Monday , February 24 2025
Home / Press / All Press / المصري اليوم – لا أمل سواه بقلم سليمان جودة

المصري اليوم – لا أمل سواه بقلم سليمان جودة

دعانى الدكتور حسام بدراوى إلى محاضرة رائعة ألقاها أمام عدد من المدرسين جاءوا من المدارس التجريبية فى الجيزة ومحافظات القناة.

المحاضرة هى واحدة من سلسلة محاضرات، ضمن مشروع أكبر اسمه «التعليم أولاً» بإشراف من الدكتورة سلمى البكرى والدكتور محمود حمزة معاً.

والفكرة التى يقوم عليها المشروع كله هى كالآتى: لا أمل فى تقديم خدمة تعليمية جيدة، ما لم نعمل بعزيمة على عناصر ثلاثة لا رابع لها: المدرس والمنهج، ثم المدرسة!

وقد كان محور محاضرة الدكتور بدراوى هو هذه العبارة، التى لا بديل عن أن تكون محفورة فى أذهاننا: مستوى التعليم فى أى نظام تعليمى هو بالضبط مستوى مدرسيه.

المشروع مدته ثلاث سنوات، ويقوم على هدف لا يغيب عنه، هو تدريب مديرى ووكلاء «التجريبية» البالغ عددها 700 مدرسة بامتداد الجمهورية، وهذه مرحلة أولى انتهت، لتليها مرحلة حالية تركز على المدرس ثم المدرس، ثم المدرس، فى الـ700 مدرسة!

وتحت شعار «التعليم أولاً» الذى كان يرفعه المشروع، كان هناك شعار آخر يقول: عندما يصبح التعليم قضية وطن.

وكما ترى، فإن عبارة «عندما يصبح التعليم قضية وطن» هى مبتدأ، أما الخبر فى الجملة فهو أن الوطن الذى يصبح التعليم أولوية عنده يرتقى بالضرورة ليأخذ مكانه، ثم مكانته، بين الأمم الناهضة.

وحين أرادت الدكتورة سلمى استدعاء تجربة عملية تؤكد يقينها فى حصيلة التعليم، إذا ما صار أولوية فإنها عرضت على الحاضرين صورتين من اليابان : صورة عام 1945 لمدرس يابانى يعلم تلاميذه فى العراء، بعد أن ضربت الولايات المتحدة مدينتى «هيروشيما» و«نجازاكى» بالقنابل النووية، وسوتهما بالأرض، ثم صورة أخرى للمكان ذاته فى عام 2015، وقد أصبح مزروعاً بناطحات السحاب، بفضل التعليم، ولا شىء غير التعليم!

وقد ذكرتنى المقارنة ذات الدلالة البالغة، بين الصورتين، بما كانت السيدة «روسيف»، رئيسة البرازيل، قد قالته وهى تبدأ، قبل عدة أشهر، ولايتها الرئاسية الثانية.. قالت: فى ولايتى الأولى، كان الفقر قضيتى، وقد أخرجت خلال السنوات الأربع الأولى 40 مليون برازيلى من تحت خط الفقر، وفى ولايتى الثانية، فإن التعليم وحده هو قضيتى، التى لا تنافسها عندى أى قضية أخرى!

يؤدى هذا المشروع العظيم مهمته المقدسة، وينتقل من مرحلة فيها إلى مرحلة أخرى، موقناً بما قاله الدكتور بدراوى، فى محاضرته، عن أن مستوى التعليم فى أى نظام تعليمى، هو حقاً مستوى مدرسيه.. لا أكثر منه، ولا أقل.

ولو كان الأمر فى يدى، لمنحت كل قائم على المشروع، وكل مشارك فيه، جائزة ذهبية، تليق بجلال المهمة التى يسعى إليها مشروع كهذا، فى غايته حين يكتمل.

وإذا كان المشروع يتعامل مع مديرى، ووكلاء، ومدرسى المدارس التجريبية فى حدودها، فهناك بخلافها 52 ألف مدرسة حكومية تنتظر مشروعاً مماثلاً تتبناه الدولة بكل إمكاناتها، ولا تبخل عليه بشىء.. أى شىء.. إذ ليس أفضل من استثمار يكون البشر هم بدايته، وهم نهايته.

قرأت فى الفريق الاستشارى للمشروع، أسماء الدكاترة والأساتذة التالية أسماؤهم: أحمد درويش، نرمين نعمانى، أحمد حشيش، شريف الطويل، عزة الشربينى، صلاح عايشى.

والمعنى أن التعليم يمثل أولوية وطن، عندهم، ومعهم الدكتور بدراوى، والدكتورة البكرى، والدكتور حمزة، وهى مسألة لا تكفى، لأن تلاميذ التجريبية لا يزيدون على المليون طالب، ليبقى ملايين آخرون، فى 52 ألف مدرسة حكومية، فى انتظار أن يصير التعليم كله أولوية عند الرئيس، وعند الدولة بكل مستوياتها من بعده.

«التعليم الأولوية» هو الذى صنع اليابان، وهو الذى صنع كوريا الجنوبية، وهو الذى صنع البرازيل، وهو أملنا الذى لا أمل سواه.

About Dr. Hossam Badrawi

Dr. Hossam Badrawi
He is a politician, intellect, and prominent physician. He is the former head of the Gynecology Department, Faculty of Medicine Cairo University. He conducted his post graduate studies from 1979 till 1981 in the United States. He was elected as a member of the Egyptian Parliament and chairman of the Education and Scientific Research Committee in the Parliament from 2000 till 2005. As a politician, Dr. Hossam Badrawi was known for his independent stances. His integrity won the consensus of all people from various political trends. During the era of former president Hosni Mubarak he was called The Rationalist in the National Democratic Party NDP because his political calls and demands were consistent to a great extent with calls for political and democratic reform in Egypt. He was against extending the state of emergency and objected to the National Democratic Party's unilateral constitutional amendments during the January 25, 2011 revolution. He played a very important political role when he defended, from the very first beginning of the revolution, the demonstrators' right to call for their demands. He called on the government to listen and respond to their demands. Consequently and due to Dr. Badrawi's popularity, Mubarak appointed him as the NDP Secretary General thus replacing the members of the Bureau of the Commission. During that time, Dr. Badrawi expressed his political opinion to Mubarak that he had to step down. He had to resign from the party after 5 days of his appointment on February 10 when he declared his political disagreement with the political leadership in dealing with the demonstrators who called for handing the power to the Muslim Brotherhood. Therefore, from the very first moment his stance was clear by rejecting a religion-based state which he considered as aiming to limit the Egyptians down to one trend. He considered deposed president Mohamed Morsi's decision to bring back the People's Assembly as a reinforcement of the US-supported dictatorship. He was among the first to denounce the incursion of Morsi's authority over the judicial authority, condemning the Brotherhood militias' blockade of the Supreme Constitutional Court. Dr. Hossam supported the Tamarod movement in its beginning and he declared that toppling the Brotherhood was a must and a pressing risk that had to be taken few months prior to the June 30 revolution and confirmed that the army would support the legitimacy given by the people

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *