د حسام بدراوي في حلقة استثنائية وشاملة على قناة صدى البلد:
العالم يمر بظروف سياسية واقتصادية وعسكرية غير مسبوقة…
في حوار شامل وجريئ استضافت قناة صدى البلد الأستاذ الدكتور حسام بدراوي للحديث عن مستجدات الأوضاع العالمية والداخلية
وقال الدكتور بدراوي : إن ما يمر به العالم من ازمة طاقة واقتصاد غير مسبوق في التاريخ. وأنه لابد ونعلم أن مساهمة أمريكا في إسقاط عدة دول عربية مثل العراق وليبيا وسوريا؛ بمثابة أعمال مخابراتية من الدرجة الأولى هدفها خلق الفوضى والتي خرجنا من خرم إبرة منها في لحظة من اللحظات، مشيرًا إلى أن ما يدور في العالم تقف وراءه أجهزة مخابرات تستهدف خلق الفوضى، وابقاء مصر بلا تأثير اقليمي ودولي ..
الحروب لم تعد بغزو جيوش بل باضعاف نسيج الوطن وخلق انطباعات سلبية لاحداث الفوضي. وكثير من المجتمع وبلا قصد يساندون هذا بتكرار نقل البوستات الهدامة والمشككة في كل شئ.
وقال د. بدراوي: يصعب الحكم بأثر رجعي بعد مرور الأزمات علي قرارات اتخذت تحت الضغوط الرهيبة ولكن ايضا لا يمكننا التمسك بالخطأ لمجرد انه صدر .. الذكاء هو تحليل الاوضاع وبناء القدرات للخروج من مآزق ستأتي لنا في المستقبل.
وأضاف “بدراوي” في حواره لبرنامج “على مسئوليتي” أن الطبقة المتوسطة علي غير نموزج الثورات في العالم هي التي أزاحت الإخوان من حكم مصر، موضحًا أن القوات المسلحة تضامنت مع الشعب لإخراج مصر من مأزق حكم جماعة الإخوان الإرهابية.وتابع، أن هذه الجماعة تنتهز فرصة اتلأزمة الاقتصادية العالمية للضرب في الدولة ومؤسساتها، ونحن بحاجة لتغيير كبير في الفترة المقبلة بأفكار غير تقليدية، موضحًا أن التنمية الإنسانية قليلة القيمة دون استدامة تُحقق الأهداف، ولا يمكن الوصول لرضا المواطن إلا بتطبيق غير انتقائي لعدالة ناجزة .،
قال حسام بدراوي : انتهينا من الفترة الاستثنائية التي كان ولابد فيها من اجراءات استثنائية ولابد من الانتقال للبناء المستدام واعادة تحديد الأولويات.
وأردف، الكاتب والمفكر السياسي، أن مصر تمتلك خبرات انسانية متعدده على أعلى مستوى، وانه لا يمكن جذب استثمارات خارجية بدون تطبق للعدالة يضمن حقوق المستثمرين بدون تقديرات جزافية للارباح طالما هناك نظم محاسبية وشركات مراجعة مصرية وعالمية لاعداد ميزانيات الشركات ولابد من الثقة بين الضرائب والممولين والا سنقتل الأوزة التي تبيض انا ذهبا ونقتل الاستثمار الذي يخلق الوظائف ويستدعي ذلك استدامة للقوانين بلا تعديلات لمدد زمنية تسمح للقطاع الخاص ببناء تصوراته للمستقبل.
وردا على سؤال الاستاذ أحمد موسي عن أحوال النادي الأهلي قال واضاف لنا:
النادي الأهلي ليس نادي كرة قدم ، انه مؤسسة رياضية اجتماعية ثقافية بما له من ثقل في المجتمع ليس فقط من آلاف اعضائه بل من ملايين عشاقه.
الأهلي بثقله التاريخي ممكن أن يكون اضافة لرؤية البلاد التنموية ، وعليه ان يضرب المثل في النزاهة الرياضية ولا ينزلق الي خلافات هامشية.
الأهلي دوره ان يكون صانعا للأبطال ، وخلق مناخ رياضي للممارسة والتفوق.
وعليه من الداخل ان يكون مساندا لرؤية البلاد في التنمية الانسانية وبالذات في خلق جيل من الشباب الذي يعمل في فريق القابل للتعددية المتسامح اخلاقيا المنتمي للأهلي كجزء من انتمائه للوطن بدون عصبية ولا تعصب.
