Monday , February 24 2025
Home / Press / All Press / أحمد الصاوي يكتب: ما فعلته الصحافة بحسام بدراوي

أحمد الصاوي يكتب: ما فعلته الصحافة بحسام بدراوي

عندما تضع اسم د.حسام بدراوى، على محرك بحث الأخبار، ستجد عشرات النتائج من عشرات المواقع الإلكترونية المعتبرة، والتابعة لمؤسسات صحفية مهمة، تتحدث فى عنوانها عن أنه طالب بأن تكون الولاية الرئاسية فترة واحدة مدتها 20 عاما، وذلك فى جلسة عامة لمؤتمر بمكتبة الإسكندرية.

بالطبع ما جعل للخبر زخما كبيرا هو تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعى، عبر شخصيات عامة وبارزة فى مجالات الصحافة أو السياسة أو المجتمع المدنى، وكلها تحمل انتقادات حادة للرجل واتهامات متعددة، وطعنا فى سيرته، باعتباره كان عضوًا فى الحزب الوطنى، ويُعد الأمين العام الأخير للحزب، الذى حاول مبارك أن يتشبث به فى أيام الميدان، حين أطاح بحكومة نظيف، وبالأمانة العامة للحزب بتمثيلها الذى كان قائما.

بدراوى خلال حكم مبارك كان يُوصف بالإصلاحى داخل الحزب. غير مساهماته فى أفكار إصلاح وتطوير التعليم، كان يبدو متقدمًا فى قبول المعارضة والمنافسة البرلمانية الجدية ورفض الإقصاء عن نظرائه داخل الحزب، مما جعل البعض يقرأ المنسوب له عن المدة الرئاسية الواحدة لعشرين عاما، ويعلق متهكمًا على صورة هذا “الإصلاحي” الذى يزايد على عتاة المنتفعين والمطبلين والمستفيدين من النظام الحالى.

أنا واحد ممن باغتتهم الصدمة، ربما تذكرت أنه الوحيد من المحسوبين على نظام مبارك عام 2009، الذى انتقد تعامل النظام وإعلامه مع عودة البرادعى ودعوته للتغيير، بل دعا للسماح له بالعمل والتنافس، وهو الذى ما زال يسمى الأمور بمسمياتها فيصف 25 يناير بأنها ثورة، وأشياء كثيرة كانت تدعم ما يُروج عنه على الأقل فى ذهنى.

ولأنني أعرفه أرسلت له رسالة تعبر عن دهشتي، وبينما أنتظر منه ردًّا، كانت دهشتي أكبر حين فحصت الخبر المنشور فى عدة مواقع من المميزة فى تصنيف القراءة، لأكتشف تشابه النص بين هذه المواقع.
كلها نشرت العنوان بالمضمون ذاته والتركيز على فكرة “مدة رئاسية واحدة لمدة عشرين عامًا”، وبتفاصيل فى حدود خمس فقرات تتراوح بين عشرة إلى خمسة عشر سطرًا، وكلها تركز حول كلمة بدراوى فى جلسة المؤتمر، مما يعنى أن عدة منصات صحفية لم تجد فى جلسة مؤتمر عن “الديمقراطية” -تنظمه مكتبة الإسكندرية، وتحدث فيها أكثر من متحدث مصرى وأجنبي- ما يستحق النشر غير كلمة بدراوى.

الجلسة كان يديرها الكاتب الكبير أيمن الصياد المعروف بمواقفه الداعمة للديمقراطية والحقوق والحريات، ويشارك المنصة السياسى المعروف جورج إسحاق المعروف كذلك بمواقفه المناهضة للاستبداد والتمديد فى الحكم، فهل سكت الاثنان عما قاله بدراوى؟

لم تنقل المواقع التى نقلت كلام بدراوى أى شىء عن رد فعل الصياد وإسحاق، الأمر الذى يستوجب عتابهما إن كانا قد سمعا وصمتا.

بحدس صحفى حاولت أن أتحرى الأمر، طالما أن تحريه لا يحتاج لجهد كبير، أكثر من مكالمتين تليفونيتين، فاتصلت بالأستاذ جورج إسحاق، الذى نفى أن يكون بدراوى قد قال ذلك، ثم قرأ لى من مضبطة الجلسة التى كانت معه ما قاله بدراوى الذى تحدث عن أن أهم مشكلة تواجه الديمقراطية فى مصر هو غياب تداول السلطة، مما يخلق مصالح للمستفيدين من أى حاكم بسبب طول بقائه، لذلك اقترح ولمدة عشرين عاما قادمة على الأقل، أن تكون الرئاسة مدة واحدة لا تُجدد فى حدود 6 سنوات أو 7. مما يعنى أن تدور السلطة فى العشرين عاما بين 3 رؤساء على الأقل.

