دعوة من رئيس مؤسسة موناكو المتوسطية (Monaco Mediterranean Foundation) القى المفكر والسياسي والطبيب أ. د. حسام بدراوي محاضرة في مدينة موناكو بصفته رئيس مؤسسة بدراوي للتعليم والتنمية تحت عنوان “الربيع العربي بين الحقيقة والخيال” (The Arab Spring, Fiction vs. Reality )
دولة موناكو هي دولة أوروبية مستقلة تقع جنوب فرنسا وعاصمتها مدينة موناكو
وتناولت المحاضرة جوانب متعددة للأحداث الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط منذ 2011 حتى الآن، ولعل الملفت في محاضرة د حسام بدراوي مزجه بين علم الفيزياء وعلم السياسة في تفسيره لخيوط الأحداث التي مرت بها المنطقة العربية بشكل علمي
وأشار أن مصطلح “الربيع العربي” جاء ضمن استراتيجية أمريكية في المنطقة لتوجيه الأحداث وفق أجندتها
محاضره الدكتور حسام لاقت اعجابا وتصفيقا لمده ثلاث دقائق متتاليه ووقوفا تحيه له وعلي شغفه ببلاده ورؤيته الواضحه لمستقبل العلاقات بين جنوب وشمال البحر المتوسط
الربيع العربي.. بين الحقيقة والخيال– هناك شك في الحقائق السياسية المقدمة في الإعلام، لأن الحقيقة تتأثر بطريقة تقديمها أو طريقة مناقشتها وتحليلها، مما يجعل الفصل بين الحقائق والخيال صعبا على المتلقي
– كل أفلام الخيال العلمي أو النظريات العلمية التي تم اثباتها، كانت خيالا في لحظة ما. ربما إنه لا يمكن أن يكون هناك واقع أو حقيقة دون أن يسبقها خيال
– لقد أصبح لدى السياسيين المعرفة والقدرة على توظيف علوم الاجتماع وإتقان التحكم في حركة الجماهير، وأخذا بنظرية سقوط قطع الدومنو المتتالي، قد يتحول خيال وتصورات هؤلاء السياسيين إلى واقع ومستقبل
– مصطلح “الربيع العربي” صدر من منظمات الفكر الأمريكية ضمن استراتيجية للسيطرة على أحداث الشرق الأوسط وتوجيهها نحو الفوضى الخلاقة
– الأحزاب السياسية في الدول العربية التي حدثت فيها ثورات لم تقدم مشاريع اقتصادية وتنموية ملموسة، واعتبروا صندوق الاقتراع فقط ممثلا للديمقراطية، والحقيقة أن كل ما سبق وتلى عمليات التصويت في هذه الدول أخرج الديمقراطية من جوهرها
– خاب أمل الذين ظنوا أن إسقاط حكم فاسد سيؤدي بالضرورة اوتوماتيكيا إلى تحسن فوري في مستوى معيشتهم
– الخلط بين الخيال والحقيقة أصبح عميقا كما لم يكن من قبل، مع تدفق المعلومات عبر الإنترنت، وإتاحة موقع اليوتيوب لأعداد ضخمة من الفيديوهات التي تحتوي على وقائع مفترضة وأخبار متناقضة.
– إن تأكيد الحقيقة وسط الكثير من الخداع، والشائعات، والمزاعم والأكاذيب والدعايا والدعايا المضادة، أصبح صعبا وخلط بين المؤامرات والصدف
– الولايات المتحدة خلقت العدو في أفغانستان وسوريا والعراق، وتعلن الحرب عليه بعد ذلك
– إن خفض أسعار البترول يعيق الاستثمار في الطاقة المتجددة في البلاد التي يمكنها تغيير مصيرها ومستقبلها الاقتصادي بإنتاج الطاقة من الشمس والرياح، مصر أفضل مثال
– لا ينبغي أن ننسى التكتيك البريطاني القديم في استخدام الجهاديين في خدمة سياستها منذ لورانس العرب، حتى إنشاء حركة الإخوان المسلمين في مصر، ومساعدتهم على الانتشار في مناطق ودول أخرى من الشرق الأوسط لمواجهة الاشتراكية العربية التي اكتسبت زخما في تلك الحقبة
– اعترف يعقوب كيدمي أحد قيادات المخابرات الإسرائيلية أنهم ساعدوا أو «لم يمنعوا» إنشاء حركة حماس كمنافس لحركة فتح، والتي كانت أكثر تأثيرا في ذلك الوقت
– من وجهة النظر العسكرية، فإن خطط داعش التوسعية لغزو العالم درب من دروب الخيال، وأيا كان هذا الخيال فإنه لا يجوز الاستهانة به خاصة عندما تكون التهديدات موجهه نحو العالم بأسره
– أصيب شباب مسلمين من الذين صدقوا مشروع الربيع العربي بخيبة أمل كبيرة فيه ، ما جعل بعضهم يبحث عن توجهات أيدولوجية جديدة، شاملة أيدولوجيات التطرف ومجموعات العنف
– لم تواجه الإنسانية تهديدا مثل الذي تواجهه اليوم من داعش، في الكم والكيف مع احتمالات الإرهاب البيولوجي، الصعب تخيل عواقبه.
