الأربعاء , 12 فبراير 2025
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / حسام بدراوي يكتب: لماذا نتعجب من نموذج يتكرر؟
Screenshot

حسام بدراوي يكتب: لماذا نتعجب من نموذج يتكرر؟

حسام بدراوي يكتب: لماذا نتعجب من نموذج يتكرر؟
قتل وتهجير وقسوة وإبادة غير إنسانية للشعوب
السياسي الحكيم الدكتور حسام بدراوي
عبر التاريخ الإنساني، وقعت حالات عديدة من التهجير القسري والإبادة الجماعية التي استهدفت شعوبًا بأكملها، وتم استبدالهم أحيانًا بشعوب أخرى.
أستراليا والأمريكتان هما من أبرز الأمثلة، لكن هناك العديد من الحالات الأخرى التي حدثت في مختلف العصور، والتاريخ واضح، وأترك للقارئ اكتشاف العامل المشترك:
غزو الأوروبيين للأمريكتين (1492 – القرن 19)
بعد وصول كريستوفر كولومبوس إلى الأمريكتين عام 1492، بدأ الأوروبيون في استعمار القارتين.
تعرض السكان الأصليون (الهنود الحمر) للإبادة الجماعية من خلال الحروب، المجازر، الأمراض التي نقلها الأوروبيون، والعمل القسري.
تم تهجير قبائل بأكملها، مثل مسيرة الدموع (Trail of Tears) للهنود الشيروكي في الولايات المتحدة.
بحلول القرن 19، كان معظم السكان الأصليين قد قُتلوا أو تم تهجيرهم، وتم استبدالهم بالمستوطنين الأوروبيين.
استعمار أستراليا وإبادة السكان الأصليين (1788 – القرن 20)
عند وصول المستوطنين البريطانيين عام 1788، كان السكان الأصليون (الأبورجينيز) يقدرون بحوالي 750 ألف نسمة.
تعرض الأبورجينيز للإبادة الجماعية من خلال المجازر، السياسات العنصرية، ونقل الأطفال قسرًا.
تم الاستيلاء على أراضيهم وإجبارهم على العيش في محميات.
استمر التمييز ضدهم حتى أواخر القرن العشرين.
تهجير الفلسطينيين (1948 – اليوم)
في نكبة عام 1948، تم تهجير حوالي 750 ألف فلسطيني قسرًا من أراضيهم أثناء قيام دولة إسرائيل.
منذ ذلك الحين، تعرض الفلسطينيون للتهجير المستمر، خاصة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
اقرأ أيضًا: حسام بدراوي يشارك في انطلاق معرض زايد للكتاب
الاستيطان الإسرائيلي المستمر يُعد محاولة لاستبدال السكان الأصليين بسكان جدد.
واليوم هناك محاولة لتهجير مليوني فلسطيني قسرًا من غزة.
التهجير القسري للأرمن (1915 – 1917)
خلال الحرب العالمية الأولى، نفذت الإمبراطورية العثمانية مجازر وعمليات تهجير قسري ضد الأرمن.
قُتل حوالي 1.5 مليون أرمني، وتم تهجير مئات الآلاف إلى سوريا والعراق.
الهدف كان التخلص من الوجود الأرمني في شرق الأناضول.
تهجير سكان القرم والتتار (1944)
في عهد ستالين، تم ترحيل 300 ألف من تتار القرم إلى آسيا الوسطى بتهمة التعاون مع النازيين.
مات حوالي 46% منهم بسبب الجوع والمرض.
لم يُسمح لهم بالعودة إلى القرم إلا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
المحرقة النازية (الهولوكوست) (1933 – 1945)
قتل النازيون حوالي 6 ملايين يهودي، بالإضافة إلى ملايين من الغجر، البولنديين، السلاف وغيرهم.
كان الهدف تطهير أوروبا من “الأعراق غير المرغوب فيها” واستبدالهم بالشعب الآري.
التطهير العرقي في البلقان (1991 – 1999)
بعد تفكك يوغوسلافيا، ارتكبت قوات الصرب والبوسنيين والكروات مجازر وتهجيرًا قسريًا.
شملت المجازر الكبرى مذبحة سربرنيتشا (1995)، حيث قُتل أكثر من 8,000 مسلم بوسني.
الخلاصة
نعم، التاريخ مليء بحالات التهجير القسري والاستبدال السكاني. ما حدث في أستراليا والأمريكتين مثال قوي على ذلك، لكنه ليس الوحيد. النمط المشترك في كل هذه الحالات هو استخدام العنف، الإبادة الجماعية، والسياسات العنصرية لاستبدال شعب بآخر.
إذًا، لماذا نستغرب؟!
لقد فعلها الأوروبيون من قبل، ولم يحدث شيء… فما الذي يمنعهم اليوم؟!

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