بعدها رد بدراوى على رسالتي نافيًا ما نُسب إليه، وموضحا وجهة نظره كما وردت أيضا على لسان جورج إسحاق. نصحته بتوضيح الأمر فى بيان، وأنا أعلم أن الطلقة التى تخرج من الإعلام هذه الأيام لا تعود، ولا بد أن تجرح.

لكن ما لفت نظرى هو حديث بدراوى عن “سوء نية” يكاد يكون متعمدًا فى نقل حديثه، خاصة أن خبر توضيحه لم يطغ على حجم انتشار الخبر الأول المكذوب، ولا على تداوله وتعليقات الناس عليه.

لكن الخبر منشور فى عشرات المواقع، فهل كل محرريها “سيِّئوا النية” ويكرهون بدراوى؟

الحقيقة أننى لا أميل أبدًا إلى تفسير “سوء النية”، وهنا الحديث عن الصحافة وليس عن بدراوى، فالأرجح أن المسألة “سوء فهم”.

قال بدراوى ما قال، وهكذا وصل إلى عقل من دوَّنه وأرسله للنشر، فهل كل محرري المواقع التى نشرت بذات العقلية ومستوى الفهم، بحيث لم يصادف أن نقل أحدهم التصريحات الدقيقة كما وردت فى محضر الجلسة؟

الحقيقة أن هذه هى الكارثة الكبرى.

لأن كل هذه المواقع اعتمدت على محرر واحد على الأرجح، إما لأنها وبسبب سخونة العنوان وجذبه للقراء وأمام ضغط الترافيك والبحث عن المشاركات، “اقتبست” من بعضها مع تعديلات طفيفة جدا فى الصياغة، حتى تدخل سباق النشر، وإما أن محررا واحدا يراسل أكثر من موقع فى ذات الوقت، وهى مسألة قائمة وحاصلة، وإما أن مجموعة مراسلين لمجموعة صحف، وزعوا المهمة على بعضهم بعضًا وكلفوا زميلا واحدا بحضور الجلسة ثم توزيع ما كتبه عليهم كلهم، وهو أيضا سلوك قائم بين بعض الزملاء المراسلين والمندوبين خلال تغطية المؤتمرات أو جلسات البرلمان أو غير ذلك.

كل احتمال من هؤلاء فى حد ذاته كارثة مهنية كبرى، تعنى أن فهم محرر صحفى واحد، أو طريقته فى رواية القصة، يمكن أن ينعكس على محتوى عشرات المنصات الصحفية، فتجد أمامك قصة تبدو وكأن عليها إجماعًا من منصات متعددة لمحررين مختلفين، فتتعامل معها بيقين كامل، وتتحول محاولة تصحيح معلومة واحدة إلى مستحيل رابع.

About Dr. Hossam Badrawi

Dr. Hossam Badrawi
He is a politician, intellect, and prominent physician. He is the former head of the Gynecology Department, Faculty of Medicine Cairo University. He conducted his post graduate studies from 1979 till 1981 in the United States. He was elected as a member of the Egyptian Parliament and chairman of the Education and Scientific Research Committee in the Parliament from 2000 till 2005. As a politician, Dr. Hossam Badrawi was known for his independent stances. His integrity won the consensus of all people from various political trends. During the era of former president Hosni Mubarak he was called The Rationalist in the National Democratic Party NDP because his political calls and demands were consistent to a great extent with calls for political and democratic reform in Egypt. He was against extending the state of emergency and objected to the National Democratic Party's unilateral constitutional amendments during the January 25, 2011 revolution. He played a very important political role when he defended, from the very first beginning of the revolution, the demonstrators' right to call for their demands. He called on the government to listen and respond to their demands. Consequently and due to Dr. Badrawi's popularity, Mubarak appointed him as the NDP Secretary General thus replacing the members of the Bureau of the Commission. During that time, Dr. Badrawi expressed his political opinion to Mubarak that he had to step down. He had to resign from the party after 5 days of his appointment on February 10 when he declared his political disagreement with the political leadership in dealing with the demonstrators who called for handing the power to the Muslim Brotherhood. Therefore, from the very first moment his stance was clear by rejecting a religion-based state which he considered as aiming to limit the Egyptians down to one trend. He considered deposed president Mohamed Morsi's decision to bring back the People's Assembly as a reinforcement of the US-supported dictatorship. He was among the first to denounce the incursion of Morsi's authority over the judicial authority, condemning the Brotherhood militias' blockade of the Supreme Constitutional Court. Dr. Hossam supported the Tamarod movement in its beginning and he declared that toppling the Brotherhood was a must and a pressing risk that had to be taken few months prior to the June 30 revolution and confirmed that the army would support the legitimacy given by the people

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *