الأحد , 29 سبتمبر 2024
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / يونيو بين الحق والباطل – بقلم حسام بدراوي

يونيو بين الحق والباطل – بقلم حسام بدراوي

يونيو بين الحق والباطل
بقلم
حسام بدراوي ‏
يونيو‎ ‎هو‎ ‎الشهر‎ ‎السادس‎ ‎في‎ ‎السنة‎ ‎في‎ ‎التقويم‎ ‎الجريجوري‎ ‎وأحد‎ ‎الأربعة‎ ‎شهور‎ ‎التي‎ ‎تتكون‎ ‎من‎ 30 ‎يوم،‎ ‎يسمى‎ ‎في‎ ‎العراق‎ ‎وبلاد‎ ‎الشام‎ ‎حزيران، ‎وأحياناً‎ ‎في‎ ‎مصر‎ ‎يونْيَه،‎ ‎وفي‎ تونس ‎والجزائر‎ جوان‏.‏
شهر‎ ‎يونيو‎ ‎هو‎ ‎أحد‎ ‎شهرين‎ ‎يحدث‎ ‎فيهما‎ ‎انقلاب‎ ‎الشمس‎ )‎الشهر‎ ‎الآخر‎ ‎هو‎ ‎ديسمبر،( ‎وفي‎ ‎هذا‎ ‎الشهر‎ ‎يتحول‎ مدار ‎السرطان‎ ‎في‎ نصف ‎الكرة‎ ‎الشمالي‎ ‎نحو‎ ‎الشمس‎ مما ‎يعني‎ ‎أن‎ 20 ‎يونيو‎ ‎أو‎ 21 ‎يونيو‎ ‎هو‎ ‎الانقلاب‎ ‎الصيفي‎ ‎الشمالي‎ والانقلاب‎ ‎الشتوي‎ ‎الجنوبي‎. ‎هذا‎ ‎يعني‎ ‎أن‎ ‎هذا‎ ‎التاريخ‎ ‎سيكون‎ ‎له‎ ‎أكثر‎ ‎ضوء‎ ‎نهار‎ ‎في‎ ‎أي‎ ‎يوم‎ ‎في‎ نصف ‎الكرة‎ ‎الشمالي‎ ‎والأقل‎ ‎في‎ نصف ‎الكرة‎ ‎الجنوبي‎. ‎هناك‎ 24 ‎ساعة‎ ‎من‎ ‎ضوء‎ ‎النهار‎ ‎في‎ ‎القطب‎ ‎الشمالي‎ و 24 ‎ساعة‎ ‎من‎ ‎الظلام‎ ‎في‎ ‎القطب‎ ‎الجنوبي‎.‎
يرتبط شهر يونيو في ذهني بحدثين هامين ، واحد منهم أثر سلباً في صنع مستقبل الشرق الأوسط والعالم وهو ‏هزيمة ‏‎67 ‎‏ الفارقة ، وواحد منهم وضع نقاطاً فوق الحروف وهو ‏‎30 ‎يونيو الذي أوضحت فيه الطبقة المتوسطة ‏في مصر بشبابها وكبارها قدرتهم علي تغيير الواقع عندما يريدون .‏
‏ كل شئ في التاريخ له بنيان وليس هناك صدف ‏‎.‎الواقع الاجتماعي في عهد عبد الناصر كان له بصمة علي بناء ‏الفكر السياسي في المستقبل،‎ ‎وفي بناء لحظة الهزيمة في يونيو ‏‎67‎‏ وتسلسل الاحداث بعدها الي اللحظة الحالية. ‏
في الستينات ، بدأ التعدي الممنهج علي الحريات والخصوصيات بلا رحمة، وربط مصير مصر بالإتحاد ‏السوفيتي ، وطرح أفكار اليسار التي تقترب من الشيوعية رغم الإعلان الرسمي عن عدم الانحياز السياسي ، ‏وهو ما أدي الي جعل كل شئ في مصر ملكاً للدولة ، وجعل كل المواطنين ، موظفين لديها ، بلا مبادرات فردية ‏أو أحلام شخصية..‏
كان نظاما خلق تناقضاً داخلي وداخل شباب مصر وقتها ونحن في مرحلة التكوين العقلي والوجداني بالفخر ‏بكوننا مصريين تأثراً بالحشد الذهني لأيديولوجيات الفترة الزمنية التي كانت مصر تعيش فيها، والألم من ظلم ‏و انتهاك الحريات التي كنا نراه حولنا وأحياناً يقترب منا، تناقضاً جعلني أرفض وأنا في المرحلة الاعدادية أن ‏أنضم لمنظمة الشباب التي كان كل شباب الوطن يذهبون اليها غصباً، وفي نفس الوقت أبكي علي وفاة عبد ‏الناصر وكأن مصر قد ماتت معه. ‏
هزيمة ٦٧ كانت ضربة قاسمة لي و لجيلي، وأنا في نهاية المرحلة الثانوية ، شعوراً بالمهانة وعدم تصديق كل ‏ما يقال لنا بعد ذلك. ‏
أثناء حرب ٦٧ كنت مثلي من شباب عمري نسير في الشوارع حيث نسكن ننادي بإطفاء الانوار حتي لا نتعرض ‏لقصف طائرات العدو ليلاً ، وفي أول يومين أذكر تكرار ندائي لوالدي من تحت منزلنا ” دخلنا تل أبيب ولا ‏لسة”. ‏
