الخميس , 19 ديسمبر 2024
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / التعليم … التعليم

التعليم … التعليم

التعليم … التعليم

إن القضية الرئيسية لتحقيق آمالنا في تطوير التعليم وإصلاحه ليست في وضع سياسات جديدة أو الإلتزام بمفاهيم اتفق عليها العالم المتقدم أو مناهج أخذت بها دول انطلقت إلي آفاق التنمية بسرعة فقط ، ولكن القضية أن إصلاح التعليم لا يمكن أن يتم بدون مشاركة المجتمع . وإيمان القائمين علي الإصلاح به … بل أذهب بعيداَ وأقول إن هذا الإيمان بوسائل إصلاح التعليم ، كما أخذت به شعوب أخري وإنطلقت به دول ذات قدرات مماثلة لمصر يجب أن يغلفه شغف وإنفعال وحماس وولع ورغبة وقدرة علي تنفيذ مكوناته ومواجهة العوائق التي تظهر أمام تطبيقه وأن يتحقق أمام المواطن إنجازات ملموسة خلال فترات زمنية محددة تحفزة علي تدعيم الاستمرار في الإصلاح والوقوف بجانب السياسات الجديدة والمشاركة في الرقابة الإيجابية عليها .

ولعل برنامج تطوير التعليم الذى أتبناه، يعكس ذلك بوضوح فبالرغم من كبر حجم الإنجاز الكمي الذي تحقق في التعليم من زيادة الإستيعاب في المستويات المختلفة من حوالي 5 ملايين تلميذ وطالب إلي حوالي عشرين مليوناَ (ما يوازي أكثر من تعداد دول الخليج مجتمعة) وزيادة عدد المدارس بأكثر من 16 ألف مدرسة بمعدل حوالي مدرستين يومياَ لمدة تزيد علي 15 سنة متتالية وهو ما يعكس حجماَ كمياَ إعتاد المجتمع علي الإشادة به ، وإعتاد الوزراء الفخر بتحقيقه إلا اننى اتجه إلي منطلق مختلف لا نستسهل فيه الفخر بالإنجاز ولكن ينطلق بشعار جديد لفترة جديدة من حياة الشعب المصري من الإتاحة إلي الجودة ونركز على:

1. المشاركة المجتمعية لإيماننا أن التنمية شاملة ولا تحدث بدون توافق قوي المجتمع كلها. وهو توجه ليس فقط هاما للتعليم، ولكن مدخل كمنهج للممارسة الديمقراطية في كل شئون الوطن.

2. توكيد الجودة، ووضع المعايير الواضحة لكل مرحلة تعليمية ومؤشرات قياس أداء المؤسسات التعليمية سواء كان التعليم مدنياَ أو دينياَ أو أجنبياَ عاما أو خاصاَ فالكل يجب أن يتعرض دائماَ للمراقبة وضمان الجودة من جهة مستقلة ومحايدة عن مقدمي الخدمة التعليمية حتي يتغير إتجاه المجتمع إلي الدقة والإتقان ، والإلتزام بأفضل نظم التعليم المتاحة في العالم لتقدم لأبنائنا.

3. التأكيد علي دخول شريحة عمرية جديدة في منظومة التعليم النظامي، من 4 إلي 6 سنوات وهو إلتزام شجاع يضع عبئاَ جديدا علي الدولة ولكن لأنه قد ثبت علمياَ أن التعليم في هذه المرحلة يقلل من نسب التسرب في المراحل التالية ويرفع القدرات الذهنية ويضيف إلي الأطفال طاقة كامنة جديدة تظهر في مراحل تالية من تعليمهم . اننا نسعى للأستيعاب الكلي لهذه الشريحة في التعليم خلال خمسة عشر عاما على الأكثر.

4. أن اللغة هي أساس المعرفة وضمان الهوية وإن تطوير تعليم اللغة العربية ، في السنوات الثلاث الأولي في حياة الطفل المصري يجب ان تكون ضمن الأولويات التي تؤكد عليها، ونسعى لها فى المضمون وليس الشكل.
هذه بعض ملامح متفرقة لبرنامج التعليم الذي يؤكد ليس فقط علي رؤية ثابتة ولكن إيمان وحماس وإصرار علي أن يكون التعليم والتعليم هو أساس وضمان إستمرار التنمية في المرحلة القادمة.

بقلم أ.د. حسام بدراوي
21/8/2005

التعليقات

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *