الجمعة , 21 فبراير 2025
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / روزاليوسف 2005 – ثقافة الباب الواحد

روزاليوسف 2005 – ثقافة الباب الواحد


مشاهد حولنا تتكرر في أماكن مختلفة بأشكال مختلفة ولكنها تعبر عن ثقافة معينه أسميتها مجازا ثقافة الباب الواحد أثار ذلك في نفسي المأساه التي حدثت فى بني سويف فى مقر الثقافة الذي أغلقت فيه الأبواب مما منع الحاضرين من المغادرة وأدى بجانب عوامل أخرى متعددة إلى مأساة انسانيه يجب دراستها حتى نغير أسلوب التعامل مع الجمهور ، ونلقي الضوء علي ثقافة يمثلها العديد من التصرفات في مواجهة حركة المواطنين وحريتهم في الانتقال .. وقد تكون لها انعكاسات سياسيه. وأعطى لذلك أمثلة متعددة.

1.على طريق المحور الذى يربط القاهرة بمدينه اكتوبر، وعلى طريق المنيب الذى يربط العاصمه بالقاهرة الجديدة وفى العديد من الطرق الواسعه الجديدة التى تتعدد فيها حارات المرور ويغلق المسئوليين عن المرور اثنين أو ثلاثة منها لتمر السيارات من حارة واحدة أو أثنين فقط بكل مافى ذلك من تعطيل للحركة و السيولة التى تحسب على أساس أضيق نقطة فى الطريق.. وأتساءل دائما عن الهدف من ذلك الذى غالبا يبدأ باجراء أمنى وينتهى بنمط متكرر حتى يصل الي بناء مظلات بصفة دائمه على الطريق ويصبح غلق المتاح من الحارات وكأنه اجراء طبيعى يعتاد عليه الجمهور وحقا لايمكن سحبه من الجهة التي أغلقته بلا معنى ولاسبب أراه مناسبا ، والا ما كنا بنينا الطريق أساسا بهذا الشكل .

2. عند الوصول الي مطار القاهرة .. مقارنا ذلك بالمطارات العالمية المعروفه وخصوصا عندما يتعدد وصول الطائرات ويزدحم المكان وتجد أن حارات الدخول القليلة المتاحة مغلقة الا واحدة أو أثنين .

3. في مباراة مهمة لكرة القدم في استاد القاهرة والذي يأتى أليه ألاف المشاهدين ، ومئات السيارات فى نفس الوقت .. وتتواجد به عشرات المداخل ، ونجد أنفسنا أمام ضغط غير عادى حول باب أوأثنين للسيارات وتغلق عشرات الابواب للسماح للمشاهدين بالدخول من عدد قليل ويزداد الازدحام بلا منطق ولا معنى وحتى هذا أصبح الآن رفاهية، لآن الاستاد أصبح كله مغلقا منذ زمن طويل أمام الآحداث الرياضية .
عشرات النماذج مثل تقديم أوراق التقديم للجامعات أو سداد فاتورة في مكان حكومى ،أو المرور من بوابات الطرق السريعة .. الثقافة هي .. اغلاق المنافذ الا قليلا حتى يمكن التحكم فى حركة الناس .. أو منع من ليس له حق .. حتى ولو أدى ذلك الى عذاب كل من له حق الحركة السلسة السريعة الميسره بأحترام وبساطة .
انها ثقافة المراقبة والتحكم ،وأولوية المنع والشك والاتهام وعلي حساب أولوية التيسير واحترام الوقت والآنسان فلا مانع من تعذيب 99.5% من الجمهور حتى لاتسمح ل0.5% من الذين لانرى لهم الحق في ذلك من الحركة، أننا نستطيع ببساطة أن نلقي الضوء علي هذا المعني وانعكاساته السياسية وفي تطبيق الديمقراطية.

 

558564_241071686015802_862484177_n

 

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