– إن إرهاب جماعات داعش لم يأتي من فراغ ولكنه: «نتاج للسياسات الخاطئة والعدوانية ممن يشنون الحروب ويشعلون الصراعات في الشرق الأوسط»
– التغيرات الناتجة عن التحالفات الإقليمية وغير الإقليمية ستكون مختلفة عن أي شيئ رأيناه خلال المائة سنة الماضية، فبات واضحا أن عددا من البلدان العربية لديها فرص قليلة للبقاء بحدودها الحالية
– مصر واحدة من أقدم الدولة التي عرفتها البشرية، وانهيارها أو المزيد من إضعافها سيضعف العديد من الدول الأخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،
– ومن الواضح أنه هناك تقسيم جديد للحدود في المنطقة العربية، ولكن سيحدد التوقيت ميزان القوى للتحالفات بين اللاعبين الجدد والقدامى في المنطقة، وهو ما سيؤثر في مستقبل بقية العالم
– إن اتفاق واشنطن وطهران على تقسيم مناطق النفوذ، سيجعل من إيران قيادة إقليمية جديدة
– وضع ايران الجديد يصب في مواجهة سنية شيعية، وهذا يعني المواجهة بين إيران كطرف والسعودية ومعها دول الخليج الغنية كطرف وربما معهم مصر التي تملك أكبر وأقوى جيوش المنطقة
– التحالف السني العربي الذي يبحث عن البقاء سيكون مضطرا للتقارب بشكل كبير او قليل مع إسرائيل،
– تعزيز وضع إيران الإقليمي، وتشكيل دولة كردستان المستقلة، ضربة قوية للوضع التركي ورغبته أن تكون تركيا قيادة إقليمية في المنطقة
–
– يبدو واضحا أن مغازلة واشنطن لطهران تتضمن توافقات حول القوات الشيعية المقاتلة لداعش، وهو ما يقلل كثيرا من فرص تركيا للحفاظ على مكاسبها في الشرق الأوسط، وقد يكون الرد التركي بعض الاستقلالية في السياسة الخارجية التركية نحو التقارب مع روسيا، وإنشاء تحالف طاقة معها. سنرى
– الصين وروسيا يتحديان الهيمنة الأمريكية، ويعملون بنشاط لخلق نظام متعدد الأقطاب للعلاقات الدولية بدلا من الصيغة الفاشلة لعالم احادي القطبية
– الدول القيادية في الشرق الأوسط يستعدون الآن لفترة لا يضطرون فيها للاعتماد على الولايات المتحدة، أولا بسبب عدم رغبتها في تولي مهمة الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وثانيا لأنها ظهرت أمام الجميع كشريك غير جدير بالثقة الكاملة خلال فترة الثورات
– جوهر القضية الفلسطينية، والصراع التاريخي بين العرب وإسرائيل، والمستمر منذ أكثر من 65 عاما، كان بسبب 6 ملايين لاجئ فلسطيني، وفي السنوات القليلة الماضية أصبح هناك أكثر من 5 ملايين لاجئ عراقي، و 4 ملايين سوري، و 300 ألف يميني، و 400 ألف ليبي، فلنفكر في النتائج المترتبة مستقبلا لهؤلاء اللاجئين الذي كان يعيش معظمهم حياة مستقرة منذ سنوات قليلة
– إن البشرية لا يمكن أن تقف وتنتظر وهي ترى مستقبلها يكتبه القلة السياسية المتحكمة، والمستفيدة من خلق الصراعات وشن الحروب وحصد المكاسب
– الإخوان المسلمون لم يكن لديهم نية لتفكيك البنية الديكتاتورية للحكم في مصر، لكنهم فقط أرادو تقديم أنفسهم مستغلين الإجراءات الديمقراطية ليأخذوا مكان مبارك في أعلى السلطة
– في حين كان المحتجين لا يزالون متحصنين في ميدان التحرير، كان مرسي والرئيس المستقبلي لحزب الحرية والعدالة المنبثق على جماعة الإخوان سعد الكتاتني، يتفاوضون مع رئيس المخابرات السابق ونائب الرئيس حينها عمر سليمان للحصول على أكبر قدر من السلطة مقابل وقف مشاركتهم في الثورة
– سألت نائب الرئيس عن كيفية وجود مرسي في الاجتماع الوطني وهو هارب من السجن، فطلب مني أن أثق به وألا أخلق المزيد من الاضطراب في المفاوضات التي استبعدت نهائيا منها
– الديمقراطيات الجديدة تحتاج بعض المبادئ التوجيهية الأساسية، قبل الاندفاع إلى صناديق الاقتراع، وهو ما طالبت به قبل انتخابات الرئاسة الأولى في مصر بعد الثورة داعيا لكتابة الدستور الجديد أولا قبل الانتخابات وليس بعدها.