مصر دولة عظمي وتستحق
”حوار مع الشباب”
بقلم
حسام بدراوي
كل ما يتخيله العقل ، يمكن تحقيقة طالما خطر علي البال أساساً.
الجميل في الحلم والخيال أن ١+١ ليس بالضرورة يساوي ٢ ، بل يمكن أن يساوي ٤ و ٨.
وهذا هو الحال عندما أفكر في مصر بكره. انها ليست فقط دراسات جدوي وعمليات حسابية ، وقياس علي إمكانات اللقطة الحالية التي وصلنا فيها لأدني مستوياتنا ،
بل هي حلمنا ……
ودعوني أقرأ لكم حواراً مع الشباب لعله يعبر عما يحول في خاطري وخاطرهم:
حوار مع الشباب
قلت لهم :مصر عظيمة وتحمل جينات حضارة متراكمة ، وشعبها بكل ما يبدو عليه من صبر ، و مظهر خنوع ، قادر علي تغيير المسار في لحظات التاريخ الحرجة.
قالوا لي: لا نري ذلك
قلت : مصر تملك ثروة بشرية كبيرة في العدد، والقيمة، صغيرة في العمر ، فتية، هذه ثروة جبارة قادرة علي التعلم والتدريب واكتساب المعارف وخلق الفرص.
هذه الثروه البشرية نقمة إذا تركناها للنمو العشوائي بلا تنمية مستدامة ، و هبة وفرصة لا حدود لها، إذا أحسننا إعدادها الآن ، وهو ما نملك أن نفعله وننفذه.
قالوا لي : بتقولوا نفس الكلام من سنين ولا تطبقون ما تقولون
قلت: أنا مؤمن إن بناء الشخصية المصرية الواثقة من نفسها ، الفخورة بماضيها وحاضرها ، والتي تملك الأمل في مستقبلها في أيدينا،
وعقد واحد من الزمان يغير الكثير..
هذه هي قوة مصر الكامنة ، وأمل مصر في مواجهة التحديات كلها واستخدام ما أعطاه الله لنا من فُرص وثروات.
ـ إن لدينا أكبر مخزون تاريخي من حضارة العالم، ما علينا سوي إظهاره والاستفادة منه سياحياً وثقافياً ليدر ثروة إقتصادية غير مسبوقة، لكننا نعلم انه لن يتأتي بدون الخدمات لزوار مصر وكفائة إدارة الطرق و المطارات والموانئ، ووسائل المواصلات بتدريب الموارد البشرية..
مصر بها ١٤٥ منطقة أثرية مسجلة لدى اليونسكو، أى ثلاثة أضعاف أكثر دول العالم آثارًاً.
ـ نحن لدينا شمالاً أجمل شواطئ البحر الأبيض وشرقا شواطئ البحر الأحمر التي لا مثيل لها.
٣٢٠٠ كيلو متر من الشواطئ الدافئة على بحرين، وبحيرة عملاقة في الجنوب ومن الممكن أن تكون الأولى على مستوى العالم سياحيًا وبجدارة، لا أن تقبع في المركز ٣٤-٣٦ بعدد سياح لا يتجاوز ١٥ مليون سائح فقط.
نحن نملك أهم ممر مائي علي الكرة الأرضية، “قناه السويس” ،الذي يربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب ، حفرها أجدادنا بدمائهم وهو الممر المائي الذي يساند موقع مصر الجغرافي العبقري و من الممكن أن يكون ممر التنميه الرئيسي في البلاد.
ـ مصر تملك ثروه من الغاز تحت أرضها وفي أعماق بحارها قد تكون من مداخل إقتصادنا المستقبلي بحدود لم تصل اليها من قبل.
ـ مصر تملك ثروات معدنية في أراضيها ، يتم أكتشافها الآن ولم نعرف بوجودها من قبل.
ـ مصر تملك أكبر سوق تجاري في الشرق الأوسط ، قوة تجذب الاستثمار وتفتح الآفاق ولكننا بعدم كفائة نادرة لا نجذب هذا الاستثمار ولا ننميه ..
ـ مصر تملك شمساً ساطعة أغلب السنة ومصادر رياح معروفة وتستطيع إصدار طاقة نظيفة تكفيها بل وتكفي أوروبا أيضاً.
مصر تملك قوة ناعمة من الفن والثقافة والمعرفة علينا إعادة فتح الآفاق أمام إنطلاقها وإبداعها مره أخري.
ـ إن قوه مصر الناعمة كانت سبباً في تأثيرها الإيجابي علي من حولها وما زالت تملك نفس الإمكانات إذا رفعنا عنها القيود وأزلنا من أمامها المعوقات والرقابة الخانقة لحرية الإبداع.
ـ مصر تملك مخزوناً حضارياً في چينات شعبها ، وقدرات كامنة في شبابها وشيوخها لا تحتاج لانطلاقها سوي لجلي الصدأ من عليها بالتعليم والثقافة والفنون..
كلامي ليس شعارات ، ولكنه كلام علمي وله مرجعية ومنهجية وممكن الحدوث.
مصر قوية وستزداد قوة، وعلينا التكاتف سوياً لتحقيق ذلك .
إن استدامه تنفيذ مخططات المستقبل يجب أن تكون مُعلنة، ولها معايير يمكن قياس إنجازها ، و تنشأ بالمشاركه بين
حكمة الخبرة،
وطاقة الشباب
والقيادة الواعية
أن الإبداع والابتكار
لا يحدث إلا في إطار من الحرية
ويتوه في خضم الفوضي
و يفني بارهاب الفكر وجموده
ولأن رؤى المستقبل لأي أمة، متداخلة، فلا يمكن النظر إلى مصر المستقبل جزئيًا، بل لابد من أن تحوط رؤيتنا للإصلاح جوانبه كلها فى وقت واحد.
إن وظيفتنا الأولى هى بناء القدرات وتوفير الفرص، و ترك الحرية للأفراد للاختيار بين فرص متعددة.. بعدالة ومساواة في الحقوق.
إن القدرة على الاختيار هى موضوع الساعة،
إننا نستطيع أن نجعل من كل فرصة أمامنا مشكلة وأزمة، وأن نرى فى كل أزمة تواجهنا فرصًا جديدة ، وسيعتمد ذلك على معالجتنا للواقع بكفاءة .
وكما تتجدد الأفكار، يجب أن تتجدد الوسائل، وروح الإصلاح فى المرحلة الجديدة تحتاج إلى آليات جديدة.
ولقد قال أينشتاين، العالِم العبقري الفذ في تاريخ العلم،” إن المشكلات العويصة التي نواجهها لا يتأتى حلها بتطبيق نفس النهج الفكري الذى استخدمناه ساعة إيجاد مثل هذه المشكلات”..
إن ثروة مصر الحقيقية ، عبر التاريخ ، هي في مواطنيها ،
من َصنع الحضارة هم المصريين ،
ومن بدأ التنوير في العصر الحديث في كل منطقة الشرق الأوسط هم المصريين،
من قام من كارثة 67 وحرر أرضه في ٦ سنوات
كانوا المصريين
ولن نسمح بفقدان أهم كنوزنا ،
وهم أطفالنا وشبابنا
سواء بتطرف الفكر
أو رجعية السلوك
أو غياب القيم
أو التدني غير المقبول في مستوي تعليمهم
لا أخفي عليكم أنني أري أحيانا كثيرة روحاً إنهزامية ، وتردداً في طرح الأفكار
و غيوماً حول الأمل في المستقبل.
بل أحيانا أري محدودية الأحلام ، لغرق الجميع في تحديات اللحظة ، ومشاكل الحصول علي قاعدة هرم الاحتياجات من الأكل والشرب والسكن والأمان.
أنا مؤمن أن هذا غير صحي وأن مسئوليتنا هي طرح الأفكار ، وإعطاء البدائل بلا كلل ولا ملل
عالمين أن المجتمعات تتغير بدوام الضغط لإحداث التغيير، وبوجود الحلم و الأمل .
أجئ الي الحلم
إنني أري شعب مصر المستقبل ، سعيداً ودوداً …
أري أطفالنا وشبابنا مبتكرين مبدعين بحرية.
أري ناس مصر تعيش ممتدة في جغرافيتها ،
معمرة لصحاريها ..
محافظة علي تراثها..
أري انتهاء الفقر ، في الثروة وفي الفكر، أري إعادة إزدهار الفن .
أري الموسيقي في الشوارع النظيفة ، والسياحة مزدهرة ،
أري مصر متكاملة مع أفريقيا والعالم…
أري شباب مصر مالكاً للأمل ،
متطلعاً للسعادة ،
مستخدماً لتقنيات العصر
و متلحفاً بقيم الحرية والصدق والأمانة والنزاهة والدقة والكفاءة
متمسكاً بحقوقه
متذوقاً للجمال حوله
محترماً للمختلف عنه
منفتحاً للأفكار الجديدة
هل حلمي ممكن التحقيق!!!
قد أبدو للبعض ساذجاً أو ساعياً للمدينة الفاضلة لقولي ذلك ،
ولكني رجل جيناتي متفائلة…
وأري في الناس أفضل ما فيهم …
وأري الجمال حولي في كل فعل ومكان..
ليس عن قصور في رؤية القبح والشر ، ولكن هذه هي إرادتي الحرة في الاختيار…
وأعلم أن الناس يرتفعون لمستوي ظن الآخرين بهم.
ماذا نحتاج….؟؟؟؟؟
نحتاج الي كفاءة أكبر في إدارة الدولة،
كفاءة لا يجب التنازل عنها ،
و إختيار للأفضل ،
وتجديد للدماء دورياً ،
وإحترام العلم والعلماء ،
ورفع سقف الأحلام
فمصر أمة عظمية و تستحق…..
فلنعي و نتفهم
ان السر في التعليم والمعرفة والإرادة والإدارة
وأن السياسة هي مدخل إدارة البلاد لتحقيق سعادة الشعوب وتمكينه من تحقيق إمكاناته وزيادة قوة الوطن