الجمعة , 20 ديسمبر 2024
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / يوم ميلاد إبني حسن بقلم حسام بدراوي

يوم ميلاد إبني حسن بقلم حسام بدراوي

يوم ميلاد إبني حسن
بقلم
حسام بدراوي
الأمطار تسقط وكأنها تنبئ بقدوم الخير
في مساء يوم الجمعة ٢٢ اكتوبر عام ١٩٧٦ ، لا هي شديدة فتسبب المصاعب ولا هي خفيفة لا يُحس بها.
أنت في رحم أمك تطرق باب الخروج إلي الحياة ، وآلام انقباضات بيتك لمدة تسعة أشهر تقول لنا استعدوا ، وكلنا لهفة وشوق لرؤياك.
المكان : مستشفي الشبراويشي منتصف الليل ، وعمك حمدي في انتظار استقبالك ، وعمتك نادية في انتظار العناية بك بعد الولادة ، وأنا في قلق لأن مسار الولاده لا يبدو ممهداً.
لم يكن لدينا تكنولوچيا اليوم ولا الأجهزة التي تراقب وتعطي الإشارات ، وكان كل شئ يعتمد علي الحس الإكلينيكي والمهارة الطبية.
الساعة الثالثة صباحاً، ودقات قلبك تقول لنا انك متضايق من وضعك ، وآلام والدتك تزداد ، فلم نكن ايامها نستخدم مزيلات الألم كما نفعل الآن.
كان القرار هو اجراء عملية قيصرية لإخراجك لنور الحياة لتصبح نور عيوننا بعد ذلك.
غرفة العمليات غير جاهزة يا دكتور : هذا ما قاله الطبيب المناوب.
ماذا؟؟؟
غرفة العمليآت المجهزة في المبني الثاني للمستشفي ولابد من نقل والدتك خلال ممشي غير مغطي والمطر يهطل ، فأمسكنا بملاءة سرير فوقها وانطلقنا اليً المبني الآخر ودقات قلبك تقول لنا اسرعوا فلم تكن تستطيع الانتظار أكثر من ذلك.
الهول كان غياب ممرضة العمليات التي لا يمكن اجراء الجراحة بدونها. لم نعرف انها في أجازة وأن المستشفي لم تغطي غيابها.
جدك ابو باشا ، بما له من سلطات وقتها ذهب بنفسه مع سيارة الشرطة الي حكيمة العمليات أميرة في منزلها واستدعوها فورا ، فجاءت مهرولة لتعد غرفة العمليات ولزوميات الإجراء.
ساعد عمك في الاجراء د جمال أبو السرور لتخرج لنا قليل الوزن وتستقبلك عمتك باجراءات الإفاقة والإنعاش لتأخذ نفسك الأول صارخا فينا” اتأخرتوا عليا ليه”
وكانت الساعة الخامسة صباح يوم ٢٣ اكتوبر عام ١٩٧٦
تسميك كانت ميسرة فأنت حسن مثل جدودك الإثنين وكانا رجلين لا مثيل لهما.
جئت إلي الحياة فجعلت لحياتنا حياة ، وأدخلت البسمة الي وجداننا ، والسرور والبهجة لأيامنا.
ماذا أقول لك يا ابني ، وكيف أصف إحساسي بك وأنت طفل متميز في كل شئ ، رقيق المعشر ، مبتسم دائما وأنيق، ولك طلّة خاصة تحبب الناس فيك ، ويتعجب الجميع من سموك حتي في طفولتك.
انظر اليك الآن وأشكر الله علي نعمته علينا أنا ووالدتك وأختك وعائلتك كلها بوجودك ، فقد نقلت نجاحك الي الجميع وشملتنا بحبك رغم إخفائك لمشاعرك في أغلب الأحيان.
أنت الإبن البار الشهم ، انت الأخ الراعي والمحيط، وأنت الصديق المخلص المعين.
انظر اليك وأقول لنفسي ، هل هذا جهدي ووالدتك أم نحن كنا فقط رعاة خلقك وچيناتك التي أودعها الله لديك ، و أعتقد ان الله يحبك لأنه يحبب الناس فيك، وأوجد فيك بذور الرقي والسمو والسماحة رغم مايبدو من حدتك أحيانا ، وملأ وجدانك بالكرم والقدرة علي العطاء بدون أن تحس انك تعطي.
أحبك يا حسن واحترمك وأقدرك، وزاد علي ذلك رؤيتك كوالد “لكيان ” بحنانك ورعايتك ورقتك ، ورعايتك ومحبتك كوالد ” لملك” ” “وهبة”” وسارة”…
إذا كنت تود التعرف علي نفسك في صغرك ، فأنظر إلي إبنك “كيان” فهو كأنني أراك مرة أخري
سبحان الله
ان فخري بك كوالد ومحبتي لك كإنسان جميل ، وزهوي بك وإعجابي يجعلك أنت وداليا أجمل ما أعطانا الله من نعمه.
كل سنة وانت طيب يا حبيبي

التعليقات

التعليقات