سألتني حفيدتي اليوم سؤال يستحق النقاش؛ ماهو الضمير ؟
ويعني إيه واحد عنده ضمير؟!
أنا أجبت عليها مباشرة قائلا:
إنه إحساس بتقييم الإنسان لنفسه بنفسه حسب مجموعة من القيم الأخلاقية التي ترسبت في وجدانه عبر التجربة والحياة عما هو صح وما هو خطأ وهو في هذه الحالة نسبي لكل واحد من البشر، والضمير يقوم بمعاتبة الشخص لنفسه إذا تبين هذا الخطأ نتيجة تقييمه لنفسه أو أحيانا نتيجه تقييم الآخرين له اذا كان بالغ الحساسية لتقييم الآخرين له بغض النظر عن قيمه الشخصية.
والضمير قد يبالغ في القسوة علي النفس احيانا بالمبالغة في تقدير الأخطاء.
لكن في الحقيقة لا أعتقد أني يسرت الأمور عليها
وبيني وبين نفسي قلت جائز أن جوهر فلسفة الأديان تاريخيا كانت بهدف خلق ضمير جمعي للصواب والخطأ المطلق حسب معايير إلهية حتي لا يكون نسبيا من شخص إلى آخر. يعني بناء قاعدة أخلاقية للمجتمعات. لكن احنا حولنا الدين إلى تقديس وسائله وليس قلبه
وسمعت حكيم يقول : الضمير هو ذلك الجزء من الذهن، المسؤول عن المسار الأخلاقي للإنسان، إنه الذي ينقل إلينا التعليمات والتحذيرات لنقـــوّم ونتحكَّم في نوعية الأفكار التي نفكِّر بها، والتصرفات التي نتصرفها، بحيث يجعلنا نتألم ونشعر بالذنب عندما نقوم بأمور لا تنسجم ومبادئنا الأخلاقية. الضمير يحثنا على تفضيل الصواب والصلاح والخير، على الخطأ والطلاح والشر. الضمير يوجِّهنا عبر إعطاء حُكْمه، في ما قد فكَّرنا به، وتصرَّفنا بموجبه، وفيما ننوي أنْ نفكر به، ونتصرف بموجبه.
قال المفكر الفرنسي، فيكتور هوجو، “الضمير هو صوت الله في الانسان”
.ويقول أيضا في كتابه العبقري البؤساء
-«الضمير هو حلبة تتبارى فيها الشهوات والتجارب وكهف الأفكار التي تثير فينا كوامن الخجل أو القبح»
ويقول الفيلسوف اليوناني “سقراط: “كما أنَّ القانون يمنع الإنسان من التعديات، هكذا فإنَّ الضمير يمنع الإنسان من القيام بأعمال الشر”.
اللوحة بريشة د بدراوى