سباق السرعة مع كورونا
د حسام بدراوي
قال لى الشاب المتمكن تكنولوچيا، ومعه زملاؤه: ما رأيك يا دكتور لو قررنا أن نكون حكومة ظل لا مركزية شبابية رقمية تساعد الحكومة الشرعية التقليدية وتكون ذراعا لها.
قلت: الحذر يا شباب، فنحن مع الشرعية والقانون وقد يظن بعض القائمين على الأمر من ضعاف الخيال أنكم تزاحمونهم على سلطة.
قالوا: ونحن أيضا نحترم الشرعية والقانون. القضية أن الشعب كله يتكلم ويفتى فى السوشيال ميديا، يتلقى كل فرد عشرات البوسترات والتقارير ولا يوجد من يغربلها لنا ويعود بالمرجعيات العلمية إلينا قائلا هذا صحيح وهذا غير صحيح. ويزيد على ذلك أن قرارات الحكومة وإن كانت صحيحة فهى تلاحق الأحداث ولا تسبقها.
إنه سباق سرعة مع الوباء وليس سباق حقائق وإجراءات فقط.
قلت: وماذا تقترحون؟
قال واحد منهم: سنبدأ بما لم تبادر به الحكومة اللامركزية، وسيخرج منا المسؤول التنفيذى للمحافظ، وليكن فى محافظة [ +.] فى ويب كاست على الهواء وفى الإذاعة المحلية التليفزيونية فى محافظته ليتكلم مع مواطنى المحافظة.
وسنفترض أنه سيذكر الحقائق الإحصائية فى محافظته.. مثلا عدد القرى والمراكز والمدن/ عدد السكان بتقسيماتهم العمرية والجنسية فى كل مكان/ بالذات عدد كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة وأماكن تواجدهم. ثم ينتقل السيد المسؤول التنفيذى للمحافظ إلى إحصاءات أخرى عن عدد المستشفيات الحكومية والجامعية والخاصة /عدد أسره العناية المركزة فى كل منطقة جغرافية و/عدد أجهزة التنفس الصناعى الموجودة بالخدمة/ عدد الأطباء وأعضاء هيئة التمريض المتاحين فى المحافظة.
طبعا مع توزيع الصيدليات الجغرافى..
ونتصور يا دكتور أن لديه علما بالمستلزمات الطبية والمستهلكات اللازمة للمواطنين ولفرق الرعاية الصحية، متناسبا مع احتمالات عدد المرضى الذين قد يتفشى فيهم المرض.
طبعا فى إطار علمى للاحتمالات.
قالت زميلته: هذه كلها معلومات إحصائية نتصور وجودها، وسننتقل إلى النقطة التالية اللازمة لديناميكية العلاقة مع السكان، وإيضاح أهمية العزل وعدم الاختلاط بالإضافة إلى وسائل زيادة المناعة وتحديد النصائح المتفق عليها وقولها وتوزيعها.
قال زميلها: الآن على الفريق المسؤول أن يظهر حماية المحافظة صحيا وينادى عليهم بالاسم ليعرف المواطنين أنه لا يعمل وحده وأن هناك رؤية احترافية لمواجهة الموقف، تتلقى قواعد عامة للتصرف من الحكومة المركزية ولديها المرونة اللازمة على أرض الواقع للتصرف.
ثم يجىء وقت الإجابة عن الأسئلة الهامة للمواطنين:
– ما هى حقيقة انتشار الفيروس فى المحافظة، فى كل نجع وقرية.. وحى فى مدينة!.
– ماذا لو لدى المواطن أعراض خفيفة، ما هى، أين يتوجه؟.
– ماذا لو عند المواطن أعراض حادة، كيف يمكنه إجراء اختبار ليعرف إن كان مصابا بالكورونا من عدمه؟.
– إذا كان التحليل سلبيا، فهل يستمر فى عزل نفسه والى متى؟.
– وإذا كان الاختبار إيجابيا، فإلى أين نذهب؟، يريد كل مواطن أن يعرف إلى أين يذهب؟.
– وإذا كانت الحالة تستدعى عناية مركزة، فإلى أين؟.
– وماذا إن لم يكن هناك أماكن فى الرعاية المركزة؟.
– هل يمكن استخدام علاج الملاريا كما يشاع فى علاج فيروس كورونا؟.
– وإذا شفى المواطن فماذا بعد الشفاء!!.
– وإذا مات المريض فلماذا الحظر على الدفن كما نسمع؟.
يجب الإجابة عن أسئلة المواطن البسيط الذى يريد تعليمات محددة متناسبة مع مكان سكنه ونوعية حياته ودرجة تعليمه ومعرفته. وعلينا واستخدام السوشيال ميديا بما يفيده وييسر حياته.
قالت شابة أخرى: أتصور أيضا أن هناك خدمة ٢٤ ساعة ومكانا تواصليا للرد على أسئلة المواطنين من مكتب فريق العمل للمحافظة، مهما كان تكرارها ومهما اعتبرناها بسيطة وواضحة.
قال شاب آخر: هناك العديد من شباب الأطباء الذين يحتاجون التشجيع والمساندة وأتصور أن يتم تدريب أطباء كل مستشفى وإعادة توزيعهم على الأقسام.. وإعلان جاهزية كل قسم بأطبائه وطاقم تمريضه.
كذلك تدريب أطباء الامتياز فى كليات الطب وتوزيعهم على المستشفيات.. بالإضافة إلى استدعاء أطباء وزارة الصحة الذين قد يكونون قد خرجوا من الخدمة.
قالت زميلته: كنت أتصور كذلك أن يتم الإعلان عن قيام وزارة الصناعة، الصحة والتصنيع الحربى، بمناقشة تغيير خطوط الإنتاج لعدد من الشركات للعمل على تصنيع أجهزة تنفس صناعى.. كمامات ومواد معقمة.. سراير.. محاليل وأدوية.. وكل ما نحتاجه فى حالة الانتشار.
قال شاب آخر: ولماذا لا يشارك القطاع الخاص الطبى فى المساهمة مع الدول فى تحمل العبء. يجب أن يتم حصر المستشفيات الخاصة المؤهلة والوصول لاتفاق مع إدارتها، على توفير أقسام لمواجهة الفيروس وتدخل الدولة لتتحمل النفقات.. سواء بإسقاط الضرائب أو بمساهمة مباشرة من الدولة.. أو مساهمة من المستشفيات الخاصة.
قالت واحدة من الشباب: أتصور بروتوكول تعاون مع شركات التليفونات المحمولة لربط المستشفيات الميدانية، بالمستشفيات الحكومية، بالمستشفيات الخاصة، بمستشفيات القوات المسلحة وبوزارة الصحة.. وجهاز التعبئة والإحصاء. فلديها الانتشار والتقنية وأعلم أنهم يساعدون فى برامج التأمين الصحى.
نقل المعلومة وتحليلها ومعرفة الإحصائيات الدقيقة أساس للقرارات الحيوية.
قلت: الحقيقة أنا فخور بكم وبطريقة تفكيركم، وأذكركم أن أغلب ما عبرتم عنه قد تكون الدولة قائمة به بلا إعلام كاف.
ولعلنا قد نفيد القراء بوضع بار كود لأفضل ما كتب على هذا الوباء علميا، كنوع من غربلة فيضان المعلومات الذى قد تتوه الحقيقة بداخله.