“مصر التي في خاطري” عنوان الندوة التى ألقاها المفكر والسياسي الكبير أ.د/ حسام بدراوى امس الخميس الموافق ١٤ نوفمبر ٢٠٢٤ في لقاء حواري مع السادة أعضاء المجالس المحلية السابقة بالاسكندريه و اعضاء نادي العاصمه الثانيه حيث دعي له الدكتور طارق القيعي رئيس المجلس المحلي بالإسكندرية الأسبق والدكتور إبراهيم العزازي رئيس نادي العاصمة الثانية بالإسكندرية
وبدأ الدكتور بدراوى بالترحيب بالحاضرين وشُكْرهم علي هذه الدعوة ، وإفتتح الدكتور بدراوي ندوته بطرح سؤال يشعل الفضول ويحرك الأذهان عن شكل الحياة فى المستقبل القريب وكيف نراها؟! .. وأجاب أن الكثيرين قد ينظرون إلي المستقبل بتشائم وتخوف و البعض قد لا يبالى بالمستقبل وكل ما يهمهم هو حاضرهم، ولكن مصر المستقبل هى جزء من مستقبل العالم ثم أشار د. بدراوى أنه أجري العديد من الحوارات مع موظفي بعض الشركات ومع الحالمين بالغد وأيضاً مع الذكاء الإصطناعي، وقال محاضرته تقوم على أربع ركائز:- مصر زمان والآن وبكرة – مستقبل مصر كجزء من مستقبل العلم والعالم -مصر المستقبل من وحي آماله وخياله – السبيل لتحقيق ذلك.
تسائل الدكتور بدراوى ضمن الركيزة الأولى عن مصر زمان وكيف نراها؟ حيث أكد أننا جميعا سوف نراها من زوايا مختلفة، فالبعض سيراها القوة الناعمة وقامات الفن والغناء الذين صدروا مصر كبوابة للفن والرقى، والبعض يراها من منظور الثقافة والقامات الأدبية الذين أثروا العالم بمؤلفاتهم، واخرون يرونها من منظور سياسي ويتذكرون زعماء مصر وقاداتها السياسين، والبعض يراها مصر التاريخ وملوكها العظماء على مر العصور، و البعض سيربط مصر برحلة العائلة المقدسة ، وموقف البلاد من المسيحية واختلافها العقائدي مع روما ونشأة الأرثوزكسية مقابل الكاثوليكية ، وسيذكرون أيضا أثر مصر علي الإسلام وتأثيرها في الإمبراطورية الإسلامية سياسيا ودينيا .. ولذلك فعندما نذكر مصر تجدنا دائمآ نراها “أم الدنيا”
ثم انتقل الدكتور بدراوى إلى مصر اليوم مشيراً إلى أن أغلبنا يراها سلبية تعود إلى الوراء، أغلب شبابها يريدون الهجرة بحثاً عن الثروة شرقاً أو طلباً للمكانة العلمية غرباً وعلينا ان نعد شبابنا ونعطيهم الأمل في بكرة بتوفير الفرص لهم
وعن مصر الغد توجه د. بدراوى للحاضرين بسؤال “هل مصر قادرة على أن تشارك فى صناعة مستقبل العالم؟! وصرح الدكتور بدراوي أن المستقبل يأتي مسرعاً ولن نستطيع الهروب منه .. ثم أكد د. بدراوى أن علينا جميعاً أن نقرر “أين ستكون مصر من هذا وهل سنكون مشاركين أم مشاهدين؟ وهل سنكون منتجين أم مجرد مستخدمين؟” وأردف قائلاً إن استمرار وتيرة التقدم والإبتكار بسرعات تتزايد يوماً بعد يوم قد يؤدى بنا إلى مستقبل لا يمكن تصوره، كالقضاء على الشيخوخة، والزراعة العمودية، وتحكم الآلات فى وتيرة الحياة، واختفاء وظائف وظهور أخرى، وتغيرات جوهرية فى نمط التطور البيولوجى للإنسان …إلخ،
وعبر الدكتور حسام علي حد تعبيره أنه يري معركة وجودية قد نكون أو لا نكون فيها.
وعن الحلم قال الدكتور بدراوي أن الناس تراه متفائلاً بشكل مبالغ، وأخرون يرون أن من يحلم هو مغيب، وأخرون يرون أن الحلم يشبه دراسة الجدوي.
