الأحد , 22 ديسمبر 2024
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / علي مقهي “الحالمون بالغد”‏ -‏ الدبلوماسية الثقافية

علي مقهي “الحالمون بالغد”‏ -‏ الدبلوماسية الثقافية

الدبلوماسية الثقافية
بقلم ‏
د. حسام بدراوي
أستضافني‎ ‎بيت السناري التابع للقطاع الثقافي مكتبة الإسكندرية ضمن فعاليات تدشين منتدي مصر الثقافي، ندوة ‏تحت عنوان‎”‎المكون الثقافي وتأثيره في السياسات الخارجية المصرية‎” ‎برعاية مؤسسة السلام للثقافة والحوار ‏والفنون،‎ ‎كمتحدث رئيسي مصاحباً لمجموعة من القامات المصرية البارزة هم‎ ‎الدكتور علي الدين هلال أستاذ ‏العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والسفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق رئيس المجلس المصري للشئون ‏الخارجية، والأستاذ حلمي النمنم الكاتب الصحفي وزير الثقافة الأسبق.‏
نطوي الدبلوماسية الثقافية على تبادل الأفكار والقيم والتقاليد وغيرها من جوانب الثقافة بين الأمم والشعوب ‏لتعزيز الفهم والاحترام المتبادل. إنها ممارسة قديمة وأداة سياسة خارجية حيوية حديثة، تلعب دورًا متزايد ‏الأهمية في شؤون العالم.‏
‏ في العصور القديمة، كانت هناك تبادلات ثقافية من خلال التجارة، الفنون، والعلوم بين الحضارات المختلفة ، ‏المصريين و الفينيقيين، واليونان، والرومان، والصينيين. هذه التبادلات كانت تسهم في تعزيز الفهم المتبادل ‏والاحترام بين الشعوب المختلفة.‏
في العصور الوسطى، استمرت الدبلوماسية الثقافية من خلال التبادلات الثقافية والدينية واصبحت الجامعات ‏والمدارس الدينية في أوروبا والشرق‎ ‎مراكز للحوار بين الثقافات.‏
في العصر الحديث، بدأت الدول في استخدام الدبلوماسية الثقافية بشكل أكثر تنظيما كجزء من سياساتها ‏الخارجية. ففي القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، استخدمت القوى الاستعمارية الدبلوماسية الثقافية ‏لتعزيز سيطرتها الإمبراطورية ‏
‏ و بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت الدبلوماسية الثقافية جزءاً لا يتجزأ من العلاقات الدولية، حيث استخدمت ‏الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي الثقافة كأداة للنفوذ السياسي خلال الحرب الباردة.‏
منذ نهاية الحرب الباردة، تطورت الدبلوماسية الثقافية لتشمل مجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك الفنون، ‏والرياضة، والتعليم، والعلوم، والتبادلات الشبابية. المؤسسات مثل المعاهد الثقافية، المتاحف، الجامعات، ‏والمنظمات الدولية وكلها تاعب دوراً رئيسياً في تعزيز التبادل الثقافي والفهم المتبادل بين الدول والشعوب.‏
‏ ‏‎ – ‎هناك عدة نظريات تدعم تدعم المكونات الثقافية في السياسات الخارجية‎**‎‏ مثل
نظرية البناء الاجتماعي التي تؤكد‎ ‎على أن الهياكل الدولية مشكلة بصورة أساسية من خلال الأفكار والهويات ‏والقيم الثقافية. المعتقدات والتصورات الثقافية تؤثر بشكل مباشر على كيفية تفاعل الدول مع بعضها البعض.‏
كما توضح نظرية الاندماج الثقافي أن انتشار القيم والعادات والمعايير الثقافية عبر الحدود يمكن أن يكون له ‏تأثير مهم على العلاقات الدولية ويسهل على الدول تطوير سياسات خارجية متوافقة أو متفهمة لثقافات الآخرين.‏
أما نظرية الهوية الدولية فتركز‎ ‎على كيفية تشكيل الهوية الوطنية وإدراك الذات والآخرين لهذه الهوية من ‏خلال عدسة ثقافية. الهوية الثقافية تكون محورًا لتطوير وتنفيذ السياسات الخارجية، حيث تستند القرارات ‏السياسية على كيفية تمثيل الدولة لذاتها على الساحة الدولية.‏
