الخميس , 21 نوفمبر 2024
Home / بقلم د حسام بدراوي / بعد 25 يناير / د بدراوى يكتب في المصري اليوم: الفنان الذى أسعدنا والحريف الذى أمتعنا

د بدراوى يكتب في المصري اليوم: الفنان الذى أسعدنا والحريف الذى أمتعنا

توفى منذ يومين الكابتن صفوت عبدالحليم، لاعب النادى الأهلى الذى أعتبره أحرف من لعب كرة قدم فى مصر. كنا فى فريق الأهلى تحت ١٦ بقيادة كابتن محمود الجوهرى الذى أصبح أشهر مدربى مصر ووصل بنا إلى كأس العالم عام ١٩٩٠، وتحت ١٨ سنة بقيادة أبوالأشبال فى النادى الأهلى كابتن مصطفى حسين، فريق لا يهزم ويحضر مبارياته الآلاف بينما كانوا تحت السن شبابا يانعا.

كان الفريق به مجموعة من المواهب والقدرات قلما تجمعت فى فريق واحد صنع بعد ذلك الكثير منهم مجد الأهلى فى السبعينيات. عيون كبار الأهلى كانت تراقبنا، الكابتن عبده صالح الوحش والكابتن صالح سليم والشربينى كانوا ينزلون إلينا فى غرفة الملابس ويسافرون وراءنا فى المباريات الهامة.. اختارونا أنا وصفوت للفريق الأول ونحن فى السابعة عشرة فقط. هذا الفريق كان يسافر معسكراته فى المجر قبل بداية الموسم، ويلعب فى ملاعب سوريا والعراق ولبنان فى الصيف. أذكر أن من ضمنى للأشبال كان محمود الجوهرى أثناء مباراة بين مدرسةالأورمان والسعيدية. كانت الرياضة هى حياتنا فى المدرسة والنادى.. الفريق كان به سمير حسن الطرادة الذى يشق طريقه من الخلف إلى الأمام بلا توقف إلى أن يسجل، ويحيى بهجت الصخرة التى تمنع المرور إلى مرمانا بطوله وموهبته. كان معنا فتحى مبروك، الباك الشمال والذى أصبح أيضا مدربا مشهورا وقبلها لاعبا مرموقا. بدر توفيق كان فنانا فى خط الدفاع. أتذكر سيد السبكى قائد خط المنتصف، ومصطفى عبده جناحنا الطائر الذى لا يوقفه أحد. عبدالعزيز عبدالشافى الذى كان أصغر سنا ولكنه يشارك معنا لموهبته الفذة وأصبح لاعبا لا مثيل له فى القدرات والدهاء ومديرا فنيا للأهلى. محسن سالم النفاثة بسرعته غير العادية وكنت أنا رقم ١٠ للفريق أسجل باليمين والشمال ولا يستطيع مدافع منع ضربات رأسى من تسجيل الأهداف.

كنا ننهى الموسم مسجلين أكثر من ١٤٠ هدفا، كلنا نلعب ونسجل ونستمتع
ونسافر بمحبة ومودة. ثلاثة منا دخلوا كلية الطب وأصبح يحيى طبيب الفريق الأول بعد ذلك.

ولكن كلنا كنا شيئا وصفوت عبدالحليم كان شيئا آخر. حرفنة يستمتع بها زملاؤه وخصومه. قدرات على الترقيص والمرور والتسجيل غير مسبوقة برشاقة وسهولة كانت تضحكنا أحيانا ونحن فى الملعب حوله. صفوت كان ظاهرة غير عادية وموهبة خارقة، ولكنه لم يملك الشخصية الاجتماعية خارج الملعب التى تؤهله لمناصب أخذها زملاؤه بعد ذلك. وبمجرد اعتزاله ظل مدربا للأشبال ولكن لم يحصل لا على التكريم المناسب لموهبته فى النادى ولا المنتخب.

رحمة الله على أحرف من لعبنا معه وأمتع من شاهدناه على أرض الملاعب.

ويعيش النادى الأهلى وأذكره وأذكر جمهوره بأننا يجب أن نلتزم بقيم تعلمناها فى هذه المؤسسة الرائدة عبر السنين بحفظ العهود، والإبداع فى الملعب وفى المدرجات، والاستمتاع بما نحققه من لعب يسعد الجماهير وليس بفرض إرادتنا بالسب والدفع بل بالفوز والروح الرياضية.

صفوت كان مثالا لكل ذلك وكان خير ممثل للنادى العريق.

التعليقات

التعليقات