ثم أوضح دكتور بدراوى أن الحلم يختلف عن دراسة الجدوى فالحلم ليس له سقف يحكمه ولا يخضع لقانون الحسابات فقد يفاجئنا الحلم بنتائج تفوق الإحصاءات، ثم تسائل:-
-هل لكل مواطن حلم وهل يستطع التعبير عنه؟ ،
– هل لدينا حلم جمعي لمصر المستقبل؟ حيث قال الفيلسوف لوبان أن العقل الجمعي يمكنة خلق طاقة إيجابية ويمكنه خلق طاقة سلبية، وبالرجوع لفزياء الكم يتبين لنا أن كل شئ في الكون عبارة عن طاقة، ويستطيع المجتمع أن يجعل طاقته صانعة للتفوق
ثم تسائل الدكتور بدراوي أين نجد من يحلمون ويملكون الحلم وأجاب بالقطع الشباب والأطفال !!
– وهل لدي أمتنا حلم يصاغ في وجدان أطفالنا الآن؟؟…
– هل لدينا قيم جمعية؟ ثم أجاب بدراوي أن تلك المهمة ينبغي أن تكون من أولويات مؤسسات التعليم والثقافة والاعلام
ثم أنتقل بدراوى إلى ثروات مصر حيث أنها أكبر مخزون تاريخى وحضارى وتملك ما يزيد عن أربعون بالمائة من شبابها تحت سن ال45، مصر لديها قناة السويس، موقعها الفريد وثرواتها الطبيعية وقوتها الناعمة وشبابها وشيوخها وفرص مصر الذهبية فى استغلال تلك الثروات، والتى بدون خطة معلنة واستدامة فى التطبيق لن تتحقق، مع العلم أن الإبداع والابتكار لا يحدث إلا في إطار من الحرية ويتوه في خضم الفوضي و يزول بالقمع ولإرهاب الفكري و الخوف
ثم أشار د. بدراوى إلى إن أساس كل ذلك هو نظام الحكم السياسي.. فالسياسة هي مدخل تحقيق سعادة الشعوب وتأجيج كامل إمكاناتها وزيادة قوة الوطن..وأضاف إن القدرة على الاختيار هى موضوع الساعة وأن وظيفة الكبار هى إنارة الطريق أمام شبابنا، وأعرب عن خوفه وقلقه أن نفقد أهم كنوزنا ( أطفالنا وشبابنا) سواء بتطرف الفكر أو رجعية السلوك أو غياب القيم باستمرار الكبت السياسي و الإجتماعي، والتدني غير المقبول في مستوي التعليم ، مهما كانت إنجازاتنا المادية و مهما كان تطور العالم حولنا.
ثم أنهى الدكتور بدراوى قائلاً:-
” إنني أري شعب مصر المستقبل ، سعيداً ودوداً …أري أطفالنا وشبابنا مبتكرين مبدعين بحرية. أري ناس مصر تعيش ممتدة في جغرافيتها ، معمرة لصحاريها ، محافظة علي تراثها..
أري انتهاء الفقر ، في الثروة وفي الفكر، وإعادة إزدهار الفن . أري الموسيقي في الشوارع النظيفة ، والسياحة مزدهرة ، وأري مصر متكاملة مع أفريقيا والعالم…
أري شباب مصر مالكاً للأمل ، متطلعاً للسعادة ، مستخدماً لتقنيات العصر و متلحفاً بقيم الحرية والصدق والأمانة والنزاهة والدقة والكفاءة ، والسماحة، والمواطنة ، متمسكاً بالحق والجمال والإحترام للآخر المختلف
هل حلمي ممكن التحقيق!!!
قد أبدو للبعض ساذجاً أو ساعياً للمدينة الفاضلة لقولي ذلك ، ولكني رجل چيناتي متفائلة ، وأري في الناس أفضل ما فيهم وأري الجمال حولي فعلا ليس عن قصور في رؤية القبح والشر ، ولكن هذه هي إرادتي الحرة… وأعلم أن الناس يرتفعون لمستوي ظن الآخرين بهم.
ماذا نحتاج….؟؟؟؟؟
نحتاج الي كفاءة أكبر في إدارة الدولة، كفاءة لا يجب التنازل عنها ، و إختيار للأفضل ، وتجديد للدماء دورياً ، وإحترام العلم والعلماء ، ورفع سقف الأحلام”
وفى النهاية إلتف الحضور حول الدكتور بدراوي لأخذ اللقطات التذكارية معه وقاموا بأخذ توقيعاته علي كتابه” مصر التي في خاطري” الصادر عن دار المحروسة في أجواء مليئة بالمحبة والإحترام.