تدعم نظرية التبادل الثقافي فكرة أن التفاعلات والتبادلات الثقافية بين الدول يمكن أن تؤدي إلى تحسين ‏العلاقات الثنائية وتطوير أسس مشتركة للتعاون. هذه النظرية تشدد على دور الدبلوماسية الثقافية كأداة في ‏السياسات الخارجية.‏
ولقد اكتسبت نظرية الحوار بين الحضارات زخمًا بعد نهاية الحرب الباردة، وتقوم على فكرة أن التفاهم ‏والاعتراف بالتنوع الثقافي والديني يمكن أن يسهم في الحد من التوترات الدولية ويعزز السلام والاستقرار ‏العالميين.‏
إن لقوة الناعمة هي مفهوم طوره جوزيف ناي في أواخر القرن العشرين، و تشير إلى القدرة على التأثير في ‏الآخرين وجذبهم للحصول على النتائج المرغوبة من خلال الجاذبية والإقناع والقوى الثقافية والقيم السياسية، ‏بدلاً من الإكراه أو الدفع المادي ‏‎(‎القوة الصلبة‎). ‎ويُنظر إلى القوة الناعمة على أنها تكمل القوة الصلبة وليست ‏بديلاً عنها في السياسة الخارجية. ‏
جوزيف ناي، نفسه، عرّف القوة الناعمة بأنها ‏‎”‎القدرة على التأثير في سلوك الآخرين للحصول على النتائج ‏المرغوبة من خلال الجاذبية بدلاً من الإكراه‎”. ‎يعتبر الثقافة، القيم السياسية، والدبلوماسية العامة الأدوات ‏الرئيسية لممارسة القوة الناعمة. ‏
الدول التي تتمتع بقدرة كبيرة على القوة الناعمة غالباً ما تستخدم مواردها الثقافية، مثل الأفلام، الموسيقى، ‏والأدب، إضافة إلى ترويجها لقيم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان، لتعزيز صورتها في العالم وللتأثير على ‏الرأي العام العالمي. هذا النوع من التأثير يمكن أن يجعل الدول أكثر قدرة على تحقيق أهدافها الخارجية بطرق ‏تكون أقل تكلفة وأقل خطراً من استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية.‏
الفكرة وراء القوة الناعمة هي إن الجاذبية الثقافية وقيم الدولة يمكن أن تكون موارد هامة تعادل، وفي بعض ‏الأحيان تتفوق، على القوة العسكرية والاقتصادية. ‏
لا ننسي أن الفيلم المصري اسمه في الشرق الأوسط ” الفيلم العربي” وأن النقود في أغلب الدول العربية ‏اسمها ” مصاري” تأكيدا لريادتها. كذلك فإن الثقافة المصرية استوعبت كل من أتي اليها صديقا او حتي محتلاً ‏ومن المعروف أنه كانت شهرة أي فنان تبدأ من مصر وأن مصر وحدها الآن تستوعب ٩ مليون عربي الآن ‏بدون تسميتهم لاجئين. ‏
مصر كانت تبعث المدرسين إلي كل مدارس العالم العربي بعد رحيل محتليهم وفي أحيان كثيرة تدفع مرتباتهم ‏الحكومة المصرية ، والأزهر الشريف يستقبل الطلبة إلي الآن وهو دور كانت تقوم به جامعات مصر أيضا. ‏
زعماء وملوك ووزراء في الدول العربية تعلموا في مصر ولابد ان زعامة مصر في التعليم والثقافة كان لها ‏ابلغ الأثر علي كثير من البلدان المحيطة بها.. وقد كان دور مصر الأفريقي يتعدي الجانب التجاري والعسكري ‏الي احتواء ومساندة العديد من الشعوب الأفريقية. ‏
في عصر العولمة، حيث يتم تبادل المعلومات والثقافات بسرعة فائقة، أصبحت القوة الناعمة أكثر أهمية من أي ‏وقت مضى. إنها تلعب دوراً حاسماً في تشكيل الصورة الدولية للدول وتأثيرها على الساحة العالمية.‏
ان آليات الدبلوماسية الثقافية متعددة‎ ‎ويلعب الملحقين الثقافيين دورا في غاية الأهمية لا يجب أن يُؤخذ كوظيفةً ‏عادية بل لابد ان من يشغله يكون قادرا علي نشر الثقافة .‏‏