كان شعورنا وقناعتنا أننا الأقوى وأنها مسألة ساعات وتنتهي اسرائيل ونحن نقرأ كذب مانشتات الإعلام ‏بنجاحنا باسقاط مئات الطائرات المعادية والحقيقة كانت هزيمة جيشنا قاسية في أول ٦ ساعات من المعركة. ‏
تجربة طبعت الكثير في وجداني بين تناقضات سابقة لهذه الأيام وفخر ثبت كذب دعائمه في دقائق. ‏
قرأت بعد النكسة لنزار قباني :‏
إذا خسرنا الحرب لا غرابة ‏
لأننا ندخلها.. ‏
بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابة
بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة
لأننا ندخلها.. ‏
بمنطق الطبلة والربابة ،
خلاصة القضية ‏
توجز في عبارة
لقد لبسنا قشرة الحضارة ‏
والروح جاهلية… ‏
ما دَخل اليهودُ من حدودنا ‏
وإنما.. ‏
تسربوا كالنملِ.. من عيوبنا.‏
حتي وأنا أكتب هذه السطور بعد أكثر من نصف قرن من الزمان، يعود الي نفس شعور الألم الذي عاناه كل ‏شباب الوطن والذي لم يمحوه جزئياً إلا نصر أكتوبر ‏‎73‎‏ . ‏
عاد الجيش المصري منهزماً وأعاد شعب مصر لجيشه كرامته بانضمام متعلميه وشبابه بارادة حرة إلي تكوينه ‏فقام الجيش بمحو آلامه بعد ٦ سنوات من الألم والذل والمهانة. ‏
ولكني أفكر في نفس الوقت في وصف نزار قباني لموقفنا الحضاري و أخشي أننا لا زلنا منه نعاني . ‏
‏ إن ندوب جرح نكسة ‏‎67 ‎ما زالت آثارها تطاردني وأنا أبحث عن التنوير والحداثة رافضاً مجرد قشورهاً ، ‏وساعيا لحقيقتها وجوهرها. لذلك سيجد القارئ بين كلمات مقالاتي وكتبي بحثاً عن النور والتنوير والعلم ‏والمعرفة وإيماناً بفرصتناً في أطفالنا وشبابنا لكي يتحرروا من ثوابت سلفية تجعل مما هو إنساني ، إلاهي ، لكي ‏تتحكم في العقول ، ونفاق خَلَقه الخوف من السلطة الدنيوية ممن لا يؤمنون بحق المواطنين في الكرامة ‏والحرية. ‏
‏ أثناء ثورات الشباب أعوام ‏‎71 ‎‏ و ‏‎72 ‎‏ ، طلباً لاسترداد الأرض المحتلة في سيناء يذكرني بما يحدث في ‏الجامعات الأمريكية اليوم ضد القمع والإبادة للشعب الفلسطيني بحيوية شباب مصر في هذا الزمن ضغطاً من ‏أجل تحرير سيناء وازالة الاحتلال الاسرائيلي. ‏
‏ …كان التيار اليساري في بداية السبعينيات شديداً، والتيار الإسلامي السياسي ينمو بسرعة وعنف ، و يتوارى ‏تيار العقل بين واقع خلقه عبد الناصر وواقع أنشأه السادات ، و إتفاق مخابراتي أمريكي بنشر الفكر الوهابي في ‏مصر..‏
كانت ساحة جامعة القاهرة تصطدم فيها هذه التيارات ، ما بين يساريين نتاج منظمة الشباب والتنظيم الطليعي، ‏وما بين إسلاميين تنمو لهم مخالب بتمويل وتنظيم يعاد تكوينه، وبين تيار مدني ، يري في الحرية والديمقراطية ‏أملا لمصر وطريقاً لها، وكنت أنا من هؤلاء. ‏
كانت وسيلتي في المشاركة هي دخول اتحاد الطلاب ، وكتابة المقالات علي مجلات الحائط التي كان يمزقها ‏اليساريين والإسلاميين وهم أعداء بعض ولكن اتفقا علي عدم قبول الرأي الحر العقلاني..‏
ان الانتماء والوعي بالوطن تراكمي وخاص وجمعي في نفس الوقت ، ينمو بمعايشة وحياة مع الجغرافية ‏والتاريخ…‏
الجانب المشرق في شهر يونيو هو ثورة الثلاثين منه ، وهي أول ثورة في التاريخ محدده الزمن وقام بها سلمياً ‏الطبقة الوسطي في مصر لتغيير وضع سياسي وإعلان عن رفض الاخوان وحكمهم. ‏
