أستضاف أمس السبت 27 أبريل 2024 بيت السناري التابع للقطاع الثقافي مكتبة الإسكندرية ضمن فعاليات تدشين منتدي مصر الثقافي، ندوة تحت عنوان”المكون الثقافي وتأثيره في السياسات الخارجية المصرية” برعاية مؤسسة السلام للثقافة والحوار والفنون، حيث حضر الندوة كمتحدث رئيسي الدكتور حسام بدراوي ومعه مجموعة من القامات المصرية البارزة متمثلة في الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والسفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، والأستاذ حلمي النمنم الكاتي الصحفي وزير الثقافة الأسبق، حيث جاءت كلمت الدكتور حسام بدراوي كالأتي :- أشاد الدكتور بدراوي بدور الذكاء الإصطناعي وتأثيره في المجتمعات مضيفاً أنه أصبح يعتمد عليه في إعداد محاضراته، مشيراً إلي أنه ألقي محاضرة في الأمم المتحدة عن دور الذكاء الإصطناعي في القضاء علي الفقر والذي كان مدخله من التعليم والثقافة، ولذلك فهو يعتبره الآن صديق يساعده في إعداد محاضراته التي من بينها محاضرته موضوع الندوة، ثم أوضح أننا إذا لم نواكب التقدم فلن نصل لشئ، ومستقبل مصر جزء من مستقبل العالم فهل نركد معهم متقدمين مثلهم أم ننتظر لنكون مستقبلين ما أحرزوه من تقدم؟!، ثم أفاد أن الذكاء الإصطناعي لفت إنتباهه أن مسألة الثقافة تاريخية، فهدف الثقافة هو للتواصل والتأثير في الشعوب، ثم أشار إلي علم المصريات حيث أنه العلم الوحيد الذي يستمد أسمه من أسم مصر والذي يدرسه غالبية طلاب العالم مؤكداً أن التعليم من أهم أبواب الثقافات، فالتعليم والثقافة يكملان بعضهم البعض.
ثم أشار الدكتور بدراوي أننا نجد في بعض البلدان العربية يطلقون علي الأموال إسم “مصاري” حيث كانت مصر في وقت ما القوة الإقتصادية المهيمنة، ثم أنتقل الدكتور بدراوي إلي تأثير القوة الناعمة في مصر مثمثلة في الفنانين والأدباء الذين أثروا الغناء والتمثيل والثقافة والذين شكلوا قوة ناعمة هائلة أثّرت وأثرْت الوطن العربي بالكامل حيث أكد الدكتور بدراوي أن تأثر القوي الناعمة في الشعوب أكثر تأثيرا من القوي الصلبة المهيمنة والمستعمرة، كما أضاف أن تكوين مصر فريد جداً فكل من أحتلها أصبح جزء من ثقافتها، ثم أشار أن الذكاء الإصطناعي أفاد بوجود نظريات تدعم المكونات الثقافات مثل نظرية البناء الإجتماعي حيث تؤكد هذه النظرية أن الهياكل الدولية مشكلة بصورة أساسية من خلال الأفكار والهويات والقيم الثقافية والإعتقادات والتصورات الثقافية تؤثر بشكل مباشر علي كيفية تفاعل بعضها ببعض، ثم نظرية الإندماج الثقافي وتفهم ثقفات الأخرين من خلال العادات والقيم ولكنه أكد أن تفهم ثقافات الأخرين لن يحدث في دولة لا تسمح بإخلاف الثقافات داخلها…، ثم نظرية الهوية الدولية والتي تعني تأْثر الأخرين بالهوية الوطنية التي تشكلت من خلال عدسة الثقافة، ثم نظرية التبادل الثقافي و نظرية حوار الحضارات، ثم أوضح الدكتور بدراوي الإختلاف الكبير من حيث سرعة وصول المعلومة والذي يسر إلي حد كبير في التأثير الثقافي بين الشعوب سواء بالإيجاب أو السلب، وهذا ما سمح للبعض بإدخال ثقافات موضوعة لم تصل إليها البشرية بتسلسل طبيعي وإنما هي ثقافات مصطنعة، كنشر الطاقة السلبية في الشعوب والثقافات الدخيلة التي تفسد العقول .. إلخ
ثم أكد الدكتور بدراوي أن معركة مصر في المستقبل هي معركة التعليم والثقافة وأن جيشها هم الأطفال والشباب، ثم أنهي كلمته بالتفريق بين الإستعمار الإنجليزي والإستعمار الأمريكي وبين المستعمر الفرنسي، حيث أن ما يفرق المستعمر الفرنسي عنهم أن المستعمر الفرنس يستخدم الثقافة فينشر لغته وينشر ثقافته فبالرغم من إستعماره لمصر لثلاث سنوات إلا أنه استطاع التأثير في مصر بشكل جبار مشيراً إلي أن مصر تملك نفس التأثير تجاه العرب ولكن دون استعمار فثقافة مصر هيمنة علي الوطن العربي مشيراً إلي أن الوقت قد آان لإعادة هذا التأثير مرة أخري فنحن لدينا قوة جبارة يجب أن نحسن أستخامها لتحقيق سياسات ناجة، ثم أعرب عن سعادته لحضوره هذا المنتدي وعن شكره للحضور علي حسن استماعهم ناهياً كلمته بتصفيق وإعجاب من الحاضرين.
وبعد أن ختم ضيوف الندوة كلمتهم تم فتح الباب للتعليق والأسئلة حيث شارك الحضور بشكل مثير للإعجاب، ثم أنتهي اللقاء بتكريم ضيوف الندوة الكرام في أجواء ملأتها المحبة والتقدير
أدار الحوار د/أحمد السرساوي الكاتب الصحفي والأستاذة مها الوكيل الأمين العام لمنتدي مصر الثقافي
حضر اللقاء كوكبة من القامات المهتمين بالثقافة والفنون
جدير بالذكر أن الندوة تعد تدشينا لـ «منتدى مصر الثقافي» الذي أطلقته مؤسسة السلام للثقافة والحوار والفنون، لمناقشة الموضوعات والقضايا والمشاكل المرتبطة بحالة الثقافة والفنون والآداب في مصر، وكذلك لتقديم رؤية شاملة حول كيفية تشكيل الثقافة للمسار التاريخي لمصر، والتأكيد على الدور الحاسم الذي تلعبه العناصر الثقافية في تحديد هوية ومستقبل الأمم