الأحد , 22 ديسمبر 2024
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / هدم التراث والمقابر رغم وجود بدائل – حسام بدراوي

هدم التراث والمقابر رغم وجود بدائل – حسام بدراوي

هدم التراث والمقابر رغم وجود بدائل
مشاعر الأسر لها احترام
بقلم حسام بدراوي
آلامتني دموع زوجتي ، وحزن وغضب أخوها علي هدم المقبرة التي تحتوي رفاة والدهما العظيم حسن أبو باشا واسرته. وتأثرت واوجعني قلبي عندما علمت أن المقبرة مدفون بها اكثر من مائة متوفي من اسرتهم.
ونظرت حولي وتعرفت علي أسر وشخصيات تعاني نفس المعاناة وبحثت عن سبب قسوة الدولة وعنفها في الهدم بدون مراعاة للتاريخ فلم أفهم.
وجدت مقالين ، واحد مؤلم وواحد مضحك ولكنه ضحك نابع من الألم ورأيت مشاركتكم فيهما.
الأول الاستاذ مصطفي عبيد ومنشور في جريدة الوفد ويقول فيه:
وجعنا المشهد: حجارة متناثرة، وخيط غبار يلف المكان، وشاهد قبر مُلقى على الأرض، وخواء تام.
تتكرر الصورة من قبر لقبر، ومن علم لآخر، بآلية متسارعة، تعكس نظرة ازدرائية لعظماء سبقونا، أبدعوا، وأنتجوا، وملأوا الأرض نورا وعمرانا.
ما يحدث فى مقابر رموز مصر يستحق أكثر من وقفة. فالأمر ليس عفويا ولا يعكس جهل السادة المسئولين عن مد كوبري، أو شق طريق جديد، بقيمة رجل مثل أحمد شوقي، أو حافظ إبراهيم، أو محمد رفعت، ومحمود سامى البارودي، وطه حسين، وغيرهم فقط.
لذا فثمة شعور طاغ بتعمد العبث بمقابر رموز الإبداع والفكر والفن فى سيناريوهات خيالية حول مؤامرة مُدبرة غرضها محو ريادة مصر الحداثية للمنطقة. ربما لا يكون الأمر كذلك، لكن ما يحدث مؤلم ويستحق تدبرنا.
لو كان أمير الشعراء أحمد شوقى إنجليزيا، ولو كان شاعر النيل حافظ إبراهيم فرنسيا، ولو كان القارىء البديع محمد رفعت أمريكيا، لتحولت قبورهم إلى مزارات، ولتم الاعتناء بشواهدها، ولامتلأت حرماتها بالورود، ولغسلت لوحاتها الرخامية كل يوم، فالوفاء للعظماء دليل تحضر، وبرهان جمال، ودافع اقتداء.
وما يستخلص من الأزمة هو انطفاء تأثير القوة الثقافية الناعمة فى القضايا العامة. فقبل أيام نبهنى الصديق الناقد والشاعر سيد محمود إلى أن استمرار الاعتداء على الذاكرة المعمارية والحضارية لمصر يعكس فى المقام الأول غياب النخبة المثقفة الواعية مثل يوسف إدريس، ونعمات أحمد فؤاد، وأحمد بهاء الدين، وجمال الغيطاني، والتى لم تكن لتسمح بمثل هذا العبث.
وأنا بالقطع أختلف مع الصديق المثقف؛ لأن الحقيقة هى أن النخبة المثقفة فى مصر حاضرة ويقظة. والإشكالية الفعلية تتمثل فى سيادة اللامبالاة وعدم الاكتراث من جانب الحكومة تجاه المثقفين.
لقد بُحت أصوات إبراهيم عبد المجيد، وأحمد الخميسي، وعاطف معتمد، ولوتس عبد الكريم، وأنور الهواري، وخالد فهمي، ومحمد عفيفي، وغيرهم، وهُم يستحلفون صناع القرار ألا يهدموا مقابر الرموز.
تلك معضلة الهجمة الشرسة على تراث مصر الحضاري، فالحكومة تنظر للمثقفين باعتبارهم «أفندية» متحذلقين، مشاكسين، حرفتهم الاختلاف، وبضاعتهم الكلام والكلام، ولا يفهمون شيئا فى الواقع العملي، وأنها وحدها من تفهم وتعى وتُحسن الفعل.
مصر لم تعدم مفكرين وعباقرة ونجباء وأصحاب رأى شرفاء يُمكن أن يكونوا بمثابة ضمير مُنبه تحت لافتة وحيدة هى مصلحة الأمة، وقضية هدم المقابر من القضايا المُلحة.
المقال الثاني المضحك الباكي يقول:
كتب صديقي اليوناني الاصل والجنسيه المصري المولد والجنسيه والانتماء والروح وخفه الدم وهو من اهم مرشدي السياحه في مصر للسياح الاوروبيين … كتب ساردو هذا الطلب :
السيد الأستاذ / رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لإزالة الحاجات اللي مالهاش لازمة
تحيه طيبة و بعد،،،
بصفتي واحد من أبناء الوطن الشرفاء أتقدم لكم بخالص الشكر والتهنئة على ما تقومون به من عمل جليل من إزالة مباني قديمة يسميها الجهلاء مباني أثرية، و ما هي إلا تشكيلات معمارية عجيبة على زماننا هذا وأشك أنها تم بناءها بتصريح من الأحياء المختصة.
و أنتهز هذه الفرصة لإبلاغ سيادتكم بوجود ٣ مقابر بالقرب من منطقة نزلة السمان تشغل مساحة كبيرة جدا تزيد على عشرات الافدنة وكل مقبره منها كانت مخصصة لشخص واحد، وحتى هذا الشخص لم يجدوا جثته، و المقابر منسوبة لأسماء عجيبه: خوفو و خفرع و منقرع!!!
لذا نرجو من سيادتكم إزالة هذه التعديات واستخدام هذه المساحات الشاسعة لبناء مساكن للمصريين اللي مش لاقيين يسكنوا وعمل شبكة طرق وكباري تخدم على المنطقة الجديدة.
كما أتمنى -ومعي كل المواطنين الشرفاء- إزالة هذا الصنم الضخم العجيب اللي لا تعرفه هو راجل ولا أسد ولا معزة و مسميينه أبو الهول. ويمكن في هذه المساحة الشاسعة -مكان المدعو أبو الهول- إنشاء سوق تجاري open air و مركز كبير chill out و عدة محلات للكبده والسجق والكشري والشيشة وخلافه تخدم المنطقة، و بهذا نكون قد خلقنا منطقة كبرى متكاملة سكنية تجارية خدمية بدلا من وضعها المزري الحالي والغير القانوني.
و تفضلوا بقبول فائق أي حاجة…….
وقد اشتركت مع مجموعة من العلماء والسياسيين والمثقفين في كتابة وثيقة تعبر عن رأينا فيما يحدث مرفق محتواها في الصور.

التعليقات

التعليقات