التغيير
بقلم د حسام بدراوي
روزاليوسف 2/10/2005
إن العمل السياسي في المرحلة القادمة يحتاج بالإضافة إلي التغييرات الهيكلية في الأحزاب تغييرات في ثقافة العمل السياسي … فالأفكار التقليدية للمؤامرات السياسية والإيمان الراسخ لدي الكثير من العاملين في هذا الحقل أنه لا مانع في السياسة من الكذب أو خيانة الوعد أو أن المصلحة تقتضي احياناَ التعدي علي المباديء … كلها أفكار بالية قد إنتهي وقتها ولا يعني كلامي كما سيخطر علي بال بعض القراء – سذاجة في التعامل السياسي لأن ذلك هو محور التغيير الواجب في المرحلة القادمة ، فكما حدث في الإقتصاد وبين مؤسسات الأعمال وفي قطاعات أخري كثيرة وبين الدول علي كافة المستويات فإن التنافس بين الأفراد داخل الحزب الواحد أو في المجتمع والتنافس بين الأحزاب وبعضها داخل الدولة وبين السياسيين علي كسب أصوات المواطنين ، ليس مجالاَ مفتوحاَ بلا قواعد أو تنافس بلا مواثيق للشرف …او أن اعتبار الأساليب الخبيثة غير الشريفة ذكاء سياسياَ لمجرد أنه في النهاية يحقق الهدف ، وتصبح الوسيلة – ميكافيليا – مهما خرجت عن هذه المواثيق أمراَ مقبولاَ ومعترفا به .
لا وألف لا .. إن العمل السياسي والتنافسي فيه له قواعد ، وعليه قيود ومثله مثل أي عمل آخر تحكمه قواعد ومعايير وهناك مؤشرات لقياس جودته ، لذلك فإن دعوتنا من خلال موجة الإصلاح السياسي التي آراها ترتفع ، لما فيه مصلحة الوطن أن نحرر أنفسنا من ثقافة نشرناها بين الناس وأيدناها بتصرفات السياسيين عبر السنين … ونعلم ونؤكد أن الكذب والإلتواء والدسائس والغش وعدم إحترام العهد والخروج عن الشرف والتزوير والرشوة والبلطجة لا علاقة له بالسياسة ولكنه يرتبط بالساسة وإن الإصلاح السياسي يجب أن يشمل هذه الثقافة وعلينا أن نرفضها ونرفض من يمارسها لنخلق مناخاَ جديداَ من التنافس السياسي بمعايير حاكمة ونعطي لأجيالنا القادمة أملاَ ونموذجاَ جديداَ لمن يتولون المناصب السياسية .
إن المصداقية في العمل السياسي ترتبط بالأفراد والمؤسسات السياسية ، ولا ننتظر من المجتمع المشاركة الإيجابية بدون تغيير في شكل من يمثلونهم سياسياَ وإعطائهم مثلاَ في مكافحة الفساد السياسي وإغلاق منابعه ، بتغيير هذه الثقافة التي إعتاد عليها السياسيون لفترة طويلة … ولا يجب أن نستخدم هذه المعاني بلا مضمون … لأن المصداقية والشفافية والنزاهة والشرف لا يمكن فصلها عن الأفراد والمؤسسات التي ننادي بها