الجمعة , 21 فبراير 2025
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / د حسام بدراوى يكتب: لـ«المصري اليوم»: الأمل والألم

د حسام بدراوى يكتب: لـ«المصري اليوم»: الأمل والألم

أعتقد أنه ليس هناك ما يصنع طاقة جمعية إيجابية فى مصر مثل الرياضة والفوز. ومثلما تخلق البطولة الحلم والأمل فإن الإحباط له أثر جمعى نفسى أيضاً على وجدان الأمة.

انتهت فورة الحماس والانفعال لفريقنا فى كأس العالم، وحان وقت التحليل العقلانى.

الرياضة التنافسية تحتاج بناء له قواعد، وقاعدة التنافس يجب أن تكون متسعة فى المدارس والجامعات، التى تضم ملايين الشباب فى المرحلة العمرية المناسبة لصناعة البطل أو الفريق البطل، ونحن لا نملك هذه القاعدة أساساً لغياب الرياضة تقريباً بشكل مطلق فى المدارس والجامعات. هل تحقيق بناء القاعدة مستحيل؟ أؤكد لكم بوجود آلاف مراكز الشباب حول المدارس أنه ممكن، ويحتاج إرادة سياسية وإدارة لمفهوم بناء الشخصية فى التعليم.

الأمر الثانى هو أهمية تواجد المسابقات على المستوى الأعلى واستمرارها، والتى تعتمد على النظام المستدام واحترام القانون ووجود الجمهور، وهى كلها أمور كما تعلمون بعيدة عن واقعنا، فالمسابقات بلا جمهور، والتمويل بلا قواعد، والمباريات رهن مزاج السياسة والظروف، واحترام استدامة المسابقات ليس أولوية. هل تحقيق ذلك صعب؟ أؤكد لكم أنه ممكن عندما لا نهرب من المسؤولية، ولا ننهج منهج المنع بدلاً من إدارة إقامة المسابقات.

أخيراً، فإن إدارة الرياضة مثل أى صناعة تحتاج المحترفين، وأنا أهيب بكم النظر لآلاف مراكز الشباب، وأكبر نوادى مصر واتحادات الألعاب وكيفية إدارتها، وإلى الإعلام الرياضى المقروء والمرئى ونوعيته، لنعلم أن أركان النجاح تحتاج بناءً جديداً.

كنا فى حالة انفعالات لحظية، أثنى عليها من حبنا للوطن، ولكنها لا تبنى رياضة ولا تؤدى لبطولة إلا بالصدفة غير المستدامة، وهو نفس الأمر فى الاقتصاد والسياسة وفى إدارة الكثير من أمور البلاد للأسف.

المقدمات فى الأغلب تؤدى للنتائج إلا فيما ندر، وعلينا أن نبنى ولا نهدم.

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