الجمعة , 29 نوفمبر 2024
الرئيسية / د. حسام بدراوي في عام 2024 / من هو؟ – بقلم د.مراد وهبه

من هو؟ – بقلم د.مراد وهبه

مقال د.مراد وهبه في جريدة المصري اليوم
بعنوان ” من هو”
بتاريخ ٢٨ فبراير ٢٠٢٤
هو خصب فى علمه، جسور فى نقده، مثابر فى نضاله، مبدع فى فنه. إنه الأستاذ الدكتور حسام بدراوى. هو بالإضافة إلى كل ذلك حاصل على درجة الدكتوراه من ثلاث جامعات: الأولى من جامعة القاهرة والثانية والثالثة من جامعتين أمريكيتين ومحاضر فى جامعات دولية وكان لقبه فى الحزب الحاكم قبل عام 2011 «الإصلاحى».
أشار عليه نائب الرئيس اللواء عمر سليمان بلقاء الرئيس حسنى مبارك فى مقر إقامته. التقاه بعد تردد. فى بداية اللقاء الذى تم فى ثورة 25 يناير 2011 سأله الرئيس مبارك: انت شايف إيه؟، أجاب الدكتور بدراوى: أنا شايف أمامى تشاوشيسكو. فقال الرئيس مبارك معقبًا: يعنى هيقتلونى؟، وكان رد فعل الدكتور بدراوى عبارة عن كلمة واحدة: نعم. قال مبارك: أنا مستعد أن أموت من أجل وطنى.
أجاب د. حسام: وتموت ليه، فلتعش من أجل وطنك وترعى تحقيق آمال الشباب فى العزة والكرامة بانتقال شرعى ودستورى إلى مستقبل جديد بقيامك بالتنحى عن السلطة فى خطاب عام وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. ومن هنا جرت مياه كثيرة انتهت بأن الذى ألقى خطاب التنحى هو نائب الرئيس اللواء عمر سليمان. وإثر ذلك ارتحل الرئيس مبارك بمفرده إلى شرم الشيخ.
أما الدكتور بدراوى فقد واصل نضاله بعد استقرار الأمور. ومن هنا فإن الدكتور بدراوى كان محقًا فى أن يكون عنوان أحد مؤلفاته الثلاثة المهداة إلىّ «مصر التى فى خاطرى». أما الكتاب الثانى فعنوانه «الجرأة على التفكير» والعنوان مختار على غرار عبارة فيلسوف التنوير الألمانى عمانوئيل كانط.
وقد كتب عنه مقالًا فى جريدة المصرى اليوم بتاريخ 21/2/2024 تحت عنوان «الجرأة على التفكير وحرية الاختيار»، ويبقى بعد ذلك الكتاب الثالث وعنوانه هو عنوان القصة الخامسة من مجموعة قصص قصيرة وهو «الكيميرا» وهو نتيجة اندماج اثنين من الزيجونات لتكوين جنين واحد.
والجدير بالتنويه هنا أن الدكتور بدراوى يكتب لأول مرة قصصًا قصيرة. إلا أنه لم يكتبها إلا بعد أن تساءل عن كيفية كتابة القصة القصيرة، وبعد ذلك أنجز وأصدر هذه القصص. والمغزى فى كل مؤلفات الدكتور بدراوى أنه يستند فى تأليفها على الجرأة فى إعمال العقل على غرار جرأة كانط. والمغزى أيضًا أن هذه الجرأة من حق كل إنسان ومن غيرها لن يكون فى الإمكان تغيير الواقع. فكل منا إذن هو كانط من غير تفرقة بين الشرق والغرب.
ومن حقنا كلنا أن نحتفل بهذا الفيلسوف كما احتفل به الدكتور بدراوى، وكما يحتفل به العالم اليوم بمناسبة مرور ثلاثمائة عام على مولده إذ من شأن هذا الاحتفال أنه يحرضنا على الفعل المستند إلى إعمال العقل.

التعليقات

التعليقات