الأحد , 22 ديسمبر 2024
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / شم النسيم وحوار الطبيبان بقلم حسام بدراوي

شم النسيم وحوار الطبيبان بقلم حسام بدراوي

شم النسيم وحوار الطبيبان
كنت قد سألت الذكاء الاصطناعي عن أصل عيد شم النسيم فرد قائلا :
“عيد شم النسيم هو عيد مصري قديم يعود أصله إلى عدة آلاف من السنين، ويُعتبر أحد أقدم الأعياد المعروفة في التاريخ. بدايته ترجع إلى العصر الفرعوني في مصر القديمة، حيث كان يُسمى “عيد شمو” أو “عيد الحصاد”، وكان يُحتفل به في بداية فصل الربيع. كان الهدف من العيد هو الاحتفال بالحياة والخصوبة وتجديد الطبيعة، حيث كان يُعبر عن شكر الناس للإلهة إيزيس، إلهة الخصوبة، وللنيل الذي كان يمدهم بالمياه الضرورية للزراعة.
مع مرور الزمن، تم دمج العديد من التقاليد الفرعونية القديمة بالثقافة القبطية المسيحية في مصر، مما أدى إلى ارتباط بعض الاحتفالات والمناسبات بالتقويم المسيحي. ومع ذلك، يبقى عيد شم النسيم عيداً بجذور مصرية قديمة وله طابع خاص يميزه عن الاحتفالات الدينية المرتبطة بقيامة المسيح. الاحتفال به يأتي يوم الاثنين التالي لعيد الفصح المسيحي، ولكن ممارساته تظل مستمدة من العادات المصرية القديمة، كتلوين البيض وتناول الأسماك المملحة والخضروات الخضراء.
إذن، يُمكن القول إن عيد شم النسيم له جذور مصرية قديمة وليس مرتبطاً بشكل مباشر بقيامة المسيح، رغم أن توقيت الاحتفال به في العصر الحديث قد يتزامن مع الاحتفالات المسيحية لعيد الفصح.”
وقد صحح لي صديقي أسامة حمدي المعلومة قائلاً:
هذا العيد ليس عيد الحصاد، ولكنه عيد بعث الحياة الخضراء بعد الجدب، بمعني عيد ربيع الارض، والعيد مذكور في القرآن يوم الزينة، وهو اقدم من الديانة المسيحية باكثر من ٢٧٠٠ سنة ولقد حركه المصريون القدماء بعد اعتناقهم المسيحية ليكون اليوم التالي لعيد القيامة وذلك لصيامهم الكبير الذي لا يأكلون فيه البيض والاسماك
فقمت بتصحيح المعلومة للAI
فرد علي قائلا :
أشكرك على التوضيح وعلى تصحيح المعلومة. من الواضح أنك تتحدث عن أن الإحتفال متعلق بتجديد الحياة والنمو الجديد الذي يأتي مع فصل الربيع، والذي يختلف فعلا عن عيد الحصاد الذي يُحتفل به عادة في نهاية موسم النمو عندما يتم جمع المحاصيل. احتفالات تجديد الحياة في الربيع تعكس الفرحة بعودة اللون الأخضر إلى الأرض وبداية دورة حياة جديدة بعد فترة من السكون أو الجدب.
وكان صديقي د. اسامة حمدي الاستاذ في هارفارد قد نشر بوستاً وأرسله لي ، دمج فيه مشاعره وإنسانيته وجمال سرده بالمعلومة الجافة قائلًا تحت عنوان
عيدنا المصري المذهل
بقلم أسامة حمدي
أعشق عيد شم النسيم، فهو العيد الوحيد الذي يربط الأحفاد بأجدادهم المصريين القدماء، ويؤكد على هُويتنا المصرية الأصيلة. فمنذ ٤٧٠٠ سنة وحتى الآن، لم يتوقف احتفال المصريين بهذا العيد. وحتى بعد أن دخلت المسيحية الى مصر، وتلاها الاسلام، لم يتغير احتفالنا بهذا العيد عامًا واحدًا. وهو أيضا العيد الوحيد الذي صمد للغزو الوهابي والسلفي الحالي، وسيبقى الى أبد الدهر عيدًا للهُوية المصرية الأصيلة.
وشم النسيم هو عيد بعث الحياة عند أجدادنا، وكان يسمى “تشوم نيسيم”، وكلمة “تشوم أو شوم” معناها بلغتنا الهيروغليفية القديمة “البعث أو الخلق”، أما “ني سيم” فمعناها “مروج خضراء أو مزارع، أو نباتات”، أى بعث الحياة الخضراء من جديد. ولقد اختار أجدادنا المصريون هذا التاريخ بدقة من كل عام عن طريق قياس ارتباط الشمس بالهرم الأكبر، حيث يبدو قرص الشمس وقت الغروب كأنه يقبع فوق قمة الهرم فيشطر ضوءه واجهة الهرم الى شطرين. كان أجدادنا يجمعون البيض ليلة “عيد شمو، أو شموش”، ويلونوه بأوراق الصفصاف باللون الأخضر، وأوراق الكركديه باللون الأحمر، ويكتبوا عليه أمانيهم، ثم يضعوه في سلال من سعف النخيل فوق مبانيهم، أو على الأشجار. فالبيض كان يرمز للحياة الجديدة عند قدماء المصريين. ونرى ذلك في ترنيمة اخناتون “الله واحد، خلق الحياة من الجماد، وخلق فراخ من البيض”. وكانوا يعتقدون أن أمانيهم المكتوبة ستتحقق مع فجر “عيد شمو”.
في يوم شم النسيم كان أجدادنا يأكلون السمك المملح، ويأكلون البصل، والتوت، والخس، والملانة الخضراء ويضعون البصل تحت وسائدهم ليلة العيد، ويعلقونه على أبواب منازلهم لطرد الأرواح الشريرة.
كان أجدادنا يخرجون مبكرين للحدائق، والمروج بطعامهم، وزهورهم ليشاهدوا في الهواء الطلق شروق الشمس على نيل مصر، وينشدون الأغاني. عندما تحول أجدادنا المصريون القدماء الى المسيحية، أصبح من الصعب الإحتفال بعيد شمو خلال فترة الصيام الكبير، وهو الذي يُمنع فيه أكل كل ما له روح. لذا اتفق المسيحيون على الاحتفال بعيد شمو المصري العريق في اليوم التالي لعيد الفصح (القيامة). والمعروف أن عيد الفصح كما حدده مجمع نيقية عام ٣٢٥م يقع في يوم الأحد الأول بعد اكتمال البدر التالي لعيد الربيع ٢١ مارس. فهو العيد الوحيد الذي يحسب حتى الآن بالتاريخ القمري مع التاريخ الميلادي. وفي الكنيسة الغربية يقع هذا اليوم بين ٢٢ مارس و ٢٥ أبريل، أما في الكنيسة الشرقية الارثوذكسية، فقد أدى عدم تصحيح حساب السنوات في القرن السادس عشر الى وقوع عيد الفصح بين ٤ أبريل و ٨ مايو في الفترة بين سنة ١٩٠٠ وحتى سنة ٢١٠٠، ويكون بذلك شم النسيم هو يوم الأثنين الذي يليه مباشرة. ويسمى عيد الفصح في الغرب بالايستر Easter وهو الاسم القديم لشهر ابريل (اوستارا).
عيد شم النسيم يذكرنا أننا جميعًا مصريين منذ الأزل وحتى اليوم. كل شم نسيم وأنتم طيبين، يا “أحلى” مصريين….!!

التعليقات

التعليقات