سيمفونية الكون
بقلم
حسام بدراوي
كتبت منذ ٥ سنوات عن موسيقي الكون في محاولة لتيسير الفهم في مقال بعنوان ” الزمان والإنسان ” قائلا:
نعلم الآن أن الجسيمات الأولية التي تتشكل منها المادة، هي ما يسمي كواركات (التي تضم البروتونات والنيترونات) وليبتونات (تضم الالكترونات).
وتلك هي وحدة بناء المادة ، أي مادة في الكون كله ومكونة من أوتار خيطية: (String Theory).
ميكانيكا الكم أوضحت دمج الخاصية الجسيمية والخاصية الموجية ليظهر مصطلح ازدواجية الموجة -الجسيم ، فقد يظهر الجسيم كمادة أحيانا وكموجة أحيانا أخري.
وحقيقة أن كل جسيم داخل الذرة هو جسيم وموجة في نفس الوقت (ازدواج الوجود) تجعلنا نتفكر في طبيعة وجودنا.
والمذهل في إزدواج الوجود هو أن الطاقة تتواجد كمادة حسب شكل ذبذبات (الأوتار) المكونة للكواركات. .
ولكي أُقرب فهمي غير المحترف للقارئ ، فتخيل أن حروف اللغة ٢٨ حرف ولكن يمكن ان ينتج منها كل هذا المكتوب من الشعر والأدب عبر التاريخ …..وكل الموسيقي بكل اشكالها ونغماتهما تنتج من سلم موسيقي بسيط، وكل مادة الكون تنتج من ذبذبات الأوتار داخل الكواركات وكأن الخالق يعزف سيمفونية بتحريكه هذه الذبذبات كيفما أراد.
استنادًا إلى نظرية الأوتار الفائقة فإن الكون ليس وحيدًا، وإنما هنالك أكوان عديدة متصلة ببعضها البعض، ويرى العلماء أن هذه الأكوان متداخلة ولكل كون قوانينه الخاصة به، بمعنى أن الحيز الواحد في العالم قد يكون مشغولاً بأكثر من جسم ولكن من عوالم مختلفة.
إذاً يتبلور فهمي البسيط لجملة ” كن فيكون” ليصبح واضحاً في الذهن قدرة الخالق علي تغيير النغمة عندما يريد فتتغير المادة أو قد ينشأ خلق جديد ، والله أعلم. “