هذه المؤسسة العريقة بتاريخها لا يجب ان تتقزم بل ان تتوسع.
وانبه ان جمهور الأهلي بالملايين يتأثرون بإدارته ودرجة رقيها وقيمتها ايجابا وسلبا ، ومن الممكن ان يكونوا اضافة لحركة المجتمع او يتحولوا الي التراس سلبي يهاجم ويهدم وعن لحظه الذروة يتحول الي سلاح للفوضى او ركوب أيديولوجيات التعصب.
الأهلي مؤسسة هامة في المجتمع وصورة من صور مصر الواجب الارتفاع بها لتكون مثلا يحتذي به.
مسئولية الأهلي كبيرة جدا ، صحيح يرفع رايتها تألق نجومه وانتصاراته ولكن الأهلي اكبر من ذلك
وقال الدكتور حسام بدراوي إن الطفل يولد رقمي الآن ولا يجب أن نعوق قدراته واحلامه ويجب أن يكون كل أفراد المنظومة التعليمية رقميين، لافتا إلى أنه إذا كان المدرس غير رقمي فإنه سيوقف تقدم الطالب .
وتابع إنه إذا أردنا مصر الرقمية لا بد من إدخال الإنترنت لكل بيت وبدون تكلفة.
واستطرد أن من يدخل الفصول من مدرسين حوالي حسب علمي 600 ألف معلم وهم مستعدين للتدريب والتأهيل سبل التدريس الحديثة وعلى التكنولوجيا في وقت قصير، اكن الأمل في شباب خريجي كليات التعليم الذين يجب توجيه جهدا كبيرا لاعدادهم وفي رأيي التزام الدولة بتكليفهم للعمل في المدارس بعد تخرجهم لمدة سنتين علي الأقل قبل اعطاءهم رخصة مزاولة المهنة .
اما في التعليم العالي فقد أوضح د. حسام أن 33 % من المرحلة العمرية من «18 / 23» عاما هم الذين يحصلون علي أماكن في التعليم العالي والجامعة، وهذه فجوة كبيرة ويجب وصول النسبة إلى 50 % من أعداد هذه المرحلة.
وقال لابد من تجهيز شباب مصر لخلق فرص عمل لهم في أوروبا وفقًا لمواصفاتهم
واوضح د حسام أهمية دور الدولة كمنظم ومراجع وضامن للعدالة في التعليم العالي وليس كمقدم خدمة ومنافس للتعليم الخاص الذي لا يمثل اكثر من ٧٪ من هذا التعليم.
وعن الحوار السياسي، أكد أن التحدي الرئيسي للدولة المدنية الحديثة هو الإسلام السياسي، وعلق سيادته علي ملاحظته أن والناصرييين واليساريين قفزوا على الحوار الوطني ورغم محبته وصداقته التي يعتز بها مع أغلبهم فان هذا الزمن لا يحتاج لاستمرار الدولة لكل ادوات الانتاج ولا يُمَكن القطاع الخاص الا بمزاجة وهذا كان وما زال ما يؤمن بهذا التوجه
ولفت المفكر السياسي إلى أن مصر بها إمكانات رائعة منها اكتشاف الغاز والقدرة على إنتاج الطاقة، ومحطة الكهرباء الشمسية في أسوان مشروع مُبهر، لافتًا إلى أن المسؤول التنفيذي هو الأدرى بالملف المنوط به وليس أحد آخر وأنه على ثقة أننا نملك قائدًا يعمل من أجل حماية حقوق مصر المائية، ومشروع قناة السويس يجب أن يكون مشروع مصر الرئيسي إلى جانب تصدير الغاز إلى أوروبا وحماية الموارد المائية والتحلية والطرق والأنفاق والموانئ والمطارات.
وردا على سؤال حول إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية أشار إلى أنه لن يخوض سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة، مضيفًا: «بشتغل على سياسات بشكل عام، وبكتبها وأبعتها للمسؤولين؛ ولكني خارج الإطار التنفيذي في كل شئ، وليّ رأي في تجربة التأمين الصحي فهي مسألة مالية؛ ولا علاقة لها بالرعاية الصحية».