الغرب مرتبك تجاه الأوضاع في مصر؛ ما الذي يحدث حاليا؟
عندما ننظر إلى انهيار الدول في منطقتنا، يجب أن نقول إن مصر مستقرة كدولة، وتعمل المؤسسات داخلها بقوة، ويتحرك الاقتصاد.
أود القول أن مصر أفضل مما كانت عليه قبل سقوط جماعة الإخوان المسلمين بنسبة تتراوح بين 60-70 في المئة.
أتفهم الارتباك الأوروبي تجاه ما يحدث، لكن يرجع إلى أن الوضع في الغرب لم يستوعب إلى الآن عملية نقل السلطة فى 30 يونيو 2013 .
بعدما أسقط الجيش المصري حكومة الإخوان المسلمين، هل حظي هذا الانقلاب بدعم من الشعب المصري؟يقال أن الرئيس السيسي يسيطر على الإرهاب. ولكننا نرى عددا متزايدا من الهجمات، وفقدان الجيش السيطرة على مناطق كاملة في شمال سيناء. هل تبدو قوة النظام على ما يرام ما رأيك؟
لم أقل إن النظام قوي على وجه الخصوص، ولكن يمكنني القول إنه يحظى بدعم من الشعب المصري.
جماعة الإخوان المسلمين لديها علاقات مع عناصر أجنبية يمكنها أن تتوغل في سيناء.
ما يقوم به الجيش المصري الآن هو تطهير سيناء في عمليات يموت فيها مئات الجنود.
أما جنوب سيناء في الواقع فتمتلئ بالسياح، لقد عدت من هناك منذ مدة قريبة. المشاكل تتواجد فقط في شمال سيناء.
ما تعليقك حول استخدام النظام العنف والتعذيب والاعتداء الجنسي كأدوات لتخويف الناس. ولا يتعرض لذلك فقط الإسلاميين، ولكن أيضا جماعات ليبرالية؟
السبب هو عدم الكفاءة في التعامل مع الوضع الأمني. يمكن لألمانيا مساعدة مصر في بناء جهاز شرطة. عندما تتعامل الأجهزة الأمنية بطرق علمية منهجية، فلن تحتاج لاستخدام العنف فى المواجهات.
ترغب ألمانيا العمل بشكل وثيق مع منظمات المجتمع المدني المصرية. ولكن القاهرة تمنع ذلك. مع من تعمل هذه المنظمات، وكم من المال يتوافر لديها. وألا ترى أن مصر تخنق بذلك المجتمع المدني بدلا من أن تشجعه. ما تعليقك؟
أدير بنفسى إحدى منظمات المجتمع المدني ، وهي مؤسسة للتعليم والصحة. لدينا حالياً مشاكل في الحصول على التمويل من الخارج. لكنني أتفهم ” بارانويا” السلطات نظراً لكم الأموال التي جاءت إلى البلاد في وقت سابق و ساهمت في زعزعة الاستقرار.
يجب أن تكون منظمات المجتمع المدني شفافة ولا تدرب الأشخاص على التحريض على أعمال الشغب. أحاول إقامة حوار بين الحكومة والمنظمات من أجل فهم أفضل وفقاً للقانون.
ولكن منظمات المجتمع المدني ليست قانونية، بل سياسية: فلا ينبغي أن تراقب هذه المنظمات من قبل الحكومة ولكن العكس صحيح. ما رأيك؟
صحيح، يجب على الحكومات الفعالة التخطيط لتطوير ودعوة منظمات المجتمع المدني للعمل بشكل متكامل. كما ينبغي عدم إعاقة هذه المنظمات عن ممارسة عملها وعدم غصبها على القيام بأمور محددة.
كيف تبدو جماعة الإخوان المسلمين، التي تتم ملاحقتها في جميع أنحاء البلاد – وأحيانا في الخارج؛ هل يمكن دمجها سياسياً مرة أخرى أم لا؟
حتى لو كانت جماعة الإخوان المسلمين تعتبر في الغرب جماعة معتدلة، فأود أن أوكد أن جماعة الإخوان المسلمين تتبنى فكراً جهادياً عنيفاً، وتستخدم العنف دائماً كوسيلة سياسية. جماعة الإخوان المسلمين ليست مجموعة صغيرة، فعددهم 600 ألف شخص. علينا أن نكون على استعداد وقابلية لدمجهم في العملية الاجتماعية، ما داموا يقبلون الدستور؛ مصر ليست دولة دينية.
أكثر من 1000 حكم إعدام منذ 2014، وتوجه إليك اتهامات فى مصر بمجرد تأييدك لجماعة الإخوان المسلمين، فكيف يتم الاندماج تحت هذه الظروف؟
أنا شخصيا ضد عقوبة الإعدام. لقد هاجمتنى جماعة الإخوان المسلمين، من قبل، بسبب تصريحى بهذا ، فهم يرون أن تطبيق عقوبة الإعدام إرضاءاً لله. لست خبيراً قانونياً، ولكننى أؤكد أن معظم هذه ألأحكام ليست نهائية والكثير منها صدر غيابيا.
هل سيكون مرسي عبرة فى حالة إعدامه؟
لا أعتقد هذا، ولا أتمنى ذلك.
هل صرحت بأن مصر الآن أفضل حالأ من عام 2013، و أفضل مما كانت عليه قبل ثورة ،2011؟
لا، قبل ذلك كان لدينا معدل نمو يقرب من 7 في المئة، ومئات الآلاف من فرص العمل الجديدة كل عام. ولكن لم تكن هناك حرية سياسية. حتى الآن لم تحقق الثورة أهدافها. لقد فقدنا الزخم الاقتصادي ، ولا يمكن تحقيق الحرية السياسية. لكني مقتنع بأن السيسي على استعداد للانفتاح. وبالمناسبة، أنا لا أنتمي لنظامه.
ما رأيك في الانتخابات البرلمانية، التي ستنعقد في أكتوبر 2015؟
لن تسفر الانتخابات عن هيمنة حزب بعينه، وستشهد مشاركة الكثير من المستقلين، والعديد، والأحزاب الصغيرة التي تتحد لتشكيل تحالف.
ربما يحظى السلفيون بخمسة أو عشرة بالمائة من المقاعد ولكن جماعة الإخوان المسلمين لن يكون لها تواجد.
هل سترشح نفسك فى البرلمان؟
ليس الآن، ربما في المرة القادمة. أفضل المراقبة والتحليل هذه المرة.
نصحت حسني مبارك واقترحت عليه في محادثة شخصية أن يترك السلطة؟ أليس كذلك؟
نعم، وكان يخشى أن يتولى بعده إما الجيش أو جماعة الإخوان المسلمين، فقلت له: “ “يمكنك عقد انتخابات جديدة وتعلن أنك لن تخوضها”
لماذا لم يستمع لذلك؟
لقد وافق مرة واحدة فقط، لكنه كان يؤجل القرار دائماً.
هل كان مبارك حاكماً جيداً؟
إنه كان يسئ الفهم، ويعتقد أن كل شيء قد تحسن تحت قيادته، وكنت أقول له: “ثلث مصر لا يعرف حاكما آخر غير مبارك”
هل يعرف السيسي متى يأتي مشهد استقالته، أم أنه مقتنع بأنه سيبقى إلى النهاية ؟
بعد ما حدث في مصر، لا يمكن الوثوق في بقاء أي رئيس بالحكم إلى الأبد. هذا شيء لا يمكن الاعتماد على ذلك أبداً.