حسام بدراوي في جامعة هيليوبوليس
بدعوي من دكتور حلمي ابو العيش رئيس جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة ألقى اليوم الإثنين الموافق ١٧ فبراير ٢٠٢٥ الدكتور حسام بدراوي محاضرة شيقة تحت عنوان “كيف تشكل الجامعات ثقافة المجتمع؟”
بدأ الدكتور بدراوي زيارته مع دكتور حلمي بالاجتماع بمجموعة من أساتذة جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة، حيث ألقوا الضوء خلال اللقاء علي مجموعة من المبادرات والمشاريع الواعدة التي تقوم بها الجامعة، ثم عرضوا علي الدكتور بدراوي ما تقوم به الجامعة من أنشطة للطلاب لتطوير إمكاناتهم وقدراتهم هادفين من وراء ذلك تعزيز بناء شخصيات الطلاب بشكل يجعلهم أكثر فاعلية وتأثير في المجتمع، ثم استعرضوا رؤيتهم وأهدافهم في المرحلة المقبلة.
أعرب الدكتور بدراوي عن سعادته بما شاهده من جهود وأفكار جادة وملهمة تستحق التقدير، مؤكدا علي ضرورة الاهتمام أيضاً بالجوانب الثقافية والأنشطة الرياضة كعامل رئيسي في تكوين الشخصية، بالإضافة إلي ضرورة وجود أدوات تسمح بتقييم الطلاب للأساتذة والعكس،
أشار الدكتور بدراوي إلي أهمية الذكاء الاصطناعي وضرورة اتقان استخدامه، لأنه أصبح الآن واقع نعيشه ويؤثر فينا وعلينا.
ثم أنتقل الحضور للقاعة الرئيسية للمحاضرات حيث قدم الدكتور حلمي أبو العيش الدكتور بدراوي للطلاب معرباً عن سعادته بقدومه للجامعة، لإتاحة الفرصة أمام الطلاب للاستفادة من خبرته وثقافته الاستثنائية.
أستعرض الدكتور بدراوي خلال محاضرته الغرض الذي يرجي من التعليم العالي، وماذا نطلب منه وله؟ موضحاً مكانة طلاب التعليم العالي، وكيف ينظر المجتمع لهم كأعلى مكانة تعليمية، مصححاً نظرة البعض للتعليم العالي من منظور ضيق على أنه مجرد رد فعل لمتطلبات سوق العمل، إلى أنه قاطرة التنمية في أي مجتمع لأنه يرسم ملامح المستقبل.
أكد الدكتور بدراوي أن من واجب الجامعات تلبية أربعة أهداف وهم: الرفاهة؛ والنظام؛ والمعنى؛ و والحقيقة، فالجامعة تركز على رفاهة المجتمع بإعداد طلابها للتكامل البنًاء داخل المجتمع من خلال اكتساب المعرفة والمهارات والتي تشكل أداة لإحراز التقدم وتحقيق التطور، أو بتنمية مجال البحث والابتكار لديها لتعزيز القوة الاقتصادية للأمة، أما بخصوص النظام الاجتماعي فان الجامعة، تساعد المجتمع كي يكون “مجتمعا متناسقا” تتبادل فيه المجموعات المختلفة المراجع وتجعل من العلم والمعرفة والمهارات الفنية أمراً ملائماً ومناسباً.
وتتناول الجامعة في قضية المعني، مسلمات الحياة كما يعرفها المجتمع وتبحث في وجهات النظر المختلفة لكل القضايا، القديمة والجديدة، وتعيد النظر في المراجع الفكرية المستقرة والمقبولة، وتعيد تنظيم البيانات وفقاًً للمعايير الجديدة سواء كانت فكرية أو أخلاقية أو جمالية.
ثم أشار الدكتور بدراوي إلي تناول الجامعة لمسألة البحث عن الحقيقة حيث إنها تستكشف المجهول بوصفه النظام الطبيعي الذي تُشكل الإنسانية جزءاً منه، ولا يكمن الهدف من هذا محاولة هدم أسوار الجهل فحسب، بل التساؤل العميق في مدى فهم الإنسان للكون المحيط به، مؤكداً على أن عملية التحديث هي الوظيفة المنوطة بها الجامعات في كل المجتمعات.
تحدث الدكتور بدراوي خلال محاضرته أيضاً عن مفهوم الحداثة، والحرية الأكاديمية، والاستقلالية المؤسسية، ثم انتقل إلى دور الثقافة في الجامعات حيث تعتبر الجامعات مراكز للمعرفة والإبداع، والثقافة تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل هوية الجامعة وتعزيز بيئتها الأكاديمية والاجتماعية، حيث يتجلى دور الثقافة في الجامعات من خلال عدة محاور رئيسية ألا وهي:
1- تعزيز الفكر النقدي والإبداعي
2- الحفاظ على الهوية الثقافية والتنوع
3- تشكيل القيم والمبادئ
4- تشجيع الحوار والتفاعل المجتمعي
ثم أنهي الدكتور بدراوي محاضرته الشيقة بمقولة الدكتور طه حسين في كتابه الشهير “مستقبل الثقافة في مصر “
” إن الجامعة لا يتكون فيها العالم وحده، وإنما يتكون فيها الإنسان المثقف المتحضر الذي لا يكفيه أن يكون مثقفا، بل يعنيه أن يكون مصدرا للثقافة، ولا يكفيه أن يكون متحضرا بل يعنيه أن يكون منميا للحضارة.
فإذا قصرت الجامعة في تحقيق خصلة من هاتين الخصلتين فليست خليقة أن تكون جامعة، وإنما هي مدرسة متواضعة من المدارس المتواضعة وما أكثرها، وليست خليقة أن تكون مشرق النور للوطن الذي تقوم فيه والإنسانية التي تعمل لها “
محاضرة الدكتور بدراوي كانت تفاعلية بمشاركة من الأساتذة والطلاب وإنتهت بحفاوة بالغة من الحضور، ثم أقبل الجميع في نهاية اللقاء لتبادل اللقطات التذكارية مع الدكتور بدراوي