الخميس , 20 فبراير 2025

في مولد النبي

وسط جنون التطرف والعنف وقطع الرقاب باسم الإسلام، وجدتنى أفكر فى عيد مولد سيدنا محمد بشكل مختلف، أفكر فيه كإنسان جميل، دمث الأخلاق، من قبل أن يكون رسولًا ونبيًا يمثل قلب وركيزة الدين الإسلامى فى كلامه وأفعاله.

حكمته فى نشر رسالته بالحسنى والموعظة والمودة والرحمة، حتى فى لحظة انتصاره يوم فتح مكة.

وإدراكه لبشريته عندما يقول لأنصاره أن يناقشوه، بل يصححوا قراراته فى الحرب، هو رسالة باللجوء إلى التخصص وقت اللزوم.

وعندما وافق على صلح الحديبية، رغم اعتراض أقرب مستشاريه على عدم ذكر أنه رسول الله فى الديباجة، وعندما أقر شعائر الحج كما هى قبل الإسلام، وأعطى «أبوسفيان»، قائد الكفرة، مكانه وقيمته، كان سياسيًا لبيبًا، يرى المستقبل ولا يغرق فى اللحظة، وجامعًا للناس وليس مفرقًا بينهم.

قوته فى إعلان أن الله لا يغير مواثيقه لبشر عندما خسفت الشمس أثناء دفنه ابنه «إبراهيم» هى درس إنسانى من الدرجة الأولى لعدم استغلال الفرص كذبًا لإعلاء رسالته مهما توافقت الظروف.

حبه لابنته، واعتراضه على زوج ابنته عندما أراد الزواج عليها، كان إنسانيًا بامتياز.

سيدى وحبيبى محمد كان رجلًا جميلًا فى أخلاقه، رحيمًا بمَن حوله، حكيمًا فى قوله، حافظًا لعهوده، وجمع بين الوالد الراعى، والزوج الرائع، والقائد الناجح، والسياسى اللبيب، والنبى الحبيب، والفيلسوف، والإنسان.

هو الوحيد الذى أكمل رسالته ووثَّقها وعاش كلام الله مَثَلًا يُحتذَى به.

فى ذكرى يوم مولدك، أُغمض عينىَّ وأرسل لك رسالة حب وشكر وعرفان واحترام، فأنت المَثَل الأعلى بين خلق الله.

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