‏ ان البروتوكولات والاتفاقيات الدولية بشأن الحفاظ على الثقافة هامة جدا و تشارك مصر بنشاط في هذه ‏الاتفاقيات‎ ‎بهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي، ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، وضمان ‏استرداد الآثار التي تم تصديرها بشكل غير قانوني. من خلال هذه الجهود، تعزز مصر التعاون الدولي وتؤكد ‏على الأهمية العالمية للحفاظ على الثقافة.‏
كذلك لا يجب ان ننسي الدعم للمغتربين المصريين والشتات الثقاف والمحافظة على علاقات قوية مع جالياتها ‏في الخارج، وتدعم الفعاليات الثقافية والمجتمعات في الخارج التي تساعد على نشر الثقافة المصرية وتعزيز ‏الشعور بالمجتمع والهوية الوطنية بين المصريين الذين يعيشون في الخارج.‏
تؤكد كل هذه الأمثلة على كيفية استخدام مصر لبُعدها الثقافي ليس فقط كامتداد لسياستها الخارجية ولكن كأصل ‏استراتيجي لتعزيز حضورها العالمي، وتعزيز الشراكات الدولية، وترويج التفاهم والاحترام المتبادل بين الأمم.‏
لدينا ما هو ليس لغيرنا ، علم المصريات، أو ‏Egyptology، و قد يلعب هذا العلم دورا في الدبلوماسية ‏الثقافية بالمساهمة ‏‎ ‎في إحياء الاهتمام بالتراث والثقافة المصرية، مما يعزز الهوية الوطنية لمصر ويبرز أهميتها ‏على الساحة العالمية و تعزيز السياحة والشراكة في الاكتشافات الأثرية والمعارف الجديدة التي يقدمها علماء ‏المصريات مما يدعم الاقتصاد المحلي ويعزز الدبلوماسية الثقافية.‏
كذلك تسلط عمليات الترميم والحفاظ المستمر على الآثار المصرية‎ ‎الضوء على أهمية الحفاظ على التراث ‏العالمي، مشجعةً الدول الأخرى على دعم هذه الجهود.‏
كذلك تقوم الأبحاث والدراسات المشتركة بين العلماء في مصر وعلماء من كل الحنسيات حول مصر القديمة، ‏دورا يسهل تبادل المعارف والتجارب بين الأكاديميين ويعزز العلاقات الثقافية ما بين البلاد.‏
بفضل التقدم في علم المصريات، يمكن إعادة سرد بعض جوانب التاريخ المصري بطرق أكثر تفصيلاً ودقة، ‏وهذا يسهل على الجهات الدبلوماسية استخدام هذه المعلومات لتعزيز صورة مصر كمهد للحضارة الإنسانية.‏
‏—‏
مصر، بتاريخها العريق وثقافتها الغنية، تملك موارد ثقافية هائلة يمكن أن تستخدمها بفاعلية في الدبلوماسية ‏الثقافية على الساحة الدولية. الدبلوماسية الثقافية تعتمد على استخدام الثقافة كوسيلة لتعزيز العلاقات الدولية، ‏وتشجيع التفاهم المتبادل وتعزيز السلام بين الدول.‏
، قد يرى بعض المحللين أنه لا يزال هناك مجال لتعزيز استخدام القوة الثقافية المصرية بكفاءة أكبر في ‏الدبلوماسية الدولية. تحسين الاستراتيجيات والبرامج الثقافية، و زيادة المبادرات لتبادل الخبرات الثقافية، وتقوية ‏الشراكات الدولية التي من شأنها أن تعزز دور مصر الثقافي على الساحة الدولية.‏

 

May be an image of ‎1 person and ‎text that says '‎،مصر يخهاالعربق وثقافته االغنية تملك موارد ثقافية هائلة بمكن مها تستخد بفاعلية فى الدبلة الدبلوماسية الثقافية على ساحةالدولي الساح دولية دبلوماسية الثقافية تعتمد على استخدام الثقافة كوسيلة لتعزيز العادقات دولية وتشجيع التفاهم المنبادل وتعزيز السلام بين الدول الأمم مقهر المون بالغر" حسام .حسام_بدراوی يكتب الشفاهم الاحترا المنیادل احیان مجتليهم Egyptology والنحاف العالم العربي والشراک ويمز دالشوة الحرب .الياردة والحفاط للتقود السباس الدول الستاری القايم التحاظة لعالدقات النضافى مطرف المناريخ للحضارة لإنسانية الأطلام الحفاط التحاطية التفاعم المتباء العالم التعافية وتقوية الشعو احةاللولية اللشافي وأصبحت القتافية الحارجی بعدف الشقافية‎'‎‎

التعليقات

التعليقات