الي كفاءة أكبر في إدارة الدولة، كفاءة لا يجب التنازل عنها ، و إختيار للأفضل ، وتجديد للدماء دورياً ، وإحترام العلم والعلماء ، ورفع سقف الأحلام”
وفى النهاية تسلم دكتور حسام جائزة شرفية تبعها تسلم جائزة دكتور أحمد عكاشة للفائزة وانتهى اللقاء فى بهجة وسرور من الحاضرين و تبادل للصور التذكارية.
مرفق محاضرة دكتور حسام مصر المستقبل كاملة لمن يرغب رجاء الضغط على الرابط https://drive.google.com/…/1rN7c…/view…

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