أرجو أن لا تعتقد أي فئة من المجتمع أنها فوق المحاسبة أو الإرادة الجمعية للشباب المصري العظيم. ‏
أعود لهزيمة ‏‎67 ‎ونصر ‏‎73 ‎لأذكر الجميع الشعب المصري يملك حساً حضارياً اعمق واقوي مما يظن الكثيرين ‏‏.‏
أذكر الجميع ان الهزيمة كانت هزيمة لادارة الحكام للبلاد في ذلك الوقت الذي بالرغم من ذلك ساند جيشه ‏واستعاد أرضه. ‏
لم تكن حرباً دينية بل عمل وطني متكامل عمل فيه الشعب مع جيشه لتحقيق هدف مشترك بلا تفرقة بين ‏مؤسسات الدولة. ‏
ولكن ما لا يستسيغه عقلي أن العالم المتحضر يبني فلسفته في القرن الواحد والعشرين في التعامل مع البشر و ‏في انشاء القوانين المنظمة ، علي أسس دينية لا علاقة لها بالعلم. بل أن كل ثورة التنوير والجرأة علي التفكير ‏في العصور الوسطي الظلامية تفصل الكنيسة والمعبد عن ممارسة السياسة لأن رجال الدين في هذا الوقت ‏استخدموا الله بجلاله للتحكم في البشر ، ونعود نحن في القرن الواحد وعشرين ونسمح ونؤيد نموذج بناء الدولة ‏الدينية الصهيونية اليهودية القائمة علي تعليمات التوراة كما يقولون لشعب الله المختار دوناً عن بقية شعوب ‏العالم ووعده لهم بأرض فلسطين وحقهم في إبادة مالك الأرض ‏
وحماية الساميين اولاد سام بن نوح بالذات . واذا قالت الدراسات وعلم اللغات ان الساميين هم أيضا العرب قبل ‏العبرانيين يتغاضي عن ذلك لحماية نسل يعقوب جد بني إسرائيل .‏
ان ما شاهدته من محاكمة رئيسة جامعة كولومبيا المصرية نعمت شفيق واتهامها من السناتور الأمريكي لها انها ‏تسعي للعنة جامعتها لعدم إيمانها بالدفاع عن أولاد سام ابن نوح لهو ما لم أتخيله ولا اتوقعه. ‏
ألا ترون العته الذي تمارسه البشرية في الغرب نتيجة تحكم الصهيونية في عقول مالكي المال والسلاح والقوة ‏لتحقيق الإبادة لشعب فلسطين والتثبيت في الأذهان لأوهام حقوق تاريخية لشعب الله المختار وقلب المجرم ‏شهيداً والضحية مجرماً. ‏
إن ما أشاهده وأسمعه من رجال السياسة في الغرب الآن يبدو وكأنه عودة لعصور الظلام في أوروبا.إنها خطة ‏بدأت بإزاحة الشعب الفلسطيني عن أرضه ثم بهزيمة مصر في ‏‎67 ‎‏ ثم في حرب الإبادة التي يراها العالم الآن ‏‏…‏
ما لا أستسيغه ولا أتفهمه أيضا أن شعوبنا العربية كلها لا يخرج منها تعبير عن مساندة ولا رفض للإبادة التي ‏تمارسها إسرائيل. ‏
ما لا أستسيغه ولا أتفهمه‎ ‎ولا يصح أن ولا جامعة واحدة في العالم العربي سُمح لشبابها بإعلان سخطهم علي ما ‏يجري في غزة وفلسطين. ‏
إن كان هناك عته ديني سياسي في الغرب فهناك انبطاح واستسلام يكتفي بالبيانات في الشرق. ‏
‎“‎ما زال الأمل في مصر‎”‎‏. ‏

May be an illustration of ‎text that says '‎السهاسة الخحية المجرم وتعود بجلاله الإپادة شورةه التاريخ <<يونيو» بين الحق والباطل القائمة اتفهمه الغلاثين بداية السبعينيات التبار الپسارى اتفهمه الإرادة مابحری الم_والدل سنوات سططهم بالبيانات بمجحوا والهانة، أفكر نمر _ قبائی احصاری فر اح واستسلام الخطاية لأتا الجاي ဆိ၃ွပပ حسام_بدراوی 나날 N واقروع *·주-수 الحين bal الجفراهها والتاري ثورا .كالتمل .الإسرالیلی الألم جزلما! تحرب حرد_إلی تگوینه فشام الجيش مصر A وشياب‎'‎

التعليقات

التعليقات